عقد فرع مؤسسة الأعمال الاجتماعية للتعليم بسيدي البرنوصي،بتنسيق مع نادي القلم المغربي ومنتدى المغرب المتعدد لقاءً ثقافيا مفتوحا بعنوان «المثقفون والمجتمع»، وذلك مساء يوم الجمعة الثامن من أبريل، بقاعة بن بطوطة فضاء الفردوس-البرنوصي بالدار البيضاء. ترأس هذا اللقاء الثقافي ، والذي شهد حضور عدد من المثقفين المغاربة والمهتمين بالشأن الثقافي بشكل عام، الشاعر والروائي توفيقي بلعيد الذي اعتبر هذا اللقاء محطة من محطات البرنامج النضالي الذي دأب عليه المثقفون في إطار التعبير عن آرائهم ومواقفهم، ودعمهم المستمر للطبقة الاجتماعية المهمشة. كما عبر عزيز بوحولي الكاتب العام لمؤسسة الأعمال الاجتماعية في كلمته على أن المثقف يبقى صوت المظلومين ولسان المحرومين، بل تلك العين التي يرى من خلالها الناس ما يحدث في المجتمع سواء من الناحية الاجتماعية أو السياسية، إنه ذاك المثقف الذي لا يصمت عما يحدث، صاحب الفكر الإيجابي، والناشر لثقافة الأمل بدل ثقافة اليأس والتباكي التي لا تجدي نفعا.لذا فالمثقفون بهذا المعنى هم مصابيح المجتمع، والجاهرون بالحق ساعة الخوف، لأن هذا واجبهم الوطني، أو بالأحرى واجبهم الانساني.من ثم فدور المثقف يكمن في إنارة طريق الجماهير الشعبية، والوقوف للنضال من أجل قضايا الشعب كقادة للمعركة. وفي مداخلته تحدث محمد شرادو باسم جمعية منتدى المغرب المتعدد مذكرا في البدء بالفترة الذهبية للمثقفين، مؤكدا على أنهم دائما في الطليعة، فهم رافعة المجتمع ينيرون الطريق للآخرين، إلا أن دورهم تراجع لأسباب عدة.لهذا لا بد من عودة المثقف من جديد للواجهة، فبدون الثقافة والمثقفين لا يمكن أن ينهض أي بلد. وأكد شعيب حليفي في الكلمة التي ألقاها (باسم نادي القلم المغربي) حديثه عن دور المثقف في هذه اللحظة بالذات في المغرب والعالم عموما لأن دوره يأتي دائما ليدق ناقوس الخطر المهدد للحياة والقيم. وأردف حليفي كلمته بنص إبداعي في سياق علاقة المثقف بحركة المجتمع بعنوان « أيها الرفاق.. متى تقوم الساعة؟» حاول القبض فيه على الوضع الإشكالي الذي يعيشه المجتمع في ظل المفارقات الكثيرة التي تحدث فيه، إنه نص رمزي بشكل كبير، يبعث في نفس المستمع إليه أحاسيس متباينة، فهو يتحفك، ويجعلك تتألم، ويبعث فيك الأمل. وفي ختام هذا اللقاء تحدث ثلة من المثقفين الحاضرين، في نقاس مثمر ومفتوح، عن ضرورة الانتقال ذهنيا وفكريا من الحديث عن المثقف-الفرد إلى الحديث عن المثقف-المجتمع. وأن المثقف الذي نحتاجه اليوم ليس ذاك المثقف النخبوي المتعالي الذي يعيش في برجه العاجي، وليس ذاك المثقف الانتهازي، ولا حتى ذاك المثقف المتساكن (الذي لا يريد الصراع والمشاكل)، بل ذاك المثقف القريب من هموم الشعب.