تنفيذا للقرار الذي اتخذته الجمعيات المؤطرة لتجار شارع السكاكين الذي يعتبر القلب التجاري النابض لمدينة مكناس، والذي تجسد في الإضراب المعلن من طرف الهيئات المؤطرة لهم، ردا على ما يعانونه من فوضى وسوء تنظيم واحتلال لقارعة الطريق من طرف الباعة المتجولين، مما حول الشارع إلى حلبة مفتوحة ومشرعة على كل أنواع الخروقات والتجاوزات والفوضى والعنف، ما تسبب للتجار أصحاب المحلات في خسائر تجارية كبيرة منذرة بإفلاس العديد منهم بسبب ما يمارس من فوضى تتجلى في احتلال الملك العمومي ومحاصرة التجار في دكاكينهم بسبب الغزو الحاصل للشارع من طرف عشرات الباعة غير المتجولين الذين احتلوا أرصفة الشارع وقارعته في تحد للقانون وضرب لحق أصحاب الدكاكين في ممارسة تجارتهم التي أفلست أمام أعين السلطات المحلية التي تركت الوضع يتحكم فيه قانون الغاب، الشيء الذي يسيء للنظام ولتكافؤ الفرص بحكم أن كاهل أصحاب المحلات التجارية مثقل بأداء الضرائب بمختلف تلويناتها عكس من يستفيدون من غض الطرف عنهم من طرف السلطات التي لم تحرك ساكنا تجاه الفوضى الحاصلة. فأمام واقع الحال، راسلت جمعيات التجار المهنيين عامل عمالة مكناس، من أجل التدخل لوضع حد للحالة المزرية والمتردية التي تعيشها أسواق المدينة العتيقة، من فوضى عارمة أدت إلى قطع لجميع الممرات والطرقات. كما دعت الجمعيات إلى تنظيم إضراب احتجاجي متعلق بغلق جميع محلات المدينة العتيقة لمدة يومين، خلال هذا الشهر، وتنظيم وقفة احتجاجية بساحة الهديم أمام باب منصور والتوجه، في مسيرة احتجاجية، نحو عمالة مكناس للتحسيس بمطالبهم ولفك الحصار المضروب عليهم وعلى أرزاقهم، بالإضافة إلى تفعيل قانون حماية الملك العام داخل الأسواق التجارية والأحياء السكنية للقضاء على الفوضى العارمة بالشوارع والمداخل.. وكذا احترام قانون حماية الملك العام داخل الأسواق التجارية والأحياء السكنية للقضاء على مظاهر العشوائية والفوضى العارمة.. حيث أصبحت جميع الشوارع والمداخل محتلة بالكامل. وطالبت الجمعيات المؤطرة للتجار بإتمام مشروع تأهيل المدينة العتيقة على المستوى التجاري والسياحي والأمني والعمل على إنهاء مشروع قبة السوق والنجارين والسكاكين وشارع الملاح وباب الجديد وساحة الهديم، وسوقها العتيق بالإضافة إلى تحديث قنوات الصرف الصحي بنفس الشوارع لما تشكله من خطر على المحلات التجارية أثناء هطول الأمطار وخاصة بالسكاكين وباب الملاح. كما دعت نفس الجمعيات إلى إعادة صبيب الماء لبعض السواقي التاريخية بالمدينة وتقنين استعمالها (قبة السوق، بريمة، باب جديد، باب زواغة...) والعمل على ترميم الآثار التاريخية بالمدينة لما لها من قيمة ثقافية وسياحية واقتصادية باعتبارها إرثا تاريخيا مهما. مطالب الجمعيات المؤطرة للتجار بالأحياء السالفة الذكر هي مطالب جل ساكنة المدينة القديمة ومكناس عموما التي فقدت العديد من خصوصياتها وتقاليدها بسبب الإهمال وبسبب غياب النظرة الشمولية لواقع مدينة لا تستحق كل هذا الجحود والإهمال والتهميش على أكثر من مستوى حتى أصبحت تنعت بالمدينة القرية بسبب التردي الحاصل لمدينة أعطت الكثير تاريخيا واجتماعيا وإشعاعيا. فهل ستكون الحركة الاحتجاجية لتجار شارع السكاكين بمكناسة الزيتون بداية القطر الذي سيحرك ضمائر من أهملوا ومن تخلوا عن عاصمة المولى إسماعيل التي كانت تلقب في عهد الحماية ببارس الصغرى.