ينعقد المؤتمر المغاربي الأول لأمراض النوم ما بين 11 و13 فبراير الجاري بمراكش. وتتزامن هذه التظاهرة العلمية، التي تنظم بتعاون مع الجمعيتين الجزائرية والتونسية لطب النوم، مع انعقاد المؤتمر الوطني السادس للجمعية المغربية لطب النوم. وسيناقش الخبراء المغاربيون والدوليون الذين سيشاركون في هذا المؤتمر مواضيع تهم "أي جديد في أمراض النوم خلال سنة 2016؟"، و"اضطرابات اليقظة وحوادث السير"، و"الاضطرابات العصبية والنوم" و"خصوصيات اضطرابات النوم لدى البالغين" و "انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم". ويعتبر هذا اللقاء العلمي، فرصة لإطلاع المواطنين على أهمية النوم لتجنب الأمراض ومخاطرها ووقعها السلبي على الحياة اليومية للأشخاص، والتحسيس بأن التكفل باضطرابات النوم يشكل تحديا كبيرا على الصحة العمومية. وأكدت رئيسة الجمعية المغربية لطب النوم ورئيسة المؤتمر المغاربي ، فوزية القادري ليومية "التجديد" أن "طب النوم أصبح من بين أهم التخصصات الطبية التي عرفت تطورا مضطردا خلال السنوات الأخيرة"، مشيرة إلى أن هذا التطور جاء نتيجة التقدم العلمي المسجل في مجال الفيزيولوجيا الكهربائية، والإعلاميات الطبية، وعلم الوراثة وعلم الصيدلة، موضحة أن أخطاء التشخيص في مجال أمراض النوم لم تعد مقبولة. ولاحظت الأخصائية أن النوم هو حاجة فيزيولوجية إذ يمثل ثلث حياة الانسان، وهو منظم من قبل ساعة بيولوجية داخلية، ويلعب دورا هاما في مسلسل استعادة النشاط الجسدي والنفسي ونمو العنصر البشري ونضج إدراكه، فضلا عن دوره الهام في ضبط الإفرازات الهرمونية وراحة نظام نبضات القلب. وأكدت فوزية القادري، التي تشغل أيضا منصب رئيسة مصلحة طب الأذن والأنف والحنجرة بمستشفى محمد الخامس بالدار البيضاء، أن النقص الحاد في النوم أو النوم في ظروف غير جيدة له انعكاسات سلبية على نشاط الإنسان وقد يسبب انعدام الانتباه واضطرابات جسدية ونفسية وعدم التركيز والنقص الجنسي ومشاكل سوسيو- مهنية وعياء حاد، بل الأخطر من ذلك هي اضطرابات اليقظة التي من شأنها أن تسبب حوادث في الشغل أو السير. وأوضحت الأخصائية بخصوص مسببات اضطراب النوم، أن السلوك الجديد المتبع في الحياة خاصة لدى الشباب، يشكل مصدر هذه الاضطرابات الخطيرة في النوم من قبيل عدم احترام ساعات النوم (النوم في ساعات متأخرة من الليل والاستيقاظ المتأخر)، والمكوث عدة ساعات أمام شاشة التلفزة أو الأنترنيت أو مشاهدة افلام العنف والرعب أو الأكثر عاطفية آخر الليل، أو النوم في بيئة صاخبة أو استعمال المنبهات كالقهوة والشاي، والسجائر، والمشروبات الكحولية، مشيرة الى أهمية الأخذ بعين الاعتبار بعض الامراض كالاكتئاب والقلق والإجهاد التي تسبب قلة النوم والاستيقاظ ليلا وعدم استرجاع النوم الطبيعي. وذكرت القادري أن هذه المسببات يمكن أن تكون نتيجة أوجاع حادة في الأسنان أو مرض الروماتيزم أو السمع أو بعض الأمراض المزمنة كالقلب والرئة واللوزتين.