بعد عملية إضافة ستين دقيقة لتوقيت المغرب، وفق ما صادقت عليه الحكومة في مرسوم أثار الكثير من الجدل والإرباك، إذا لم نقل التضارب في الآراء، أقبلت، وبشكل غير مسبوق، العشرات من مكونات المجتمع المدني بإقليم ميدلت، وخصوصا بالريش، على تعميم عريضة مذيلة بتوقيعات 86 جمعية محلية وتربوية وحقوقية، تطالب بإلغاء العمل بالتوقيت الصيفي في مختلف الإدارات، العمومية منها والخصوصية، مقابل الإبقاء على التوقيت المعمول به، بينما نشرعدد من الفاعلين على صعيد المنطقة نماذج من الدول التي تراجعت عن الساعة الإضافية. وشددت الجمعيات ال 86 على ضرورة إلغاء «الساعة الجديدة» لما لها من سلبيات وأضرار، ذكرت منها أساسا ما وصفته ب «اضطرابات نفسية وبسيكولوجية للأطفال والتلاميذ المتمدرسين بجميع المستويات الدراسية»، سيما في ما يتعلق بإعدادهم على تقبل التغيير الحاصل في الزمن على مستوى النوم والتمدرس والتوجه للدراسة في ظلام الصباح، و»تأخر التحاقهم بأقسامهم، ما ينعكس سلبا على المردودية والتحصيل المعرفي»، حسب العريضة الجمعوية التي حصلت «الاتحاد الاشتراكي» على نسخة منها، وأشارت لقساوة المناخ والتضاريس المعروفة بإقليم ميدلت. كما رأت ذات الجمعيات في الساعة المضافة ما اعتبرته «مشاكل صحية ونفسانية تؤكد عليها دراسات طبية في هذا الشأن»، علاوة على «التأثير السلبي لذلك على النظام الغذائي للأسر، وتغيير أوقات الوجبات الغذائية الرئيسية»، إلى جانب «حرمان الكثيرين من الحصة الكافية للنوم، وإجبار المواطنين على النوم مبكرا والاستيقاظ مبكرا»، ما يخلق «ارتباكا ومشاكل في صفوف الأسر المغربية»، كما لم يفت الجمعيات، صاحبة العريضة، الإشارة إلى «تأثير الساعة المعلومة على مواقيت الصلاة ومواعيد السفر»، ملوحة بالاستمرار في حملتها باتجاه الضغط والاحتجاج إلى حين التراجع عن الساعة الإضافية. وعلمت «الاتحاد الاشتراكي» أن عريضة الجمعيات، التي ما تزال مفتوحة، قد تم توجيه نسخ منها إلى العديد من الجهات المعنية، مركزيا وجهويا وإقليميا، منها رئيس الحكومة، عامل إقليم ميدلت، رئيس مجلس جهة درعة تافيلالت، المدير الإقليمي للتربية الوطنية، المدير الجهوي لأكاديمية التربية والتكوين، ثم باشا مدينة الريش ورئيس مجلسها البلدي بالنظر لكون أصحاب المبادرة ينشطون بهذه المدينة.