«اليد الخضراء» مجموعة قصصية صدرت عن دار النشر التوحيدي للكاتبة والشاعرة ليلى بارع، بدعم من وزارة الثقافة المجموعة التي تقع 100 صفحة حيث بدأت الكاتبة مجموعتها القصصية بسائقة القطار وأنهتها « بزوجي الحبيب». فالكاتبة أعطت جمالية طبيعية أولى للغلاف الذي يكتسي طابع الواقع ، و جمالية ثانية للمجموعة حيث تحدثت عن الحب والألوان والإنسانية وعن الحيوانات والتقاليد، فسافرت بنا الكاتبة عبر قطارها المملوء بالعجائب الوقائعية والوصفية في قالب الحكي عن وقائعها اليومية المتوالية وأحداث مازالت راسخة في ذهنها، حيث أرادت أن تشغل ذهن القارئ لكي يعيش تحت وطأة أحلامها . فالكاتبة خلقت جوا وصفيا لمجموعة من الناس تركوا بصمة في حياتها وجعلت من مجموعتها حساء فنيا يحتسي منه القارئ ما أراد بلغة سلسة و بسيطة جعلت المجموعة تحمل في طياتها مؤثرات لغوية ليست سهلة المنال . قالوا عن المجموعة - المبدع أحمد بوزفور:» قرأت مجموعتك القصصية ،بحب واستمتاع . وكنت قد قرأت بعض نصوصها من قبل على الفايسبوك وأعجبت بها ، ولذلك توقعت أن تكون المجموعة جيدة .... و لم يخب توقعي . ما يميز المجموعة في اعتقادي هو احتفاؤها التلقائي بالطبيعة ،نباتا ، خضرة، وحيوانا ، البراءة وإنسانا: الحب، وهو لغتها الجميلة ببساطتها السهلة الممتنعة ، وتعبيريتها الموحية والمؤثرة .وهو حجمها المتوسط بين القصة وبين القصة القصيرة جدا .واستقرارها الفني ، فليس فيها نصوص جيدة وأخرى متوسطة وأخرى رديئة .... نصوصها كلها أخوات التوائم حسناوات .... و إن كنت قد أعجبت إلى حد الافتنان بقصة (اليد الخضراء) عنوانا للمجموعة كلها .شكرا صديقتي العزيزة على ثقتك الغالية أولا ، وعلى المتعة التي أتحفتني بها أنا أقرأ المجموعة مطبوعة في القريب أن شاء لله .. - المبدع أبو يوسف طه: اليد الخضراء «خفة الفراشة «... هذا ما تهج به (اليد الخضراء) حيث تلتقط حبات من محبرة اليومي، وتصوغ بما يشبه الهمس نصوصا راصدة ، متسمة بالاقتصاد اللغوي ، مما يضفي عليها سمة الومضة ، مجنبا إياها الترهل كما لو أن كاتبتها أدركت حقيقة الخيار القائل الافضل من كتابة صفحة كتابة فقرة ، ومن كتابة فقرة كتابة سطر. وهو امتحان عسير قلما يفلح فيه المرء ، وما يثبت صحة ذلك الهايكو و القصة القصيرة جدا ( القصصية) وهما فنان يحتاجان في تحققهما إلى حكمة الفيلسوف ورؤيا الشاعر و إشراق الصوفي . فهل أن تكتب ليلى بارع ضرورة.... فضمن شبكة من التعارضات ، تتوسل الكاتبة بالتقاط ناعم لوقائع اليومي عبر حكي متعرج بلغة سلسلة لا نتوء فيها للكشف عن الكوامن والميولات والأهواء والمشاعر من خلال استعادة لحظات مؤثرة من مراحل حياتية مختلفة في وثبات سردية على نحو يحيل النصوص إلى رقائق شفيفة، تتسم بخفة الفراشة ورهافة جناحيها ، تتوهج برؤية الانعتاق مما يحجر على الذات مدججا بالتقاليد و الأعراف و التمثلات ، ويصادر حقها في أن تكون لتبارح شرنقة عالم يتسم بالريبة و الخوف والعنف و الإكراه و القسوة و التحرش من خلال ما يولده الحلم و الرجاء والحنان الأمومي و الرغبة في الصعود . لا أريد أن أفصل ، حسبي أن أشير إلى أن ما يعطي جمالية هذه النصوص التميز ، ملامستها لموضوعات شائكة بنبرة هادئة كطبيب تشريح يجري مبضعه للبحث عن دالة ، كما أن امتزاج الواقعي و الاستيهامي و الحلمي يمهرها بالتنوع ، ويبين عن قدرة الكاتبة على جدل خيوط نسيجها القصصي الكاشف عما يتوارى خلف الظلال . أليست الكتابة (وجودا مضاعفا ) ؟ . فالكاتبة ليلى بارع لم تقتصر على كتابة القصة القصيرة فهي أصدرت ديوان « أرض الفراشات السوداء « سنة 2015 و أصدرت ديوان « كل هذا الكلام « صادر عن وزارة الثقافة .