لم تكد تمر 24 ساعة، على عثور فارزي النفايات الصلبة، بمطرح ( النزالة ) بمكناس على جمجمة بشرية، حتى اهتز الرأي العام المحلي زوال أول أمس الخميس 31 مارس 2016، على وقع عثور رجال الحراسة الخاصة بمستشفى مولاي إسماعيل المعروف ب(لقبيبات) بمكناس، على هيكل عظمي لجثة شاب مجهول الهوية بقبو مهجور بمصلحة الحلق والأنف والحنجرة. وبمجرد ما تناهى إلى علمها هذا الخبر حتى، استنفرت السلطات المحلية، والأمنية كل مصالحها، وهرعت إلى عين المكان، يتقدمها عامل عمالة مكناس مرفوقا برئيس الشؤون الداخلية بها ووالي الأمن ومختلف المصالح الأمنية بالمدينة. وبعد المعاينة الأولية، تبين - حسب مصادر قريبة من الطبيب المختص في الطب الشرعي - أن الجثة / الهيكل تعود لشاب في عقده الثالث لا تبدو عليها أثار جريمة، بدليل عدم ظهور أي آثار للعنف عليها، إضافة إلى وجود أغراض الشاب الشخصية بجانبه ( ملابس-هاتف نقال وتوسده لحقيبته). ورجحت مصادرنا أن تكون الوفاة قد حصلت منذ الصيف الماضي، دليلها في ذلك الملابس التي كان يرتديها الشاب ( قميص صيفي وشورط ). هذا ، وتم نقل الجثة/الهيكل إلى مستودع الأموات بمستشفى محمد الخامس، بعد قيام رجال الوقاية المدنية باستخراجها من القبو، تحت أنظار مختلف المصالح الأمنية المختصة والسلطات المحلية والأطقم الصحية بالمستشفى. وجدير بالذكر أن الأطقم الصحية بمستشفى مولاي إسماعيل تشتكي باستمرار من البنايات المتهالكة المهجورة به، والتي تبقى قبلة للأغراب يلجونها بسهولة ووقت ما شاؤوا، إذ يصعب منعهم ، بالنظر إلى شساعة مساحة الفضاء الصحي وغياب مراقبة إلكترونية ( كاميرات ) وبشرية حتى، خصوصا بالليل. وحسب مصادرنا فإن المصالح الأمنية، بدأت الاستقصاء والبحث في أرشيف البلاغات المقدمة لها منذ عدة أشهر، للتثبّت من وجود بلاغ عن فقدان شاب، أو ما قد يُساعد على تحديد هويته، ويبقى هاتف الشاب الوسيلة الوحيدة التي ستنير طريق المصالح الأمنية للوصول إليها. وبالنظر إلى الموقع المتميز الذي تحتله بناية المستشفى التي يعود بناءه إلى الحقبة الاستعمارية سنة 1936 من القرن الماضي، على مساحة تفوق 25 هكتارا، تتمنى الأطقم الطبية والصحية بمكناس، تدخل وزارة الصحة، بتعاون مع المجلس الجماعي والقطاعات الحكومية المعنية لتهيئة مشروع متكامل من أجل بناء مركب صحي متعدد الاختصاصات، يستجيب لحاجيات ساكنة المدينة وضواحيها.