بعد تداول الصحافة الفرنسية لاسم المدرب الفرنسي هيرفي رونارد كمدرب جديد للفريق الوطني، كشفت مجلة " جون أفريك " في عددها الأخير عن معطيات جديدة تشير إلى أن الجامعة ربطت اتصالاتها منذ مدة بهيرفي وتم التوصل إلى اتفاق بين الطرفين مع الاحتفاظ بسريته إلى حين الانفصال عن الزاكي، وأضافت المجلة أن الراتب الشهري للمدرب الجديد سيصل إلى 65 ألف يورو وهو ما يفوق ما كان يتقاضاه بمنتخب الكوتديفوار ( 50 ألف أورو). وجاء ما نشرته " جون أفريك " ليؤكد ما تم تداوله سابقا من أن قرار إقالة الزاكي حسم فيه منذ مدة، حيث ظلت الجامعة تتكتم عليه خوفا من ردود الفعل التي قد يتسبب فيها، خاصة مع سريان مفعول العقد مع الزاكي وتحقيقه لأولى التزاماته مع الجامعة بالتأهل إلى دور المجموعات المؤهل لكأس العالم. وللخروج من " ورطة " الاختيار كان لزاما على الجامعة أن تجد " تخريجة " تبرر بها اختيار هيرفي رونارد وذلك بإعلانها تشكيل لجنة للفصل في أسماء المدربين التي أعلنت أنهم قدموا سيرهم الذاتية للإشراف على تدريب الفريق الوطني، وهي فكرة ساهمت فيها الوزارة الوصية حسب مصدر جامعي، وجاءت، أيضا، للحد من مطالب المدرب الفرنسي في ما يخص راتبه الشهري، خاصة وأنه سيقوم بتدريب منتخب المحليين إلى جانب مهمته بالمنتخب الأول المطالب بالتأهل لنهائيات كأس العالم. وبمجرد الإعلان الرسمي عن هيرفي رونارد كمدرب للفريق الوطني، تأكدت صحة الأخبار التي تداولتها الصحافة الوطنية، في الوقت الذي التزمت فيه الجامعة الصمت في مرحلة أولى، قبل أن تنفي الخبر وتؤكد أن موضوع تعيين المدرب الوطني لم يحسم فيه، وأن القرار النهائي يعود للجنة التي تم تشكيلها بعد مراجعة السير الذاتية للمدربين الذين تقدموا بطلباتهم لتدريب المنتخب الوطني. وبالرجوع إلى تفاصيل هذا المسلسل الرديء الإخراج، يتضح أن من يملك زمام الفصل في قرارات الجامعة تمكن من تحريك " بيادق " الرقعة المتعددة الوجوه، انطلاقا من الحملة ضد الزاكي بعد اتهامه بعدم الإقناع، علما أن العقد بينه وبين الجامعة يشير فقط إلى التأهل وليس إلى الإقناع والفرجة وطريقة اللعب، إلى الاتفاق المبدئي مع هيرفي رونارد في وجود عقد ساري المفعول وهو ما يمنعه القانون الدولي للفيفا الشيء الذي دفع الجامعة إلى الاتفاق مع وكيل أعماله وإخراج المدرب الفرنسي من الصورة. لكن يبقى الأبرز في كل ما حصل هو الاستهتار بشعب كامل، كان من الضروري أن يتم وضعه في الصورة الحقيقية لكل ما يجري، عوض الترويج لمغالطات وأكاذيب قللت من احترام المتتبعين لمؤسسة رياضية حملت أسماء مسيرين حافظوا على سمعة أسمائهم وكانت لهم الشجاعة لمواجهة كل المواقف مهما كانت صعوبتها، لأننا نتفق أن الجامعة كمشرفة على المشهد الكروي من حقها أن تقيل المدرب وتعين مكانه من تشاء، لكن في إطار من الوضوح والصدق وبعيدا عن المناورات التي زادت اليوم من توسيع الهوة بينها وبين المتتبعين للشأن الكروي، الذين فضل أغلبهم الصمت والانحناء أمام ما يجري. وتلك حكاية أخرى.