- اكد قادة الغرب من جديد ضرورة انتقال السلطة في مصر وذلك بعد خطاب الرئيس المصري حسني مبارك الذي تمسك فيه بالسلطة خلافا لرغبة المتظاهرين المطالبين بتنحيه. فقد دعا الرئيس الاميركي باراك القاهرة الى رسم طريق واضح «بدون اي التباس» نحو الديموقراطية, مؤكدا ان الاصلاحات التي اعلنها مبارك «غير كافية «. وقال اوباما في بيان صدر بعد ساعات من خطاب مبارك واتسم بلهجة حازمة ان «المصريين تلقوا تأكيدا بانه سيكون هناك انتقال للسلطة ولكن من غير الواضح حتى الآن ان هذا الانتقال سيكون فوريا وواضحا وكافيا «. واضاف «لا بد للحكومة المصرية من ان ترسم طريقا يتمتع بمصداقية وبدون اي التباس نحو ديموقراطية حقيقية ولم تنتهز بعد هذه الفرصة «. وفي واشنطن ايضا وقبل صدور بيان اوباما, دان السناتور الجمهوري جون ماكين رفض مبارك التنحي فورا, معتبرا ان خطابه «بائس ويثير القلق «. وقال «ادعو الرئيس مبارك الى ان يبدأ الاصغاء الى الشعب وايلائه الثقة» , مؤكدا ان «استقرار مصر والمنطقة مرتبط به الى حد كبير «. من جهته, اكد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان المصريين يجب ان يقرروا بانفسهم مستقبلهم السياسي وكرر دعوته الى انتقال هادىء للسلطة. وقال مكتبه في بيان صدر بعد خطاب الرئيس المصري ان «الامين العام تابع عن كثب التطورات اليوم في مصر «. واضاف ان بان «يكرر دعوته الى انتقال منظم وسلمي (للسلطة) بما يلبي تطلعات الشعب المصري ويشمل انتخابات حرة وعادلة وتتمتع بمصداقية «. من جهتها, قالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون الان هو وقت التغيير في مصر» , معتبرة ان « الرئيس مبارك لم يفتح الطريق بعد امام اصلاحات سريعة وعميقة «. واكدت اشتون « سابقى على اتصال مع السلطات المصرية للتشديد على ضرورة حصول مرحلة انتقالية ديموقراطية منظمة هادفة ودائمة «. كما اكد رئيس البرلمان الاوروبي جرزي بوزيك ان «تطلعات مواطني (مصر) مشروعة والتغيير لا يمكن ان يتاخر. ينبغي طي صفحة النظام السابق «, مطالبا بتشكيل حكومة جديدة تضم «القوى الديموقراطية «. من جهته, اعرب وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي عن خيبة امله من الخطاب الذي القاه مبارك, معتبرا انه لم يكن «الخطوة المنتظرة نحو المستقبل» , مؤكدا «نعول على تغيير سلمي «. اما وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ; فقد شدد على ضرورة «انتقال سريع ولكن هادىء» في مصر, موضحا «ندرس بدقة ما قاله رئيس مصر ونائبه «. واضاف «دعونا منذ بداية الازمة الى انتقل سريع ولكن منظم (للسلطة) في مصر الى حكومة موسعة «. الا ان هيغ رأى ان الاحداث في مصر تؤكد الحاجة الى تحقيق اختراق في عملية السلام في الشرق الاوسط, مشددا على ضرورة «عودة الاسرائيليين والفلسطينيين الى طاولة السلام (...) لانجاز الحل القائم على دولتين «. وفي باريس, اعرب الرئيس الفرنسي نيكولا ساكوزي الخميس عن أمله في ان تجد مصر طريق الديموقراطية «وليس الديكتاتورية الدينية كما هي الحال في ايران» موضحا ان تفويض الرئيس مبارك صلاحياته لنائبه كان «حتميا «. واعتبرت رئيسة الحكومة الاسترالية جوليا غيلارد ان «التغيير يجب ان يبدأ في مصر» . وقالت «نعتقد انه يجب ان يكون هناك اصلاح جوهري (...) التغيير يجب أن يبدأ «. واضافت ان «الوضع الراهن لا يمكن ان يستمر ولكن نريد رؤية السلام في العملية الانتقالية «. وفي اوتاوا, قال وزير الخارجية الكندي لورنس كانون في بيان ان «الحاجة الى اصلاحات ديموقراطية ملحة لكن الاصلاح يجب الا يؤدي الى فراغ ينجم عنه تطرف وعنف وتعصب «. ودعا كانون كل الاطراف الى «ضبط النفس وحل هذه الازمة» , مشددا على دعوة الحكومة المصرية الى «الاضغاء لصوت الشعب المصري وبدء عملية انتقالية منظمة باتجاه انتخابات حرة وعادلة «. واخيرا, اكد وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك بعد لقاء الامين العام للامم المتحدة بان كي مون انه «يعود الى الشعب المصري ان يجد طريقه وان يفعل ذلك على اساس دستوره وقوانينه واعرافه «. في الاثناء اعرب وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل الخميس في الرباط عن «استهجانه الشديد واستنكاره البالغ لتدخلات بعض الدول الاجنبية» في شؤون مصر. واعرب الفيصل في كلمة القاها خلال اشغال الدورة ال11 للجنة المشتركة المغربية- السعودية عن ثقته «بقدرة مصر على تجاوز محنتها» , منتقدا « مزايدات» بعض الدول على الشعب المصري من دون ان يسميها. الا ان تصريحات الفيصل بدا وكان المقصود منها الولاياتالمتحدة غداة محادثة هاتفية بين الملك عبد الله بن عبد العزيز الموجود حاليا في المغرب حيث يمضي فترة نقاهة والرئيس الاميركي باراك اوباما. وقد رأى وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل في هذه المواقف «تدخلا سافرا» في شؤون مصر الداخلية « على نحو يتنافى وابسط القواعد الدبلوماسية والسياسية وميثاق الاممالمتحدة»»»».