o لماذا هذا الاهتمام بأمراض النوم ؟ n إن طب النوم أصبح من بين أهم التخصصات الطبية التي عرفت تطورا مضطردا خلال السنوات الأخيرة. هذا التطور جاء نتيجة للتقدم العلمي المسجل في مجال الفيزيولوجيا الكهربائية، والإعلاميات الطبية، وعلم الوراثة وعلم الصيدلة، التي تبيّن وتؤكد على أن أخطاء التشخيص في مجال أمراض النوم لم تعد مقبولة. وكما تعلمون ويعلم الجميع فإن النوم هو حاجة فيزيولوجية إذ يمثل ثلث حياة الانسان، وهو منظم من قبل ساعة بيولوجية داخلية، ويلعب دورا هاما في مسلسل استعادة النشاط الجسدي والنفسي ونمو العنصر البشري ونضج إدراكه، فضلا عن دوره الهام في ضبط الافرازات الهرمونية وراحة نظام نبضات القلب. o ماهي أهم مضاعفات أمراض النوم ؟ n إن النقص الحاد في النوم أو النوم في ظروف غير جيدة، له انعكاسات سلبية على نشاط الانسان وقد يسبب انعدام الانتباه، واضطرابات جسدية ونفسية، وعدم التركيز، والنقص الجنسي، ومشاكل سوسيو- مهنية، فضلا عن الإعياء الحاد، بل الأخطر من ذلك هو التسبب في اضطرابات اليقظة التي من شأنها أن تؤدي إلى حوادث في الشغل أو السير. o هل من معطيات أخرى للتوضيح بشأن علاقة اضطرابات النوم وحوادث السير؟ n ارتباطا بهذا السؤال الهام تجب الإشارة إلى أنه وعلى مستوى الولاياتالمتحدةالأمريكية تم تسجيل أزيد من 10 آلاف حالة حادثة سير بسبب قلة النوم، مع التأكيد على أن اضطرابات اليقظة تشكل السبب الرئيسي في حوادث السير بالطرق السيارة بفرنسا، كما أنه ووفقا للأبحاث والدراسات الطبية التي أجريت فإن اضطرابات النوم تشكل خطرا كبيرا في بروز أعراض في نظام نبضات القلب، كارتفاع ضغط الدم في الشرايين، والاضطرابات الأيضية، والزيادة في الوزن، ومرض السكري. o ماهي أهم الأسباب المؤدية إلى هذه الاضطرابات؟ n الحديث عن مسببات اضطرابات النوم، يحيلنا لاستحضار السلوك الجديد المتبع في الحياة خاصة لدى الشباب، والذي يشكل مصدر هذه الاضطرابات الخطيرة في النوم، من قبيل عدم احترام ساعات النوم (النوم في ساعات متأخرة من الليل والاستيقاظ المتأخر)، والمكوث عدة ساعات أمام شاشة التلفزة، أو الانترنيت، أو مشاهدة أفلام العنف والرعب، أو الأكثر عاطفية آخر الليل، أو النوم في بيئة صاخبة أو استعمال المنبهات كالقهوة والشاي، والسجائر، والمشروبات الكحولية، وهنا يجب الانتباه إلى بعض الأعراض التي يتعين أخذها بعين الاعتبار، والتي تتمثل في بعض الأمراض كالاكتئاب، والقلق، والإجهاد، والتي تسبب قلة النوم والاستيقاظ ليلا وعدم استرجاع النوم الطبيعي. بالمقابل هناك مسببات أخرى قد تكون ظرفية والتي يمكن أن تكون نتيجة لأوجاع حادة في الأسنان، أو بفعل مرض الروماتيزم، أو السمع، وكذا بعض الأمراض المزمنة كالقلب والرئة واللوزتين. o نظمتم حدثا مغاربيا وهو المؤتمر الأول لأمراض النوم، ماهي الانتظارات العلمية التي كنتم تترقبونها من خلاله؟ n إن هذا اللقاء العلمي الأول من نوعه على المستوى الوطني بتفاصيله المغاربية كما تفضلتم بالإشارة إليه مشكورين، والذي تم تنظيمه خلال الفترة ما بين 11 و 13 فبراير بمراكش، تحت شعار «جديد 2016 في ميدان التشخيص وعلاج أمراض النوم»، شكّل فرصة لاطلاع الاختصاصيين والمهنيين وعموم المهتمين، على أهمية النوم لتجنب الامراض ومخاطرها ووقعها السلبي في الحياة اليومية للأشخاص، والتحسيس بأن التكفل باضطرابات النوم يشكل تحديا كبيرا على الصحة العمومية. هذه التظاهرة العلمية نُظّمت بتعاون مع الجمعيتين الجزائرية والتونسية لطب النوم، وتزامنت مع انعقاد المؤتمر الوطني السادس للجمعية المغربية لطب النوم، والتي شكّلت حدثا ترجم ما كنا نترقبه منه على المستوى العلمي، إذ ناقش الخبراء المغاربة والمغاربيون والدوليون مواضيع متعددة مرتبطة بالمحور العام المسطر، من قبيل «أي جديد في أمراض النوم خلال سنة 2016»، و»اضطرابات اليقظة وحوادث السير»، و»الاضطرابات العصبية والنوم، إضافة إلى «خصوصيات اضطرابات النوم لدى البالغين»، وكذا «انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم». وبمناسبة هذا الحوار مع جريدتكم المحترمة ومن خلال ملفكم الصحي الأسبوعي، أدعو عموم القراء من مختلف الفئات العمرية إلى إيلاء النوم أهميته الضرورية ومكانته الخاصة على المستوى البيولوجي، حفاظا على الصحة العامة لكل فرد، وتجنب كل الأسباب والعوامل المؤدية إلى التأخر في النوم، وذلك تفاديا للمضاعفات الوخيمة التي أشرنا إليها، والتي تتعدد تبعاتها وتأثيرها على الصحة الجسدية والنفسية وعلى عموم الممارسات اليومية. (*) رئيسة مصلحة أمراض الأنف، الأذن والحنجرة بمستشفى محمد الخامس بالدارالبيضاء، رئيسة جمعية أمراض النوم.