في إطار تفعيل مفهوم الدبلوماسية الموازية ، نظمت الشبكة المتوسطية للمدن العتيقة لجهة طنجةتطوان بتعاون مع منظمة EUROQUIA ، لقاء تواصليا مع مختلف ممثلي المؤسسات بمالقا الاسبانية، وضم الوفد المغربي ، هيئات منتخبة من كافة الحساسيات السياسية في شراكة مع القطاع الخاص، وترأس الوفد الذي توجه صوب مالقا فجر يوم الخميس 7/4/2014 ،إلى غاية 10 /4/2016، النائب الاشتراكي عن جهة تطوان محمد الملاحي. واستقبل الوفد في بداية أشغاله من طرف رئيسة غرفة الصناعة والتجارة لمالقا وأعضاء من الغرفة. وتحدثت رئيسة الغرفة ماريا باث هورتادو عن أوجه العلاقات المغربية الاسبانية وكافة المجهودات التي تسعى الغرفة من موقعها إلى تعزيزها والبحث عن سبل كفيلة بتوثيقها، باعتبار المغرب شريكا استراتيجيا لاسبانيا ،خاصة، وأوربا عامة ، معتبرة اللقاء التواصلي الذي تنظمه الشبكة بوابة حقيقية لمزيد من التعارف والتعاون في كافة الاختصاصات. وفي كلمته ،باسم الوفد المغربي، أبى النائب الاشتراكي محمد الملاحي إلا أن يضع تعزيز هذه العلاقة بين بلدين جارين في قلب المعركة التي يخوضها المغرب في وحدته الترابية غير المنفصلة عن المعركة التنموية والديمقراطية التي تعززت بالأوراش الكبرى التي غطت منطقة جهة طنجةتطوانالحسيمة في إطار المبادرات الملكية، التي جعلت من الشمال وجهة استراتيجية لاستثمارات كبرى مع الشركاء الدوليين، ولم يفت الملاحي أن يتطرق إلى العلاقة الملتبسة مع الاتحاد الأوربي والتي يريدها المغرب أن تكون علاقات متكافئة وديمقراطية مبنية على مساطر واضحة تحدد دور الضفتين في التنمية والسلام، مؤكدا أن بحيرة البحرين، التي يلتقي فيها المتوسط والمحيط ، والتي تفصل بين اسبانيا والمغرب تشكل أهم ركائزها ، وأن دعم الاستقرار في المنطقة ينبغي أن يتخذ من العدل عنصرا أساسيا في التوجه للمستقبل بالدفاع عن القضايا العادلة للبلدين وفي مقدمتها إنصاف المغرب والمغاربة في قضيتهم العادلة و بالدفاع عن سيادة المغرب على أراضيه والدفاع عن وحدته الترابية . ولم يستثن الملاحي من كلمته حاجة البلدين في التعاون الأمني في محاربة كافة أشكال الإرهاب والتطرف، مؤكدا أن التواصل المثمر بين الضفتين في مجالات التنمية ومحاربة الفقر والتعاون في حل النزاعات في منطقة الجنوب واستبدال التوتر بالاستثمار بما فيه خير الضفتين، ونشر ثقافة المعرفة والعلم وخلق جسر التكوين في كافة الاختصاصات، من شأنه أن يجعل منطقة جبل طارق نموذجا في نشر السلم والأمن العالميين. وفي اليوم الموالي التقى الوفد نائب رئيس المجلس الإقليمي فرانسيسكو سالادو، الذي اعترف في بداية كلمته بالتغيير الذي عرفه المغرب في البناء المؤسساتي المحلي، مؤكدا أن مركز la noria نقطة تلاقي لشباب العالم من أجل تداول مختلف الأفكارومنهم الشباب الإسبان والمغاربة ، معبرا عن كون العلاقات الاسبانية المغربية تمر بظروف أحسن ، وتستدعي الاشتغال من بوابة المجلس الإقليمي لمالقا وكافة الفرقاء المغاربة ، مفتخرا بنوعية الاشتغال بين الطرفين والتي من أهمها الانفتاح والتواصل الحاصل والذي أنتج مشروعا مع السوق الأوربية المشتركة والمجلس الإقليمي لمالقا الذي سيعمل على خلق تساو وتكافؤ بين الجانبين، والمغاربة والإسبان