احتفت المديرية العامة للوقاية المدنية التابعة لوزارة الداخلية بمناسبة اليوم العالمي للوقاية المدنية (فاتح مارس) الذي يخلد هذه السنة تحت شعار «الدفاع المدني والتكنولوجيا الحديثة للمعلومات»، بتنظيم «أبواب مفتوحة»في كافة أنحاء التراب الوطني. وتضمنت هذه الأبواب المفتوحة تقديم عروض حول المخاطر المتعلقة بالجهة المعنية والأجهزة والمعدات الخاصة بالإغاثة، مع إجراء مناورات في مجال الإغاثة والإنقاذ وإطفاء الحرائق، بالإضافة إلى تنظيم حصص لتحسيس المواطنين، لاسيما التلاميذ والطلبة، بمختلف المخاطر، وتوزيع ملصقات ومنشورات ذات صلة. ويركز شعار اليوم العالمي للوقاية المدنية «الدفاع المدني والتكنولوجيا الحديثة للمعلومات» على الأهمية الكبرى التي تكتسيها التكنولوجيا الحديثة للمعلومات في الحماية من المخاطر والتخفيف من حدتها، وكذا تعزيز التواصل وإبراز أهمية الإعلام الذي يجب أن يمكن الساكنة من التعرف على المخاطر التي قد تتعرض لها، وعلى الترتيبات الممكن اتخاذها وعلى تدابير الحماية والوقاية والإغاثة المتخذة من قبل السلطات. هذا، وشكل تنظيم المديرية العامة للوقاية المدنية أبوابا مفتوحة مناسبة لتحسيس العموم بالدور الريادي الذي تقوم به الوقاية المدنية، وكذا لإطلاع المواطنين على التدابير الواجب اتخاذها لمواجهة الحوادث والكوارث، إلى جانب الاعتراف بالمجهودات التي يبذلها عناصر الوقاية رجالا ونساء في خدمة المواطنين. وفي الواقع، فإن إعلام السكان بالسلوكات اللازم اعتمادها خلال الأزمات، يعتبر أمرا ضروريا إذ أن في مثل هذه الحالات، يصبح لدى الشخص ردود فعل غير مناسبة وقد ينتابه الذعر والفزع، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم الوضع ويجعل مواجهة الكارثة أكثر صعوبة. ومن تم، فإعلام السكان بالمخاطر المحدقة بهم، يجب أن يعتبر حقا من حقوق المواطن، وواجبا من واجبات الدولة التي عليها بلورة برامج إعلامية حول المواقع المعرضة للخطر، سواء بالنسبة للساكنة المهددة مباشرة أو بالنسبة للمواطنين بصفة عامة، من أجل تهييئهم لاعتماد سلوك مسؤول في مواجهة المخاطر المحتملة. وأوضحت المديرية العامة للوقاية المدنية بمناسبة اليوم العالمي للوقاية المدنية أنه بخلاف العقود الماضية التي كانت خلالها المعلومة بمثابة منتوج نادر يصعب الحصول عليه، أصبحت وسائل الاتصال اليوم بفعل تكاثرها وتطورها ،كالهاتف المحمول والكمبيوتر والبرمجيات والإنترنت والأقمار الصناعية ونظم الإنذار، تُمكن من خلق معلومات عالية الدقة وتجميعها، وتمكين المستعملين منها وذلك في آجال وجيزة وبتكاليف معقولة. وأضافت المديرية أن قطاع تدبير مخاطر الحوادث والكوارث أصبح يستفيد اليوم أكثر فأكثر، من هذه المكتسبات حيث أن التكنولوجيات الحديثة بدأت تخصص حيزا مهما من الإنجازات المحققة، ليس فقط للمجالات الاقتصادية والصناعية والتجارية والفلاحية وغيرها، بل كذلك للإعلام الموجه للسكان وللسلطات المكلفة بالتدخل في حالات الطوارئ بشكل عام. وهكذا أسهمت هذه الآليات، بشكل ملموس، في التقدم المحرز في مجال الرصد والتنبؤ والإنذار بخصوص المخاطر المختلفة سواء كانت جيولوجية، مناخية، جرثومية، حيواناتية (لاسيما غارات الجراد) أو تكنولوجية بما في ذلك الأخطار النووية أو الإشعاعية أو الكيميائية. وبمناسبة اليوم العالمي للوقاية المدنية لسنة 2016، أكد الأمين العام للمنظمة الدولية للحماية المدنية في خطابه الموجه إلى المنتظم الدولي على ضرورة «ترسيخ حلول تكنولوجية وعلمية في الواقع الاجتماعي لمواجهة معضلات الكوارث، ولهذا فإن تعميم التكنولوجيات الحديثة على أكبر عدد من فئات المجتمع، وعلى وجه الخصوص النساء والأطفال والمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة، يصبح ضرورة حتمية».