خلد قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، بمنتجعات تملاكت بخنيفرة، الذكرى 95 لاستشهاد البطل موحى وحمو الزياني، حضرها إلى جانب المندوب السامي، الدكتور مصطفى الكثيري، عامل إقليمخنيفرة، وشخصيات قضائية ومدنية وعسكرية وإدارية ومنتخبة، وفعاليات من المجتمع المدني، وعدد من المهتمين والباحثين، وحشد من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، حيث تمت زيارة جماعية لضريح الشهيد، بعدها افتتح المهرجان الخطابي بكلمة الجماعة القروية لأكلمام، والتي ذكرت بمعركة لهري، والمعاني والدلالات التي تكتسيها ذكرى الشهيد موحى وحمو الزياني في وجدان ساكنة المنطقة، بعدها كلمة المجلس الإقليمي التي استحضرت التضحيات الجسام التي قدمتها ساكنة الإقليم دفاعا عن استقلال البلاد، في حين تناولت كلمة أحفاد الشهيد دلالة تخليد الذكرى باعتبارها من الملاحم الراسخة في ذاكرة الوطن ومقاومي زيان والأطلس المتوسط. وتميزت المناسبة بزيارة المندوب السامي لمدينة مريرت حيث اطلع على مشروع إحداث الفضاء التربوي والتثقيفي والمتحفي الذي رصد لانجازه مبلغ 1.400.000,00 درهم، ساهمت فيه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ب 300.000,00 درهم، ومجلس جهة مكناس تافيلالت ب 600.000,00 درهم والمجلس الإقليمي ب 500.000,00 درهم، في حين ساهمت بلدية مريرت ب 275 مترا مربعا من مساحة القطعة الأرضية على أساس أن تتكلف المندوبية السامية باقتناء الجزء المتبقي من هذه القطعة (296 مترا مربعا) والتابع للأملاك المخزنية، مع تأثيث وتجهيز الفضاء المذكور الذي يعتبر الرقم 66 في سلسلة فضاءات الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير. وفي ذات اللقاء تم تكريم 12 مقاوما، 8 منهم من المتوفين، قُدمت كلمة في حقهم، وذكرت ببطولاتهم وتضحياتهم وإسهاماتهم في معركة التحرير والكفاح الوطني، بينما كان اللقاء مناسبة للإشراف على توزيع إعانات مالية ومساعدات اجتماعية، استفاد منها 35 شخصا بغلاف مالي إجمالي قدره 44.000,00 درهم. ومن خلال كلمته، وقف المندوب السامي، الدكتور مصطفى الكثيري، عند أهم المعارك التي خاضتها القبائل الزيانية بقيادة موحى وحمو الزياني ضد الغزاة الفرنسيين ومرتزقتهم، ولم يفته اعتبار الاحتفال بذكرى رمز من رموز المقاومة المغربية محطة لإذكاء التعبئة من أجل صيانة التاريخ المغربي الوطني، كما ذكر بالدلالات العميقة التي يكتسيها تخليد ذكرى بطل تاريخي ظل موحدا لجماهير الفلاحين وللقبائل وسكان الجبال، من أجل مواجهة المستعمر الأجنبي إلى حين استشهاده، صباح الأحد 27 مارس من عام 1921، بأزلاك نزمورت بجبل توجكالت، بعد إلحاقه بالجيوش الفرنسية أقسى الخسائر رغم تفوقها عدة وعتادا. ولم يفت المندوب السامي استعراض ومضات من حياة الشهيد موحى وحمو الزياني، والمعارك التي شارك فيها، مابين 1908 و1913، بمنطقة الشاوية وسهول سايس وزمور وزعير، وتافودايت وأكوراي، ثم بني مطير ووارغوس بوادي زم وغيرها. وفي ذات السياق، انتقل المندوب السامي بكلمته إلى الحديث عن محاولات المستعمر لبسط نفوذه على مدينة خنيفرة سنة 1914، وكيف تصدى لها موحى وحمو الزياني بتحركاته التي جعلت السلطات الاستعمارية تدرك أنها أمام رجل عنيد يهدد مشروعها بالمغرب، والذي حاولت استمالته وإغراءه بشتى الوسائل دونما جدوى، كما توقفت الكلمة عند معركة لهري الشهيرة التي شارك فيها حوالي 2500 مقاوم، وتمكن فيها البطل موحى وحمو الزياني من دحر الجيوش الفرنسية، حتى أن السلطات الفرنسية اعتبرت هزيمتها في هذه المعركة «من أفظع الهزائم التي لم تشهد لها فرنسا مثيلا على مستوى شمال إفريقيا»، حيث لم تتوقع أن تتكبد كل تلك الخسائر في الأرواح والجرحى، واستيلاء المقاومين على كميات من الأسلحة والذخائر الحية. وكان الدكتور مصطفى لكثيري قد كشف، في وقت سابق، عن ورش العمل على استنساخ الوثائق التاريخية المودعة بأرشيفات عدة دول خارج الوطن، والتي لها صلة بالحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير، حيث تمكنت المندوبية من استنساخ 1.852.467 وثيقة مصورة بتقنية الميكروفيلم من مركز الأرشيف بفانسان بفرنسا، كما تم الحصول على 120.000 وثيقة من أرشيف بلدية قاديس الاسبانية تهم الرصيد الوثائقي للمقيم العام الاسباني السابق فاريلا. هذا وقام المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، رفقة عامل الإقليم، بزيارة الفضاء التربوي والتثقيفي والمتحفي بخنيفرة، حيث اطلع على ما جد بهذا الفضاء من تحف وصور ووثائق وأدوات ومعدات وأسلحة وألبسة وأشياء أخرى كان قد جرى استخدامها إبان فترة الكفاح الوطني، كما زار معرضا للوحات الفنان التشكيلي محمد راكون والتي جسد في غالبيتها ملحمة التحرير الوطني.