تنظم وزارة الثقافة بتنسيق مع الجمعية المغربية لفنون الخط، المعرض الوطني النسائي، احتفالا باليوم العالمي للمرأة بقاعة محمد الفاسي بالرباط، تحت عنوان " »حروفيات نسائية"« تشارك فيه 15 فنانة من المغرب، بالإضافة إلى الأستاذة رانيا فؤاد من مصر. ولأن الجمعية التي نسقت معها وزارة الثقافة لإخراج هذا المعرض إلى حيز الوجود، هي بالأساس جمعية لفنون الخط، فإن أعمال هذا المعرض يمكن، وبالملاحظة العابرة تقسيمه إلى صنفين: الصنف الأول هو فنون الخط، والثاني الأعمال التشكيلية التي تشتغل ضمن ما تشتغل عليه على الحروفيات العربية. هكذا تأتي اللوحات التشكيلية في هذا المعرض لتشتغل على الحرف أو الآية القرآنية أو الإسم (أسماء الله الحسنى، وإسم النبي محمد) أو مجرد حروف متداخلة طائرة أو مبهمة لتكون أحيانا مكون من ضمن مكونات اللوحة، وفي حالات أخرى تكون هي نواتها وصلبها. ففي لوحة للفنانة أمينة شيشي وهي منسقة هذا المعرض والمنسقة العامة للجمعية المغربية لفنون الخط، نجدها تخط مقطعا من آية قرآنية هي" »لو أنزلنا هذا القرآن على جبل"« بطريقة تجعل الكتابة تنزل مفردة مفردة على خلفية مكونة من مجموعة من الجبال، وهي لوحة لا تخلو من جمالية. أما لوحات الفنانة إلهام الصوفي، فيبدو وكأنها تسقط معاني اسمها على لوحاتها، إذ تستوحي إلهامها من حالاتها النفسية لترسم خلفيات من الألوان المتداخلة، خاصة الأزرق المتدرج والأصفر واختلاطهما مما يضفي مسحة صوفية على هذه الأعمال التي يوجد في مركزها حروف متناثرة بالخط المغربي. نفس الشيء تقريبا يمكن ملاحظته مع لوحات الفنانة بهجة أفراوسي التي تشتغل على ألوان أكثر وتهتم بتوزيع فضاء لوحاتها وهي لوحات تبدو أكثر نضجا وأناقة وصفاء. من جهتها تعمد الفنانة حسناء أمزيل إلى إعطاء الأولوية للخط في عملها، وخاصة خط الرقعة مع الاشتغال في المستوى الثاني على الألوان والأشكال في خلفية اللوحة. في حين تذهب الفنانة رجاء بن الخضر بن مصباح إلى الاهتمام بتفاصيل اللوحة ككل، وخلق الأبعاد في اللوحة عبر اللون وعبر المكتوب، أما الفنانة نادية الصقلي فهي تنوع أيضا في مواد اشتغالها وتوزيع فضاء لوحاتها مع توزيع الحروف داخلها بشكل مستقل ونفس الشيء قد يقال عن الفنانة نسرين الشودري، التي لها عمل متميز في تهيئة خلفية اللوحة وفي الاشتغال على الألوان الفضية والذهبية السائلة لكتابة بعض أسماء الله الحسنى وبطريقة متكسرة تقارب تجريدها من وضوح أحرفها. أما الأعمال الخطية والزخرفية الأخرى وهي للفنانات فاطمة عباسي ونور الهدى أوحميدة ونادية عبيلي ومريم فتح الدين ومريم جلول وسعاد سعيد ، وسعيدة الكيال، فإنها تركز أساسا إما على جمالية الخط لوحده أو على جمالية الخط والزخرف معا أو على الزخرف فقط، مثلما هو الأمر جلي وعالي الاتقان مع زخرف الفنانة المصرية رانيا فؤاد.