سيكونان شركاء في تنزيله. وأكد نائب رئيس المجلس الإقليمي أن زيارته الماضية للمغرب تركت له انطباعا حسنا في كون المغرب في خطى التقدم السريع و الإسبان يواكبون ذلك، كما أكد على نيته في تلبية الدعوة التي وجهها له رئيس الوفد المغربي محمد الملاحي لزيارة جهة طنجةتطوانالحسيمة والوقوف عند كافة أوجه التعاون الممكنة بين الضفتين . وبدورها نقلت رئيسة المركز تجربة lanoria بتفاصيلها ، مبرزة الإمكانيات المتاحة للتعاون الدولي من خلال بسط جانب منها مع الهند وبقع أخرى من العالم في التعليم والصحة ومختلف ملفات التعاون التنموي الاجتماعي، والذي يعمل فيه المركز بتنسيق مع الاتحاد الأوربي والمجتمع المدني . وتناول الكلمة من جديد رئيس الوفد المغربي محمد الملاحي المتوجه إلى اسبانيا في إطار الدبلوماسية المغربية والذي تقوده الشبكة الأورومتوسطية للمدن العتيقة ونسق أشغاله بحرفية وتفان ، الكاتب العام للشبكة عبد السلام الدامون ، الذي عبر عن كافة التحديات التي تواجه العلاقات الاسبانية المغربية مبرزا أهميتها في إطار التحولات التي يعرفها المغرب من بوابة عامل التنمية والديمقراطية، مدرجا عوامل الاستقرار الأمني الذي يشكل عامل الدفاع عن التراب جزءا منه لمواجهة كافة أشكال التطرف والإرهاب. وقال الملاحي في هذا الصدد أن الجهة التي يمثلها والتي تضم ثمانية أقاليم تضم ثروات هامة تحتاج إلى آلية تنسيقية بين مدبري الشأن المحلي بين الضفتين على منوال كافة التغييرات الحاصلة في القوانين المغربية بعد دستور 2011 وملاءمتها مع القوانين الجهوية للجارة الإسبانية. الوفد المغربي يسجل إدانته لتحركات منظمات المجتمع المدني الاسباني المعادية لقضية الصحراء المغربية. وعبر الوفد المغربي للجريدة عن أهمية هذه الزيارة، وقال رئيس المجلس الإقليمي لشفشاون عبد الرحيم بوعزة إن التعاون المغربي الاسباني ليس وليد اللحظة بل هو تعاون قائم بين الجماعات الترابية ومنظمات التعاون الدولي في الضفة الأخرى في إطار مشاريع مسطرة ، مؤكدا أن هذه المشاريع – مع الأسف- تشوبها مغالطات كبرى وفي غالب الأحيان تكون غير مستقرة ، مبديا عدم رضا كافة المنتخبين في الضفة الجنوبية على نوعية التنسيق بشأنها. مشددا على عامل النظرة الدونية للفاعل المحلي المغربي من طرف الإسبان، وأوضح رئيس المجلس الإقليمي لشفشاون أن نقطة اللاتكافؤ بين الضفتين تبدأ من عنصر الاستفادة من برامج الاتحاد الأوربي والتي تعود إلى الوسيط الإسباني المتمثل في منظمات المجتمع المدني. متسائلا في هذا البعد:» هل لنا المنتخب المسلح بالمعلومة والقادر على الترافع في قضايا مصيرية لبلادنا؟» وعبر الوفد المغربي في هذه الزيارة عن روح عالية في مواجهة الإسبان بالأسئلة القلقة التي تشغل بال المجتمع المغربي الذي يضع القضية الوطنية في مقدمة انشغالاته، فالحرية قبل الخبز وعوامل التنمية لا تتقدم على ضرورة رفع اليد على الوحدة الترابية للمغرب، مسجلين إدانتهم الشديدة للتحركات المشبوهة لبعض منظمات المجتمع المدني في قضية الصحراء. في هذا الصدد، لم يخف عضو الوفد المغربي محمد الحضري كون الدبلوماسية المغربية كانت حكرا على جهة دون أخرى ، مما جعل المنتخب المغربي يتهيب من هذا الجانب ، لكن المغرب