تحولت ساحة مركب محمد الخامس إلى ساحة حرب حقيقية وميدان للكر والفر بين مجموعة من القاصرين والقوات العمومية طيلة إجراء المباراة ودلك بالازقة والشوارع المحيطة بالملعب خاصة زنقة الفرات وإبراهيم النخعي وسقراط وشارع بئر انزران ويعقوب المنصور، والتي شهدت تهشيم زجاج العديد من السيارات والعبث بمحتوياتها أمام أعين أصحابها، الدين كانوا عاجزين على التدخل نظرا لجحافل القاصرين وبعض الشباب الذين لم يتمكنوا من الدخول، بالرغم من توفره على التذكرة، مما خلق حالة من الفوضى و الهلع بهده الأزقة والشوارع. ومع نهاية المباراة وانتصار فريق الرجاء البيضاوي على ضيفه بهدفين مقابل هدف واحد، ظن الجميع أن الأمور ستمر كالمعتاد تكسير وشغب واعتقالات روتينية، غير أن الخطر حدث مع صافرة النهاية. حالة من الهستيريا عمت مدرجات مركب محمد الخامس عندما بدأت عناصر محسوبة على الألترات الرجاوية في التراشق بالحجارة والقنينات واستعمال الآلات الحادة حيث سجلت العديد من الإصابات عاينا بعضها بمحيط المركب وكذلك إصابة عميد شرطة وضابط وبعض عناصر الشرطة المتدربين، والذين استعانت بهم ولاية الأمن لتأمين المباراة، لكن المؤسف هو سقوط ضحيتين إذ توفي مشجع بالمدرجات والآخر لفظ أنفاسه في سيارة الإسعاف في طريقه إلى مستعجلات مولاي يوسف، الذي استقبل أكثر من 50 مصاب سيحالون على الشرطة القضائية، التي فتحت تحقيقات للوقوف على مرتكبي وفاة المشجعين في حين عدد الإصابات، أكثر من ذلك بعدما فضل البعض عدم الذهاب للمستعجلات خوفا من الاعتقال. تطور أحداث الشغب إلى وقوع وفيات يطرح أكثر من تساؤل ويجعلنا نضع أيدينا على قلوبنا مع كل تظاهرة رياضية، خاصة في كرة القدم ويعري بوضوح ضعف المقاربة الأمنية من جهة، والتي منذ تعاملها بتساهل مع الألترات وإعطائها مساحة أكبر و إدخالها في منظومة تأمين إجراء بعض المباريات يستغله البعض للقيام بتجاوزات، مع العلم بأن مثل هذه الأحداث الخطيرة، لم تكن تقع بنفس الحدة في السابق، وخصوصا لما كان دور الألترات ومساحة مشاركتها في الترتيبات يوم المباريات محدودا.