وضعت مكتب الدراسات الدولي (PwC) مدينة الدارالبيضاء ضمن الأوائل في قائمة المدن الأكثر جاذبية في القارة السمراء. وركزت هذه الدراسات على أكثر من 20 مدينة إفريقية، بدلا من الاكتفاء بالحصيلة الإجمالية المسجلة على صعيد كل بلد، حيث تم أخذ عدة عوامل بعين الاعتبار، تم تحديدها في 29 مؤشرا يتوزعون على أربعة مؤشرات كبرى تتعلق بالبنيات التحتية، الرأسمال البشري، الاقتصاد والمجتمع أو التركيبة الديمغرافية. وتم احتساب مؤشر البنية التحتية بالتركيز بالدرجة الأولى على وسائل النقل والموانئ والمطارات. أما مؤشر الرأسمال البشري، فقد تمت العودة فيه إلى مستوى التعليم وعدد الأفراد المتمدرسين وتحسن الخدمات الصحية. مؤشر الاقتصاد يركز على معدل النمو وعدد مقرات المقاولات الكبرى التي تحتضنها كل مدينة، والتي يشترط فيها أن تكون مصنفة ضمن قائمة أفضل 500 مقاولة إفريقية. ويركز مؤشر المجتمع على حجم الطبقة المتوسطة، ومعدلات الجريمة والنمو الديمغرافي. وحلت الدارالبيضاء في المرتبة الرابعة خلف كل من القاهرة، تونس العاصمة، جوهانسبورغ، في حين حلت الجزائر العاصمة في المرتبة الخامسة. وكانت الدارالبيضاء قد تصدرت، قبل أسبوع، العناوين في إفريقيا بعد اختيار القطب المالي للمدينة كأقضل مراكز مالي في القارة السمراء، حسب أحدث تصنيف للأقطاب الاقتصادية في العالم. التقرير، الذي يحمل اسم «مؤشر المراكز المالية في العالم»، كشف أن قطب الدارالبيضاء لم يلج إلى خانة التصنيف الدولي سوى سنة 2014، تمكن في ظرف قياسي من فرض مكانته على الصعيد الإفريقي والعالمي، حيث أزاح قطب جوهانسبورغ من الصدارة إفريقيا، وتقدم إلى المرتبة 33 عالميا. وأوضح مركز (Z/Yen) البريطاني، الذي عمم هذا التصنيف بالعاصمة البريطانية لندن، أن قطب الدارالبيضاء تقدم أحد عشر مركزا في الترتيب العالمي، وبالتالي تحقيق المفاجأة بتجاوز قطب جوهانسبورغ الذي كان يعتقد الخبراء أنه من الصعوبة بما كان إزاحته من مركز الصدارة في إفريقيا، حيث سجل تراجعا ب 18 مقعدا في الترتيب العام. ويشير التصنيف، الذي يصدر في نسخته ال 19، إلى أن القطب المالي للدار البيضاء يعتبر واحدا من المراكز المالية الثالثة في العالم التي ينتظرها مستقبل واعد، رفقة كل من مركز سنغافورة، الذي احتل المركز الثالث عالميا، ومركز شانغاي، الذي حل بالمركز السادس عشر عالميا، في الوقت الذي تقدم فيه على مراكز مالية عالمية ذات صيت في أسواق المال والأعمال مثل مراكز إسطنبول، بوركسيل وميلانو. ولقد نجح القطب المالي للدار البيضاء منذ إحداثه من استقطاب حوالي مائة من المجموعات المالية العالمية التي اختارت ولوج الأسواق الإفريقية عبر بوابة الدارالبيضاء، ومن بين هذه الشركات العالمية نسجل حضور العملاق الأمريكي «فورد»، عملاق شركات التأمين (AIG)، بنك الصين، مؤسسات بنكية عالمية من أوربا والخليج، فضلا عن مكاتب محاماة ذات صيت دولي مثل «بيكر ماكينزي» و»آلان وأوفري». وكان القطب المالي للدار البيضاء (كازا فينانس سيتي) قد حصل على جائزة أفضل مركز مالي بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (مينا) لسنة 2014، وذلك بمناسبة انعقاد «قمة وجوائز الشرق الأوسط لأسواق المال» بدبي. وسبق أن كشف المدير العام للقطب المالي للدار البيضاء أن 17 في المائة من الاستثمارات المغربية بافريقيا تأتي من هذا القطب، الذي يضم أزيد من مئة مقاولة، منها مقاولات معروفة على الصعيد العالمي وأبناك مرموقة، فضلا عن هياكل مالية على غرار صندوق افريقيا 50 المتخصص في تطوير البنيات التحتية، مضيفا أن العديد من الفاعلين والاقتصاديين الدوليين، اختاروا نقل مقراتهم إلى الدارالبيضاء من أجل تعزيز حضورهم في إفريقيا، وذلك بفضل الفرص التي يتيحها هذت القطب المالي للمقاولات، من تحفيزات جبائية وإجراءات أخرى تتعلق برسوم التسجيل، فيما يتعلق بإنشاء المقاولات والرفع من الرأسمال.