لم ينته حديث الرأي العام بإقليم ميدلت، عن مأساة وفاة رضيع ببُوميَة ومواطنة حامل من إملشيل، في غضون أقل من أسبوع، حتى تبلغت "الاتحاد الاشتراكي" بحكاية صادمة أخرى من قرية "أمزا" ضواحي تيقاجوين، بذات الإقليم، وهذه المرة يتعلق الأمر بمواطنة أصابها مرض يستدعي تدخلا عاجلا أو نقلها على الفور للعلاج، إلا أن أسرتها فشلت في كل محاولاتها المتكررة للاتصال بالمسؤولين، قبل أن يضطر زوجها وأبناؤها إلى نقلها على متن جرار خلف الثلوج والتضاريس الوعرة، على مسافة تتجاوز 10 كيلومترات، لأجل منحها بعض الإسعافات الأولية إلى حين حلول الصباح لنقلها لأقرب مستشفى. وارتباطا بالموضوع، أكدت مصادر "الاتحاد الاشتراكي" أن أسرة المواطنة المذكورة استنجدت في كل الاتجاهات من أجل الحصول على سيارة إسعاف، لكن دون جدوى، كما تم الاتصال بجهات مسؤولة لغاية التدخل لدى مديرية التجهيز قصد فتح الطريق لانقاذ المرأة التي بلغت بها حالتها المرضية إلى فقدان الصوت، قبل محاولة الاتصال بالمندوب الإقليمي للصحة بميدلت الذي لم يكن يجيب، الأمر الذي وضع أسرة المواطنة أمام خيار لا ثاني له، وهو استعمال الجرار في نقلها إلى ما وراء حدود إقليم ميدلت، باتجاه مستوصف "أغبالة نسخمان" داخل تراب إقليمبني ملال، في الوقت الذي كان يفترض فيه على مندوبية الصحة بميدلت وضع واحدة من "طائرات الهيلوكبتر" لنقل المريضة المذكورة، كما هي التعليمات الملكية، اللهم إذا كانت هذه الوسيلة مخصصة للمحظوظين والجرارات لغيرهم. وقد عاد الحادث بأذهان ساكنة منطقة تيقاجوين آيت حنيني إلى جرد أسماء نساء حوامل نقلن، خلال السنوات الماضية، على الجرارات نحو مستشفيات خنيفرة وميدلت، أو لقين حتفهن أثناء الوضع، جراء المناخ البارد وحصار الثلوج وبُعد المراكز الاستشفائية وانعدام الأدوية وسيارة الإسعاف، علما بأن عدد سكان المنطقة يفوق 4 آلاف نسمة، يفتقرون لمركز صحي يحد من معاناتهم المتكررة، ويترجم حقهم في الصحة باعتبارهم جزءا من مغاربة الوطن الواحد. ومن جهة أخرى، تحدثت بعض المصادر من إملشيل ل "الاتحاد الاشتراكي" عن مواطنة حامل أدركها المخاض، وتم نقلها، ليلة الجمعة 26 فبراير 2016، إلى المركز الصحي بإملشيل، حيث وضعت حملها، غير أن حالة الرضيع استدعت نقله للمستشفى الميداني المقام بانفكو، وبهذا المستشفى اتصل ممرض بأحد الأطباء الذي لم يأخذ الموضوع بعين الاهتمام، آمرا الممرض، عبر الهاتف، بنقل الرضيع وأمه إلى مستشفى ميدلت رغم وضعهما الصحي الحرج الذي أجبر أسرة الأم على التوجه لتونفيت، حيث حاولت إحدى الطبيبات رفقة ممرض إسعاف ما يمكن إسعافه، ونظرا لفقر التجهيزات الطبية الضرورية، ظل الرضيع يصارع الموت إلى أن فارق الحياة، حسب مصادر عائلية.