مكناس – أحداث.أنفو : عبد الرحمن بن دياب أقدمت مصلحة الأمراض النفسية والعقلية بمستشفى مولاي اسماعيل بمكناس والمعروف لدى الساكنة عموما ب"القبيبات" على طرد مجموعة من المرضى، ورفضت استقبال آخرين، بدعوى أن الطاقة الاستيعابية للمصلحة لا تسمح بإيواء أكثر من 29 نزيلا، وهو ما ظهر جليا على مستوى الشارع المكناسي، حيث انتشر المختلون عقليا بشكل ملفت للنظر وسط الشوارع بمكناس بما فيها الشوارع الرئيسية، والساحة الإدارية، ومنطقة حمرية، التي تعتبر الواجهة الأساسية للمدينة. وتضيف مصادرنا المطلعة أن إدارة المصلحة المذكورة تلقت تعليمات صارمة من الدكتور "الشريفي" المدير الجهوي للصحة بمكناس بعدم تجاوز الطاقة الاستيعابية للمصلحة "29 نزيل" ورفض باقي الحالات الأخرى، مهما كانت درجة خطورتها، وذلك ردا على ما نشرته العديد من المواقع والجرائد الوطنية من بينها "الأحداث المغربية"، وارتفاع عدد من الأصوات المنددة بالأوضاع الكارثية التي يعيشها نزلاء هاته المصلحة، من حيث الاكتظاظ، ورداءة المكان، وانتشار الأوساخ والأزبال، حيث أظهر شريط فيديو تم نشر جزء منه مؤخرا على موقع اليوتيوب كارثية الوضع الذي بات يعيشه نزلاء هاته المصلحة، حيث ظهر العديد منهم وهم يفترشون الأرض في ظروف أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها لا إنسانية، حيث لا مجال للكرامة البشرية، ولا حقوق الإنسان، فقط هو الإهمال والتهميش والنسيان، وكل التجهيزات من أسرة وأغطية ومكاتب وقاعات هي متسخة، صدئة ومهترئة، بالإضافة إلى الأزبال المنتشرة، وجيوش القطط المتشردة التي أبت إلا أن تؤثث المشهد لتكتمل معها الصورة. كما أن المصلحة شهدت العديد من حالات الانتحار، حيث لا تمر السنة الواحدة إلا ويتم تسجيل حالة انتحار فيها أو أكثر، بالإضافة إلى حالات الاعتداء على النزلاء من قبل بعضهم البعض، والتي تصل أحيانا حد الاعتداء الجنسي والاغتصاب. وهو ذات الوضع الذي سبق لعدد من الحقوقيين والنقابيين أن نددوا به، من خلال البيانات والتصريحات، إذ سبق لبعض نقابيي الصحة بمكناس أن انتقدوا الوضع الصحي بمصلحة الأمراض النفسية والعقلية بالمستشفى المذكور، بسبب الاختلالات الكبيرة التي تعرفها المنظومة الصحية بمكناس، من حيث الخصاص الكبير في العنصر البشري، وضعف الإمكانات اللوجستيكية، حيث يتجاوز عدد نزلاء المستشفى المذكور في الكثير من الأحيان طاقته الاستيعابية، والتي لا تتعدى 29 نزيلا، من بينهم المرضى القادمين من المركب السجني تولال، في الوقت الذي كانت فيه الطاقة الاستيعابية للمستشفى المذكور في وقت سابق تفوق 120 نزيلا، مناصفة بين جناحي النساء والرجال، بموارد بشرية كافية من الأطباء المختصين والممرضين، قبل تدخل المسؤولين الصحيين، الذين أنشؤوا بناية جديدة لمصلحة الأمراض النفسية والعقلية بذات المستشفى، بطاقة استيعابية أقل، الأمر الذي خلق العديد من المشاكل بعد تزايد الطلب على هاته المصلحة بسبب تكاثر الحالات المرضية، وطلبات الإيواء التي توقعها المصالح الأمنية والقضائية، وهو ما يدفع بالمسؤولين على هاته المصلحة إلى تسريح النزلاء من المرضى دون إكمال مدة استشفائهم، التي تتطلب في الكثير من الأحيان مدة طويلة، وهو ما يجعلهم عرضة للمرض مرة أخرى وبحدة أكثر. هذا، وقد ذكرت إحدى النقابات الصحية في بلاغ سابق بالتقرير الأسود الصادر عن المجلس الوطني لحقوق الإنسان، والذي أعطى صورة قاتمة عن مصلحة الأمراض النفسية والعقلية بمكناس، حيث تم تصنيفه ضمن قائمة المستشفيات ذات البنايات الغير ملائمة، موصيا بضرورة ترميم البنايات الموجودة التي تعرف حالة من التدهور الجلي أو الانهيار الوشيك بمكناس وهذا ما لم يحصل بعد.