أدلى كبار المسؤولين فى الإدارة الأمريكية بتصريحات جديدة مغايرة لمواقفهم السابقة حول الأوضاع فى مصر وضرورة تنحى الرئيس مبارك عن الحكم وبدء انتقال السلطة الآن، فى إشارة تعكس، على ما يبدو، اقتناعهم بما قاله المبعوث الأمريكى لمصر فرانك ويزنر بضرورة بقاء مبارك فى الحكم خلال المرحلة الحالية لإدارة التحولات الديمقراطية. ودعا الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى حوار مع شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية، أمس الأول، إلى قيام «حكومة تمثيلية» فى مصر، معتبرا أن هذا البلد تغير بمعزل عما إذا كان الرئيس حسنى مبارك سيتنحى حالا أم بعد انتهاء ولايته، وأضاف أن الرئيس مبارك وحده الذى يعرف ما الذى سيفعله فى مواجهة الاحتجاجات اليومية، وهو من يعرف ما إذا كان سيغادر منصبه قريبا أم لا، وأضاف أنه واثق من أن الانتقال المنظم للسلطة فى مصر سيؤدى إلى حكومة تبقى على شراكة مع الولاياتالمتحدة. وردا على سؤال عما إذا كان الإخوان المسلمون يمثلون «تهديدا»، قال أوباما: «أعتقد أنهم أحد الفصائل فى مصر ولكنهم منظمون جيدا، وفى أفكارهم وأيديولوجيتهم جوانب معادية للولايات المتحدة، لا شك فى ذلك». وأضاف: «ثمة مجموعة كبيرة من العلمانيين فى مصر ومجتمع مدنى واسع يريد التقدم إلى الواجهة»، وقال إن نتيجة الاضطرابات الحالية فى مصر ليست الاختيار بين المتطرفين الإسلاميين والديكتاتورية، «من المهم ألا نقول إن الخيارين الوحيدين أمامنا هما الإخوان المسلمون أو شعب مقموع». وكانت وزيرة الخارجية هيلارى كلينتون قد حذرت من أن تنحى مبارك بشكل متسرع مثلما يطالب معارضوه قد يثير تعقيدات متعلقة بالدستور، وقالت لدى عودتها من ألمانيا أمس الأول حيث بحثت فى زيورخ مع مسؤولين غربيين ودوليين الوضع المصرى: «حسبما أفهم الدستور المصرى فى حال استقال الرئيس فإن رئيس البرلمان يخلفه ويعمل على إجراء انتخابات رئاسية فى مهلة 60 يوما»، مضيفة: «يجب أن يقبل المصريون هذا الواقع». ولفتت كلينتون إلى أن أحد قادة الإخوان، والمعارض محمد البرادعى قالا إن تنظيم انتخابات «سيستغرق بعض الوقت»، مضيفة: «لسنا نحن من نقول ذلك، بل هم». وأثنت على موقف مبارك بعدم ترشحه أو ترشيح نجله جمال للرئاسة كخطوة مهمة فى اتجاه انتقال السلطة، ورفضت التعليق على المحادثات التى أجراها نائب الرئيس عمر سليمان مع المعارضة وقالت: «إنه يعود للمصريين أن يقرروا ما إذا كانت مشاركة الإخوان المسلمين فى المرحلة الانتقالية تضفى عليها مصداقية. وقالت: «ثمة منظمات وأفراد تعطى مشاركتها مصداقية بنظر بعض المصريين، فيما تثير مخاوف بنظر البعض الآخر». وتأتى تصريحات أوباما ووزيرة خارجيته الأخيرة خلافا لما أعلنه مسؤولون فى البيت الأبيض أمس الأول بأن ما قاله فرانك ويزنر، المبعوث الأمريكى إلى مصر، بضرورة بقاء مبارك حتى نهاية ولايته لإدارة الانتقال الديمقراطى، يعكس وجهة نظره الشخصية. فى المقابل، قال جون كيرى، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكى، إنه سعيد بما وصفه بسلسلة أحداث سريعة ومثيرة صوب رحيل الرئيس حسنى مبارك وإجراء انتخابات ديمقراطية. واتفق جيمس بيكر، وزير الخارجية الأسبق، مع كيرى فى ضرورة وجود جدول زمنى لعملية الانتقال. وقال: «الشىء المهم هنا هو أن العملية تمضى فى الاتجاه الذى يجب أن تمضى فيه. إنه تغيير جارف، تغيير زلزالى فى الشرق الأوسط». وفى بريطانيا أكد وزير الخارجية، ويليام هيج، أنه ليس من شأن أى دولة أن تحدد من الذى يتعين أن يقود مصر.