ضمن برنامج تشجيع القراءة العمومية لمؤسسة الكلمة الثقافة والفنون بأسفي وبدعم من وزارة الثقافة، احتضن فضاء الخزانة الجهوية بأسفي يوم الجمعة 26 فبراير 2016، لقاء مفتوحا مع الباحث والحقوقي الدكتور مصطفى لعريصة، رئيس المجلس الجهوي لحقوق الإنسان، حول كتاب «في التأسيس الفلسفي لحقوق الإنسان» وهو اللقاء الذي أطره الأستاذ محمد المخاريق. الكتاب الذي يعتبر إحدى صيغ التوعية على ثقافة حقوق الإنسان، من خلال تقديم نصوص «ترجمها واختارها فريق عمل متكامل يتكون من الأساتذة محمد سبيلا وعبد السلام بنعبد العالي ومصطفى لعريصة». ويتوخى الكتاب أن يكون لبنة في تشكيل الوعي بالأسس الفكرية لثقافة حقوق الإنسان لدى التلاميذ المغاربة على الخصوص. منظومة حقوق الإنسان، بصيغتها الحالية، تشكلت عبر مسار طويل ساهمت في بلورته ثقافات وحضارات عدة، أغنت هذا المنحى الكوني وعمقته ليصبح إرثا للإنسانية جمعاء. وهذا البعد الكوني هو ما يستحضره كتاب «في التأسيس الفلسفي لحقوق الإنسان»، والذي يضم بين دفتيه مجموعة من النصوص تضمنت مواقف نظرية وأطروحات تصب، رغم تعدد حمولاتها وتنوع مشاربها، في اتجاه القيم الكونية للإنسانية وتؤشر من خلال مختلف استشكالاتها على انفتاح الفكر والإبداع النظري والذي لا يفتأ يغني هذه الكونية كمنطلق وكأفق. ويظل الهاجس الأول الذي تحكم في هذا الكتاب، حسب الباحث لعريصة، هو فسح المجال للقارئ لإعمال الفكر، وإعطاء فرصة «الحق في التفكير». ولا يخفي أن مفهوم حقوق الإنسان يضرب بجذوره البعيدة في الفكر القديم، وفي فكر العصور الوسطى لدى مختلف الديانات والعقائد التي شهدت بلورة اتجاهات فكرية ذات منزع إنساني. ويبقى أن التأسيس الفلسفي للمفهوم ارتبط بتحولات تاريخية وفكرية بعينها. لقد استطاع الباحث مصطفى لعريصة، أن بلور من خلال مداخلته القيمة، العديد من الأسئلة التي تتعلق بترسيخ ثقافة حقوق الإنسان من زوايا متعددة وهو ما دفع القاعة الى التفاعل مع مداخلاته من خلال النقاش الذي أثرى العديد من التصورات والرؤى المرتبطة بحقوق الإنسان، سواء في بعده الكوني أو العربي أو المغربي. وانطلق هذا اليوم التحسيسي، بورشة أطرها الأستاذ عبدالحق ميفراني حول «القراءة» بنادي القراءة صلاح الدين الأيوبي، في الساعة الثالثة بعد الزوال، الورشة التي خصصت لتلاميذ الثانوي التأهيلي، شكلت مناسبة للتحسيس بثقافة فعل القراءة من خلال نمذجات قريبة من وعي الفئات المستهدفة. وستتواصل هذه الورشة مستقبلا بمحاور أخرى تصب جميعها في أفق «التحسيس على القراءة».