اليوم يعرف تحولا في هذا الصدد، لهذا كان لهذه الرحلة إلى إسبانيا نفس مغاير خصوصا في تجديد العلاقة ضمن منظومة مختلفة في المحادثات خصوصا بين جهتي طنجةتطوانالحسيمة وجهة الأندلس، فيما يخص جانب التنمية الاقتصادية والاجتماعية مقرونا بمستجدات القضية الوطنية ودفع الجهات الإسبانية لدعم الموقف المغربي الممثل في وحدته الترابية . وأكدت نائبة عمدة طنجة فتيحة الزاير أن هذا التشارك مع الشبكة المتوسطية يأتي في إطار البحث عن انفتاح أوسع على التجارب الدولية بمنطق التشارك وتوسيع العلاقات مع الجماعات الترابية الأجنبية، وفي هذا الجانب ذكرت فتيحة الزاير بمحورين تروم جماعة طنجة تأكيدهما ، الأول متعلق بالتعاون مع الدول الصديقة في إطار دعم الوحدة الترابية وفي مقدمتها قضية الصحراء المغربية في ما ينسجم وتطلعات المغاربة ، والثاني يتعلق بتفعيل جميع أنواع الشركات والتعاون التنموي اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، مؤكدة أنه سبق لجماعة طنجة أن أقامت تعاونا مع مالقا الاسبانية حقق مكسبا للضفتين، في التعاون الاقتصادي وتفعيل العلاقة بين رجال الأعمال الإسبان والمغاربة. وقال مشيج القرقري أمين مال الشبكة المتوسطية ، إن هذه الأخيرة هي نموذج تنموي مغربي رائد في جهة طنجةتطوان، و استطاعت الانفتاح على محيطها الإفريقي والمتوسطي وأن هذه الزيارة هي واحدة من هذه الأنشطة التي نبتغي منها تثمين الموروث اللامادي بجهة طنجةتطوان وتقديم شكل تنموي جديد لشركائنا الإسبان، يرتكز على دور المنتخب في شكله الاستراتيجي ويطمح في أن يجعل من الوحدات الترابية المحلية رأس الرمح في تسويق نموذج مغربي لتدبير الشأن العام في أفق يجعل من المنظومة المحلية الإقليمية والجهوية حلقة أساسية في البناء التنموي الوطني ، وجعل مقترح الحكم الذاتي مقترحا واقعيا قابلا للتطبيق. وفي نفس المنوال عبر الكاتب العام للشبكة المتوسطية عبد السلام الدامون عن هذا الدور الاستراتيجي للشبكة ، باعتبارها إطارا قادرا على تعبئة المنتخبين والفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين من أجل تنسيق فاعل بين الضفتين في مختلف القضايا التنموية والدبلوماسية الموازية. وتضمن الوفد المغربي رجال أعمال مغاربة بتنسيق مع رئيس منظمة EUROQUIA ديغو مورليس ، إلا أن السؤال المهني لرجال الأعمال صاحبه سؤال القضية. وقال موراليس أن موضوع الصحراء المغربية لدى رجال الأعمال يعتبر قضية هامشية باعتبار الأمر يتعلق بقضية سياسية، وأن شبكة رجال الأعمال المغربية الاسبانية تحدثت عن مجالات الاستثمار في المغرب ككل ، مؤكدا أن رجال الأعمال الإسبان تحدثوا مؤخرا عن الاستثمار في العيون ، وأن ما يهمهم هو الاستثمار بغض النظر عن واقع النزاع ، مضيفا أنه إذا كانت البيئة مناسبة في الصحراء المغربية فإنهم لن يستمعوا إلى السياسة، بل سيذهبون إلى هناك من أجل تطبيق قراراتهم الاقتصادية. وسألنا ديغو من منطلق أن الاستثمار في الصحراء مؤهلة أرضيته للإنتاج الفلاحي والصيد البحري وتوليد الكهرباء، فهل هناك إقبال من رجال الأعمال الإسبان على ذلك، فقال ديغو الذي تحدث إلى الجريدة أن بإمكان رجال الإعمال الإسبان أن يستثمروا في ذلك بناء على دراسة المردودية ...