«إنه لشرف كبير لي أن أكون المتوج السادس بالجائزة الدولية للدعابة. شكرا على الاهتمام الذي توليه لعملي.» بهذه الكلمات أجاب رسام ومؤلف القصص المصورة الشهير، الفنان السويسري الأصل، كلود دريب، أجاب الفنان المغربي والناقد السينمائي رزاق عبد الرزاق، مؤسس ومانح جائزة بوزغيبة للفكاهة، عقب توصله بخبر فوزه بالجائزة في دورتها السادسة (2010). منذ ست سنوات خلت، وبمجهود ذاتي محض لم تدعمه أية جهة من الجهات المهتمة بالشأن الثقافي والفني مغربيا، بل بإصرار مندرج تحت يافطة النضال الثقافي والفني الإرادي والتطوعي الذي أصبح عملة نادرة، خلق الكاتب والناقد رزاق عبد الرزاق جائزة بوزغيبة العالمية للفكاهة، ودأب على منحها سنويا لمن يعتبر أنه طبع السنة بدعابته، مع إرسال لوحة تشكيلية من إبداعه للفائز، لوحة هي القيمة الرمزية للجائزة. هكذا، وبعد المبدعين المتميزين بروح الدعابة الحائزين على الجائزة في دوراتها السابقة، ومنهم الفرنسي فرانسوا فييي، عن طاقم البرنامج التلفزيوني «هذا ليس معقدا»، والنحات الهولندي ثيو جانسن، والمخرج الصيني يمو زهانغ والمغربي العربي الصبان، آلت جائزة 2010 للسويسري دريب الذي عمل في مجلتي القصص المصورة الفرنسيتين الشهيرتين «تان تان» و«سبيرو». الرسم الذي توصل به مؤسس جائزة بوزغيبة، عربونا عن شكر الحائز بها وقبوله لها، عبارة عن رسم جميل مزين بالألوان، رسمه دريب بدقة متناهية، يظهر فيه ياكاري، بطل قصصه العديدة المترجمة إلى عدة لغات من بينها العربية، وهو يعطي الإشارة بيديه لمجموعة كبيرة من الفراشات المزركشة اللون كي تحلق بكل حرية في سماء العالم. يقول مؤسس الجائزة ومانحها، الفنان الغاضب دائما وأبدا من حال المغرب الثقافي والفني وأحواله، رزاق عبد الرزاق، تعليقا على توصله برد دريب عقب منحه جائزة 2010: «هذا جزاؤنا للعمل الجبار الذي أنجزناه طيلة شهر بأكمله. أعجبني الرسم كثيرا والفنان دريب فهم بسرعة وبحساسية كبيرة المغزى والمرامي والمثل العليا التي تريد الجائزة تكريسها وتوطيدها، ألا وهي خدمة قيم التواصل الإنساني وحوار وتلاحق الثقافات. فالفراشات المحلقة في السماء تكاد أن تكون رمزا إضافيا لجائزة بوزغيبة، فهي كثيرة الترحال، تعشق الحرية وتسافر عبر العالم لتخصيب حقول التعارف والتقارب الإنسانيين.» ويعتبر دريب، المزداد سنة 1944 بلا تور دو بايلز بسويسرا، أحد أهم رسامي القصص المصورة الفرانكفونيين، احترف الرسم وكتابة السيناريو في العشرين من عمره قبل الانتقال للعمل في استوديوهات «بايو» العالمية ببروكسيل، وقد أبدع في سنة 1970 شخصية «ياكاري» المستوحاة من تاريخ الهنود الحمر كبطل لقصصه المصورة، قصص ترجمت إلى 17 لغة من بينها الألمانية، الأندونيسية، البرتغالية، الصينية والعربية. ويقول رزاق إن شخصية «بوزغيبة»، التي أسست الجائزة الحاملة لاسمها سنة 2005 ، شخصية هزلية أبدعها من محض خياله، وهي تتسم بالخفة والمرح والبساطة، تزرع حولها البهجة وهي تنتقد بعض الظواهر الاجتماعية، مضيفا أنه خصص لها كتابا باللغة الفرنسية يعرف بالفائزين بالجائزة، ومشيرا إلى أنه بصدد تهيئ الجزء الثاني من الكتاب الذي سيهديه إلى روح الكاتب والناقد الفني الراحل محمد البحتوري الذي كان قد خص شخصية بوزغيبة بدراسة متميزة.