افتتح فيلم "ثلاث نوافذ وعملية شنق" لمخرجه عيسى كوسجا (مونتينيغرو)، مساء الأحد، مسابقة الأفلام الطويلة لمهرجان تطوان الدولي 22 لبلدان البحر الأبيض المتوسط (26 مارس- 2 أبريل القادم). ويحكي الفيلم، الذي أخرجه كوسجا سنة 2014، قصة قرية محافظة، بعد سنة من نهاية الحرب المدمرة التي عصفت بيوغوسلافيا السابقة (2000). ففي وقت كانت فيه البلدة تضمد جراحها وتستعيد بعض عافيتها، أجرت المعلمة (لوش)، التي تعيش رفقة طفلها في انتظار إمكانية عودة زوجها المفقود خلال الحرب، حوارا مع صحافية أجنبية كشفت فيه تعرضها، وثلاث من نساء القرية، للاغتصاب في هجوم لجنود صرب. يشار إلى أن المخرج عيسى كوسجا، المزداد سنة 1947، حاصل على دبلوم من المدرسة العليا للفن الدرامي وعلى دبلوم الإخراج السينمائي من أكاديمية بلغراد، وقد بدأ مساره الفني مخرجا مسرحيا ومخرج أفلام قصيرة ووثائقية في الثمانينات. وقد حاز عيسى كوسجا جائزة خاصة للجنة التحكيم في الدورة الحادية عشرة لمهرجان الفيلم بسراييفو عن فيلمه التخييلي "كوكومي" (2005) ، وحاز جائزة أفضل فيلم وأفضل مخرج بمهرجان الفيلم 2006 الألباني بتيرانا. في سياق آخر أبرز مخرجون ونقاد سينمائيون ومهتمون بالفن السابع أن تجربة المخرج المغربي داوود اولاد السيد، الذي كرمه مساء السبت مهرجان تطوان ، تتميز بفرادتها وبصمتها الخاصة، ما يجعل معه من الممكن نسبة أفلامه إليه دون تردد على غرار عدد من كبار المخرجين العالميين. وأضاف المشاركون في ندوة حول أعمال داوود أولاد السيد، أمس الأحد بالمعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان، أن هذا الأخير قدم إنجازا فيلميا وإبداعيا كبيرا، وأمن للسينما المغربية حيوية بالغة وللنقد السينمائي مجالا خصبا للمساءلة. وأشاروا إلى أن اولاد السيد من الشغوفين، من الناحية التقنية والأسلوبية، باللقطة الثابتة التي تتضمن كل الحركات، وبالمشهد الطويل، لكن أسلوبه هذا "سينيفيلي" يحظى بإعجاب النقاد أكثر منه جماهيري يجلب رواد السينما لشبابيك التذاكر. وأجمع هؤلاء المتدخلون في الندوة أن هذا الأسلوب أسهم فيه أيضا المبدع الراحل أحمد البوعناني بثقافته الواسعة وموهبته الفذة، وكذا الروائي والسيناريست المتميز يوسف فاضل، متسائلين عن مدى إمكانية توفيق اولاد السيد بين النخبوية والجماهيرية في أعماله القادمة. وأضافوا أن اولاد السيد فنان غير مهادن، يرفض المواضعات الاجتماعية التقليدية ويسخف بعض التوافقات الخاطئة وينتقدها في سينماه، كما في فيلمي "في انتظار بازوليني" (2007) و"الجامع" (2010) اللذين يتقاطع فيهما الواقع بالخيال، على سبيل المثال.