أكدت مصادر عليمة أن الأبحاث والتحريات التي باشرتها الفرقة الترابية للدرك الملكي بسيدي بوزيد ،التابعة لسرية الجديدة، أفضت إلى فك لغز «جثة المستخدم الفوسفاطي» التي عثر عليها بسيدي بوزيد، وأن الأمر يتعلق بجريمة قتل بشعة وقعت فصولها الدموية في الساعات الأولى من صبيحة الثلاثاء قبل الماضي، وقد حاول الجاني تضليل المحققين ، بعد أن غير معالم جنايته إلى حادثة سير مع جنحة الفرار. هذا. وكان مركز الدرك الملكي بسيدي بوزيد أشعر بوقوع حادثة سير على الطريق الساحلي الرابط بين عاصمة دكالة وتحديدا عند المدخل الشمالي لمنتجع سيدي بوزيد. وانتقلت دورية إلى مسرح النازلة، حيث باشرت المعاينات الميدانية، واستجمعت الأدلة التي جعلت المحققين يجزمون بأن الأمر يتعلق بجريمة قتل وليس حادثة سير، كما أراد الفاعل أن يوهم بذلك وقد تمت إحالة جثة الضحية إلى المستشفى الإقليمي بالجديدة، حيث أودعت مستودع حفظ الأموات لإخضاعها بتعليمات من النيابة العامة المختصة للتشريح الطبي. وفي إطار التحريات الميدانية، انتقلت الضابطة القضائية التابعة للدرك الملكي إلى مصلحة حوادث السير بأمن الجديدة بعد ان تناهى الى علمها ان شخصا كان يتولى قيادة سيارة خفيفة من نوع «ستروين»، ارتكب حادثة سير على الطريق المؤدية من الجديدة إلى الجرف الأصفر، وتحديدا على مقربة من مسجد إبراهيم الخليل بالجديدة ، حيث لاذ السائق بالفرار بعد أن تخلى عن عربته. وقد عمق معه المحققون البحث بعد استقدام المشتبه به الذي يشتغل مستخدما في المنطقة الصناعية بالجديدة، إلى مركز الدرك بسيدي بوزيد، حيث حاصروه بالأسئلة فلم يجد بدا من الاعتراف بكونه القاتل. وكشف عن سبب وظروف وملابسات جناية القتل التي ارتكبها في حق صديقه، الذي كان يشغل قيد حياته تقنيا كهربائيا بالجرف الأصفر. وكان الجاني والمجني عليه داخل حانة خمر بمنتجع سيدي بوزيد، حيث نشب بينهما خصام ما اضطر الضحية للمغادرة والتوجه راجلا إلى مدينة الجديدة حيث يقطن بمفرده. لكن صديقه لحق به على متن عربته إلى أن أوقفه في مكان خال ومظلم من الطريق، خارج منتجع سيدي بوزيد، ودخل الاثنان في مشادة كلامية استل على إثرها سائق السيارة آلة حديدية وسدد بها ضربة قاتلة إلى صديقه سقط على إثرها على الأرض جثة هامدة. وبعد ذلك لاذ بالفرار في اتجاه مدينة الجديدة، حيث غير طريقه الساحلي ، ومر عبر الطريق الرابط بين الجرف الأصفر والجديدة.. لكنه ارتكب حادثة سير، كانت سببا للتعجيل بالإيقاع به وإيقافه في إطار الأبحاث والتحريات الميدانية التي باشرها المحققون لدى الفرقة الترابية بسيدي بوزيد.