افتتح فيلم "ثلاث نوافذ وعملية شنق" لمخرجه عيسى كوسجا (مونتينيغرو)، أمس الأحد، مسابقة الأفلام الطويلة لمهرجان تطوان الدولي 22 لبلدان البحر الأبيض المتوسط (26 مارس- 2 أبريل القادم). ويحكي الفيلم، الذي أخرجه كوسجا سنة 2014، قصة قرية محافظة، بعد سنة من نهاية الحرب المدمرة التي عصفت بيوغوسلافيا السابقة (2000). ففي وقت كانت فيه البلدة تضمد جراحها وتستعيد بعض عافيتها، أجرت المعلمة (لوش)، التي تعيش رفقة طفلها في انتظار إمكانية عودة زوجها المفقود خلال الحرب، حوارا مع صحافية أجنبية كشفت فيه تعرضها، وثلاث من نساء القرية، للاغتصاب في هجوم لجنود صرب. وزرع التصريح الصحفي، الذي جاء بدافع من ضمير حي، البلبلة في القرية. وتفجرت المخاوف في المجتمع التقليدي الصغير، حيث العقلية الذكورية المتحجرة هي السائدة، وانتابت الشكوك العديد من الأزواج. وبالموازاة مع شجاعة المعلمة، طفت على السطح مظاهر الأنانية والجبن والتشدق والتسلط. وتميز الفيلم، الذي انحصر امتداده (80 دقيقة) في فضاء القرية ومحيطها، بالشكل الدائري في الكتابة، وبشاعرية مرهفة وروح النكتة (حديث ثلاثة مسنين تحت ظل شجرة وارفة)، وبتصوير متقن للعادات المجتمعية (العزاء…)، والمظاهر الطبيعية وغيرها، وباقتصاد شديد في اللغة. يشار إلى أن المخرج عيسى كوسجا، المزداد سنة 1947، حاصل على دبلوم من المدرسة العليا للفن الدرامي وعلى دبلوم الإخراج السينمائي من أكاديمية بلغراد، وقد بدأ مساره الفني مخرجا مسرحيا ومخرج أفلام قصيرة ووثائقية في الثمانينات. وقد حاز عيسى كوسجا جائزة خاصة للجنة التحكيم في الدورة الحادية عشرة لمهرجان الفيلم بسراييفو عن فيلمه التخييلي "كوكومي" (2005) ، وحاز جائزة أفضل فيلم وأفضل مخرج بمهرجان الفيلم 2006 الألباني بتيرانا.