نظم فرع اتحاد كتاب المغرب بالفقيه بن صالح، بثانوية ابن خلدون الإعدادية، حفل قراءة وتوقيع لكتاب «شعرية اللغة والرؤيا في الشعر المغربي المعاصر» للناقد المحجوب عرفاوي، يوم الجمعة 4 مارس 2016، بقاعة المحاضرات في الساعة الرابعة مساء. قدم في البدء رئيس الجلسة الأستاذ برنكي البوعزاوي، أرضية اللقاء المتمحور حول كتاب نقدي يعتبر إضافة نوعية للنقد المغربي، نظرا لحضور صاحبه المحجوب عرفاوي في المشهد الأدبي والثقافي محليا ووطنيا. وهي فرصة ولحظة هادفة، لتسليط الضوء على مكونات كتابه هذا، مع ثلة من الكتاب المغاربة كما يطرح الأستاذ برنكي الذي أفاض في تقديم الأسماء المشاركة في هذا اللقاء بكيفية محكمة ومرحة. الشاعر صلاح بوسريف تقدم بكلمة في مؤلف اللقاء، متوقفا بإمعان حول عتبة الكتاب، فاعتبرهذه العنونة مركبة من ثلاثة مفاهيم على قدر كبير من التشابك ( الشعرية، اللغة، الرؤيا )، فالشعرية مفهوم متعدد الدلالات إلى حد الالتباس. فهل الأمر يتعلق بالشعر وقد تعددت تعاريفه أم بخصائص الأدبية التي تميز النص الأدبي عن غيره؟. ليوغل العارض في مفهوم الرؤيا كتجاوز فكري لمفهوم الرؤية المحدودة في النظر على الرغم من اختلاف الزوايا. إنها عنونة تطرح إمكانات عديدة في التناول . وبالتالي فاختيار «نقد النقد» يقتضي الالمام بمنهج وإجراءات هذا الكتاب، وكذا الاطلاع على المتن الشعري الذي يتناوله الناقد. لكن الشاعر بوسريف استبعد خيار نقد النقد، ساعيا إلى التفكيك، أي تفكيك المفاهيم، معتبرا النقد من أصعب مهمة بأشكاله المختلفة، لأن الناقد هو شخص يضع أعماله، ويقوم بنوع من المحاكمة، مذكرا بمعارك أدبية ونقدية تمجد الشخوص عوض النصوص. ويبدو أن عرفاوي له صلة بالنص. وبالتالي، فالعمل مهم ويمثل إضافة نوعية على الرغم من الصعوبات المنهجية والنقدية في اختيار المتن المتعدد النصوص. الأستاذ محمد فزازي أدلى بشهادة في حق صديقه عرفاوي، معينا بعض العلامات الللامعة في مساره الثقافي والأدبي، منها مشاركته في الكثير من اللقاءات الثقافية الهادفة بمدنية سوق السبت التي كان يدرس بها. وفي هذا الإطار، كان عرفاوي يستدل بالشعر وقد يفتتح به محاضراته مما يدل على ولعه بالشعر وجمالياته. فالمحجوب عرفاوي يعيش الكتابة في الحياة. لهذا فكتاباته غنية بالامتدادات. وما «كرموسته» هاته كما يعرض فزازي إلا دليل عطاء متواصل، سيليه الكثير من الكرموس على حد تعبير العارض. وبما أنه ولوع بالشعر، فهل سيقترف يوما صديقنا عرفاوي هذه الجناية الجميلة (كتابة الشعر)؟ كما يتساءل محمد فزازي. الأستاذ عبد الغني فوزي عنون ورقته ب «رهانات منهجية ونقدية في كتاب» شعرية اللغة والرؤيا في الشعر المغربي المعاصر» للناقد المحجوب عرفاوي، منطلقا من عتبات الؤلف، فالباحث عرفاوي نحت لكتابه عنوانا مشحونا من الداخل (شعرية اللغة والرؤيا)، باعتباره اختار تحديدا الاشتغال على اللغة كمعبر للخصائص الفنية، بل أكثر من ذلك فهو حمال وطاو على الرؤيا للذات والعالم. ويبدو أن أن مفهوم شعرية اللغة، يسعى من خلاله إلى تلمس مجموع الشروط الفنية التي تجعل اللغة تتخذ استعمالا شعريا. هكذا نجد أنفسنا أمام كتاب نقدي مهندس يحدد موضوعه في مقدمة تطرح الأرضية والتصور المنهجي كما ورد في مقدمة الكتاب، وهو هنا يتبنى منهجا متكاملا يتشكل من الذوق والبنيوية التكوينية ونظرية التلقي، متناولا نماذج من الشعر المغربي المعاصر. الأمر يتعلق بفروسية المجاطي، وتجربة عبد لله راجع وشرفة يتيمة لبوسريف...إنها نماذج مختلفة الحساسيات والأجيال . لكن عرفاوي ينتصر لسؤال الشعر . إنه عمل نقدي جاد ينضاف للأعمال النقدية القليلة للشعر المغربي المعاصر، كما يطرح عبد الغني فوزي. بعد ذلك وبعد تركيب لحصيلة اللقاء من قبل رئيس الجلسة الأستاذ برنكي البوعزاوي الذي أكد على أن الأوراق المقدمة على اختلاف منطلقات التناول، كانت محيطة بعطاء هذا الكتاب. وهو في حاجة دائمة إلى الكشف والمحاورة لأن النقد أو الكلام عنه، لا ينتهي في حدود جلسة واحدة. وتأكد ذلك من خلال تدخلات الحضور في مفهوم الشعرية، والأجيال، والرؤيا...