عاشت ساكنة مدينة تطوان حالة من الخوف والهلع بسبب السيول والأمطار الطوفانية التي تهاطلت على المدينة و نواحيها مساء يوم أول أمس السبت 20 فبراير 2016. وقد فضحت الأمطار القوية التي عرفتها المدينة خلال ساعة من الزمن هشاشة البنية التحتية بالمدينة ، حيث لم تقو قنوات صرف مياه الأمطار استيعاب منسوب الأمطار التي جادت بها السماء، لتشكل خطرا داهما على حياة سكان المدينة بالعديد من الأحياء. وقد خلفت الأمطار القوية التي عرفتها المدينة عدة خسائر مادية ، خاصة في السيارات واللآليات، وكذا أثاث المنازل التي غمرتها المياه ، كما سجل حالة وفاة واحدة، هي وفاة مستشار جماعي بالجماعة الحضرية لتطوان ، الذي انتظم إلى فريق اليقظة الذي شكلته الجماعة ، إذ تعرض لصعقة كهربائية أردته قتيلا. وقد غمرت مياه الأمطار عدة أحياء بالمدينة، وصلت حد شل حركة المرور ومحاصرة السكان، وهكذا حاصرت السيول أحياء مثل سوق مرجان بتطوان قرب السكن الاقتصادي الضحى التي تسربت المياه إلى منازلهم، تطلب الاستنجاد بمصالح الوقاية المدنية قصد الإغاثة لفك الحصار عنهم ، حيث حاصرتهم السيول من كل الجوانب. وحسب مقربين من هذه الأسر، فقد كاد أحد الأطفال أن يغرق لولا تدخل الجيران لإنقاذه. كما تم سماع نداءات استغاثة من الطالبات القاطنات بالحي الجامعي بحي السواني، إذ اضطر قاطنو الحي إلى مغادرته حفاظا على سلامة أرواحهم. كما عرف الحي الكولونيالي المدينة شللا تام خلال ساعة هطول الأمطار،وبدا بركة عائمة تضررت من خلاله المحلات التجارية و المباني، كما شلت حركة المرور على مدار الساعة لتهاطل السيول ، و بدت المدينة في حالة ركود و ذهول ، تنتظر الأسوأ. ولم يسلم الحي الإداري من هاته الفيضانات حيث غمرت السيول العديد من الفيلات و المساكن ، خاصة و أن أغلب المباني تتوفر على مرابد تحت أرضية ، التي غمرتها المياه ، و هوما تسبب في وفاة المستشار الجماعي محمد ياسين مفتاح ، الذي كان ضمن فريق اليقظة ، حيث حاول قطع التيار الكهربائي بإحدى البنيات التي غمرتها المياه ، ليتعرض لصعقة كهربائية، أردته قتيلا. الأحياء الهامشية بالمدينة، تضررت بشكل ملحوظ خاصة حي كويلمة المحاذي لواد المحنش، الذي غمرت مياهه الحي و عزلته عن باقي المدينة ، كما غمرت مياه الوادي الطريق الدائري للمدينة ، و شلت الحركة به، كما قطعت السيول الطريق الرابطة بين تطوان و مارتيل لمدة فاقت الأربع ساعات. مياه الأمطار كانت سببا في قطع الطريق الوطنية رقم 13 الرابطة بين تطوان و الفنيدق ، مما دفع بسلطات عمالة المضيقالفنيدق إلى فتح الطريق السيار أمام مستعملي الطريق بالمجان لفك العزلة و ضمان حركة المرور بين المدينتين. كما شلت مياه الأمطار حركة المرور بالطريق الوطنية رقم 2 الرابطة بين تطوان وشفشاون، على مستوى جماعة الزينات ، حيث غمرت المياه مجرى الوادي الطريق و اضطر مستعملو الطريق لساعات انخفاض منسوب المياه لاستكمال رحلتهم. الحادث الذي عرفته المدينة مساء يوم السبت، يطرح على المسؤولين بالمدينة ضرورة الإنكباب بشكل جدي على مشكل الفيضانات التي تعرفها المدينة بين الفينة والأخرى، من خلال الاستغلال الأمثل للبرنامج المندمج للتنمية الاقتصادية والحضرية للمدينة (2014- 2018) الذي وقع أمام جلالة الملك يوم 12 أبريل 2014، وخاصة في شق تهيئة وادي مارتيل ، الذي أحدثت له وكالة خاصة ، والذي من المفروض أن يشكل عاملا لحماية المدينة من الفيضانات ، عبر توسيع الوادي و إحداث محطات ضخ لتصريف مياه الأمطار بالمدينة و توسيع مجاري مياه الأمطار.