قالت رئيسة «الجمعية المغربية لطب النوم» ورئيسة «المؤتمر المغاربي الاول لأمراض النوم»، السيدة فوزية القادري، يوم الجمعة بمراكش، إن اضطرابات اليقظة والنقص الحاد في النوم يعدان من بين مسببات حوادث الشغل والسير. وأوضحت القادري، في كلمة خلال افتتاح أشغال هذا المؤتمر، المنظم من قبل «الجمعية المغربية لطب النوم» إن «أخطاء التشخيص في مجال أمراض النوم لم تعد مقبولة»، أن النقص الحاد في النوم أو النوم في ظروف غير جيدة، له انعكاسات سلبية على نشاط الانسان، مضيفة أن هذا الأمر قد يسبب انعدام الانتباه واضطرابات جسدية ونفسية وغياب التركيز والعجز الجنسي والعياء، الى جانب مشاكل سوسيو- مهنية أخرى. واعتبرت أن طب النوم أصبح من بين أهم التخصصات الطبية التي عرفت تطورا مضطردا خلال السنوات الأخيرة. وذكرت المتحدثة، التي تشغل أيضا منصب رئيسة مصلحة طب الأذن والأنف والحنجرة بمستشفى محمد الخامس بالدار البيضاء، أن هذا التطور جاء نتيجة التقدم العلمي المسجل في مجال الفيزيولوجيا الكهربائية، والإعلاميات الطبية، وعلم الوراثة وعلم الصيدلة. وأكدت أن أخطاء التشخيص في مجال أمراض النوم لم تعد مقبولة، وأبرزت أن النوم حاجة فيزيولوجية منظمة من قبل ساعة بيولوجية داخلية، موضحة أن النوم يلعب دورا هاما في مسلسل استعادة النشاط الجسدي والنفسي ونمو العنصر البشري ونضج إدراكه، فضلا عن دوره الهام في ضبط الافرازات الهرمونية وراحة نظام نبضات القلب. من جانبها، أشارت الدكتورة ناهد زغبة اختصاصية في الامراض الصدرية بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء، إلى تسجيل أزيد من 10 آلاف حادثة سير بالولايات المتحدةالامريكية بسبب قلة النوم. وأوضحت أن اضطرابات النوم تشكل السبب الرئيسي في حوادث السير على الطرق السيارة بفرنسا، وتمثل خطرا كبيرا يبرز كأعراض تشمل نظام نبضات القلب (كارتفاع ضغط الدم في الشرايين) والزيادة في الوزن ومرض السكري. وفي ما يتعلق بمسببات اضطرابات النوم، أبرزت الدكتورة ناهد أن نمط حياة الشباب حاليا يشكل مصدر هذه الاضطرابات الخطيرة في النوم من قبيل عدم احترام ساعات النوم والمكوث لساعات أمام شاشة التلفزة أو الانترنيت أو مشاهدة افلام العنف والرعب. وأوردت أمثلة أخرى تتسبب في اضطراب النوم بالخصوص النوم في بيئة صاخبة واستهلاك المنبهات (البن والشاي) بكثرة، وتعاطي التدخين والمشروبات الكحولية، الى جانب أمراض كالإكتئاب والقلق والإجهاد التي تسبب قلة النوم والاستيقاظ ليلا. وبخصوص المؤتمر المغاربي الاول لأمراض النوم ، أوضح الدكتور أوب بكطر دريوش، أن هذا اللقاء العلمي، يشكل فرصة لتحسيس المواطنين بأهمية النوم من أجل تجنب الأمراض ومخاطرها ووقعها السلبي على الحياة اليومية للأشخاص، مبرزا أن التكفل باضطرابات النوم يشكل تحديا كبيرا على الصحة العمومية. وقال ناصر بولعجول، الكاتب الدائم للجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير، إن اضطرابات النوم واليقظة من بين أسباب حوادث السير على الطرقات، منوها بهذا المؤتمر العلمي «الذي من شأنه تقديم مقاربات علمية ناجعة لأمراض النوم ، وبالتالي المساهمة في الحد من هذه الحوادث المميتة والخطيرة». وذكر بالاستراتيجية الوطنية للفترة 2013 -2016 الرامية إلى الحد من حوادث السير من خلال تنظيم حملات للتوعية بأهمية السلامة الطرقية، وتربية الناشئة خاصة التلاميذ على ثقافة وإشاعة قيم احترام قانون السير وترسيخ ثقافة الوقاية والسلامة الطرقية. وناقش الخبراء المغاربة والأجانب المشاركون في المؤتمر، المنظم ما بين 11 و 13 فبراير الجاري، عدة محاور تهم «أي جديد في أمراض النوم خلال سنة 2016» و»اضطرابات اليقظة وحوادث السير» و«الاضطرابات العصبية والنوم» و«خصوصيات اضطرابات النوم لدى البالغين» و«انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم».