تكرّر سيناريو المنع الذي ظلت مسيرات الأساتذة المتدربين بالدارالبيضاء تتعرض له، وذلك صباح أمس الخميس، على مستوى تقاطع شارع الفداء ومحج محمد السادس بعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان، إذ وجد الأساتذة المحتجون المشاركون في مسيرة الأقطاب، تفعيلا لخلاصات مجلسهم الوطني، الذين توافدوا على العاصمة الاقتصادية من مدن الرباط، بنسليمان، سطات، خريبكة، القنيطرة والجديدة، أنفسهم محاصرين بتشكيلات مختلفة من القوات الأمنية التي حالت دون أن تتقدم مسيرتهم وتتوجه صوب ساحة «كراج علال»، وذلك بالقوة! تدخل أمني هو الثاني من نوعه على مستوى الدارالبيضاء خلال 8 أيام بعد استهداف مسيرة الأساتذة على مقربة من المعرض الدولي يوم الخميس الفارط، إذ وعلى الرغم من الطابع السلمي لمسيرة الأقطاب لأمس الخميس، فإن المصالح الأمنية فرضت حاجزا أمنيا مستعينة بقواتها البشرية في مقدمة المسيرة باعتماد تقنية الدفع، واستعراض القوة لثني المحتجين عن مواصلة مسيرتهم، وحاصرتهم من الخلف بسيارات التدخل السريع، هذا في الوقت الذي ظل فيه المحتجون متشبثين بالتقدم إلى الأمام مرددين شعارات تندد بالقمع والمنع وتعبّر عن سلمية المسيرة، مطالبين بإسقاط المرسومين وبالإنصاف في معركتهم العادلة. وتعرض عدد من الأساتذة المتدربين، إناثا وذكورا، لإصابات متفاوتة نتيجة للتدخل الأمني، مع تسجيل حالات للإغماء في صفوف المحتجين، في الوقت الذي لم تحل فيه جروح وكدمات بعضهم في الاستمرار في الاحتجاج وترديد الشعارات رغم محاولات مصادرة «الميغافونات»، وفقا لمصدر من تنسيقية الأساتذة، وظلت المسيرة محاصرة بدون تحرك لحوالي ساعة من الزمن ما بين الحادية عشرة صباحا ومنتصف الظهيرة، لتؤكد مسيرة الدارالبيضاء وفاء حكوميا لنهج المنع والقمع ومصادرة كل أشكال التعبير السلمية التي ترفع في وجهها العصا في عهد بنكيران الذي ينفي عقب كل حالة منع وقمع علمه بتفاصيل التدخلات الأمنية؟