أدى الاحتجاج القوي والواسع الذي قام به سكان منطقتي ازعير والزيايدة يوم الاثنين 4 أبريل الجاري، إلى شل حركة السير والمرور بالطريق الإقليمية رقم 3333 الرابطة بين مدينة بنسليمان وجماعة بئر النصر. وتأتي هذه الحركة الاحتجاجية التي نظمتها بعض جمعيات المجتمع المدني والمهنيون من أصحاب الطاكسيات ، للفت انتباه المسؤولين إلى الوضعية المزرية والكارثية التي أصبحت عليها الطريق المذكورة بعد أن خربتها الشاحنات الكبيرة التي تتنقل يوميا عبرها في اتجاه المقالع المتواجدة بالمنطقة، حيث خرج المئات من سكان جماعتي الزيايدة وبئر النصر وتجمهروا بالمنطقة المعروفة بالمحيرك، رافعين الأعلام الوطنية وصور جلالة الملك ، مرددين شعارات تطالب بفك العزلة عنهم، وعمدوا على إثر ذلك، إلى ركن سياراتهم وشاحناتهم وكل وسائل النقل التي يملكونها وسط الطريق مدعومين في ذلك من أصحاب سيارات الأجرة الذين يستعملون يوميا الطريق المشار إليها، حيث شوهدت العشرات من وسائل النقل وهي متوقفة وسط الطريق على مسافة تزيد عن 5 كيلومترات، مما أدى إلى توقيف وشل حركة السير والمرور تماما خاصة في وجه الشاحنات الكبيرة ذات الأوزان والحمولة الثقيلة التي تشتغل في المقالع المجاورة، والتي تقدر بالمئات من الشاحنات التي تتنقل عبرها يوميا وتصل حمولة الواحدة منها إلى 40 طنا، على اعتبار أن هذه الأخيرة هي التي كانت سببا في تخريب بنية الطريق الإقليمية وإيصالها إلى الوضعية الكارثية التي أصبحت عليها، حيث انتشار الحفر الكبيرة وسطها وتآكل جنباتها لدرجة أصبحت في بعض الأماكن غير صالحة تماما للاستعمال، في غياب الإصلاح والصيانة. الاحتجاجات الواسعة المشار إليها التي شهدتها المنطقة، عرفت غليانا كبيرا في أوساط الساكنة المتضررة وأدت إلى تعطيل مصالح المواطنين وتوقف الدراسة بالمنطقة، حيث لم يتمكن لا الأساتذة ولا التلاميذ من الوصول إلى المؤسسات التعليمية بسبب قطع الطريق من طرف المحتجين. وقد هرع ، على إثر هذه الاحتجاجات، ممثلو السلطات المحلية ورجال الدرك ومصالح وزارة التجهيز والنقل واللوجيستيك إلى عين المكان من أجل تهدئة الأوضاع ورفع الحصار الذي كان مضروبا على الطريق وفتحها أمام وسائل النقل، وخاصة الشاحنات الكبيرة المتجهة نحو المقالع والتي ظلت واقفة في صفوف طويلة على مدى 5 ساعات وسط الطريق. ولم تنفع المفاوضات مع المحتجين إلا بعد تدخل عامل الإقليم الذي استدعى على الفور لجنة تمثل المحتجين ومهنيي الطاكسيات والمدير الإقليمي للتجهيز والنقل وبعض المصالح المعنية، حيث تم عقد اجتماع عاجل بمقر العمالة لتدارس ومناقشة الوضعية الكارثية للطريق الإقليمية 3333، أسفر عن توقيف الاحتجاجات وفتح الطريق أمام مستعمليها. وقد كانت النقطة التي أفاضت الكأس وأطلقت شرارة الاحتجاج، حسب بعض المتضررين، هي «الإصلاحات المغشوشة «التي عرفتها الطريق المذكورة خلال الأيام الأخيرة إثر تدخل عامل الإقليم بعد الزيارة التي قام بها لمركز بئر النصر مؤخرا ولقائه ببعض السكان الذين طالبوه برفع الحصار والتهميش عنهم، مما دفع به إلى مطالبة المديرية الإقليمية للتجهيز بالقيام بالإصلاحات الضرورية لتلك الطريق. لكن هذه الأخيرة عوض أن تعمل على صيانة الطريق بالشكل المطلوب، «عمدت إلى القيام بإصلاحات ترقيعية سرعان ما تلاشت بعد يومين من إنجازها»، الشيء الذي اعتبره المتضررون «استهتارا واستهزاء» بمشاعرهم ومصالحهم، ودفعهم إلى الاحتجاج لفك العزلة عنهم.