تزامنت الزيارة التي قمنا بها في نهاية شهر يناير المنصرم الى وحدتين لتجميع الزيتون بضواحي قلعة السراغنة مع تهاطل الامطار بكميات اعادت البهجة الى النفوس وقوت فرص حصاد موسم فوق المتوسط. أثناء الذهاب كنت أردد في نفسي ما نقله إلي بعض الفلاحين من هموم من أبرزها إشكالية التسويق التي جعلتهم يعان،ن خلال الموسم الجاري، المتميز بوفرة الانتاج، من بيع الزيتون بسعر في حدود 2,5 درهم لليكلو غرام بينما القسط الأوفر من الزيت تم بيعه لشركة لوسيورب حوالي 15 درهم للتر، وكم كان بودي أن استطلع آراء أكبر عدد من المعنيين حول التطور السنوي للعلاقة بين الإنتاج والتسويق، ولكن الحالة السيئة للطريق الرابطة بين مراكشوقلعة السراغنة فرضت علينا صرف وقت طويل في التنقل. الجولة التي دامت من الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الخميس 27 يناير إلى حوالي السابعة والنصف مساء، حملتنا في البداية الى شركة سوبرولينو ومن خلال المعلومات التي استقيناها من الإطار المشرف على إنجاز الجانب الصناعي من المشروع، تيبن أنه اسباني الجنسية وأن الشركة تابعة من جهة لشركة سوفينا البرتغالية، التي تعتبر ثاني مسوق الزيت الزيتون عالميا بطاقة تصل إلى 180 ألف طن في السنة، ومن جهة ثانية إلى الشركة المغربية الإماراتية للتنمية التي تتقاسم رأس المال مناصفة مع شريكتها البرتغالية. المشروع الذي لايزال في طور الإنجاز يقوم على تثمين 1332 هكتار من الأراضي التي كانت تابعة لشركة صوديا، و هو ما تطلب رصد رأسمال بقيمة 35 مليون درهم بهدف إنتاج مابين 10 و 12 طن من الزيتون في الهكتار وحوالي 400 طن من الزيت في اليوم، ومن المقرر أن يوجه الإنتاج سيوجه كليا إلى التصدير وخاصة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية. وتطلب المشروع برمجة استثمار إجمالي بقيمة 120 مليون درهم لمضاعفة الإنتاج وبلوغ طاقة إنتاجية في حدود 800 طن من الزيت في اليوم، ومن ميزات هذه الوحدة الصناعية أنها قادرة على تخزين 1600 طن في 80 حاوية من الصنف غيرالقابل للتأكسد، ومن المرتقب ان تشرع الشركة ابتداء من الموسم المقبل في تعبئة إنتاجها قبل تسويقه، أما على مستوى الحقول فتبين أن حوالي 100 هتكار بها مزروعات قديمة وأن 900 هكتار تم زرعها ما بين 2007 و2009 وأن 222 هكتار في طور الزرع وستكون جاهزة سنة 2011 وتتميز بكون كثافة الاغراس بها تصل الى 1666 شجرة في الهكتار مما سيمكن من جني ما بين 10 و12 طن في الهكتار. وبالنسبة لنمط الإنتاج تبين من تصريحات المسؤول الإسباني أنه يقوم كليا على السقي بالتنقيط وأنه سيرتكز في الجانب الفلاحي على قدرات بشرية متمثلة في 67 منصب شغل دائم وفي الجانب التصنيعي على إطار واحد و6 مناصب شغل قارة، وحتى تعم الفائدة فإن الشركة أبرمت اتفاقية مبدئية للتجميع مع تعاونيات الإصلاح الزراعي في حين أبان مزارعو تاملالت عن استعدادهم لإبرام اتفاقية مماثلة وبذلك صار من المرتقب تعميم علمية التجميع على حوالي 4000 هكتار. بعد عصر نفس اليوم توجهنا إلى قيادة بني عامر التي تبعد بحوالي 30 كيلومتر عن مركز قلعة السراغنة، ومرة أخرى عانينا من ضيق الطريق المؤدية إليها ومن سوء أحوالها، ولكن عند بلوغنا الأراضي التي انطلق فيها مشروع شركة »لوسيور« لزراعة الزيتون وإنتاج الزيت تبين لنا أن المشروع سيقام على مساحة 560 هكتار كما تبين لنا أن المشرفين عليه وضعوا هاجس نذرة المياه في مقدمة اهتماماتهم، ولذلك فإنهم عملوا في المرحلة الأولى من الإنجاز على بناء حوضين للماء تبلغ سعة كل منهما 250 ألف طن من الماء، واستنادا إلى المعل،مات التي استقيناها من الأطر التقنية فإن كل هكتار من حقول الزيتون يتطلب في البداية استهلاكا يقدر بحوالي 8000 طن من الماء في السنة ليرتفع عند بلوغ مرحلة الذروة في الانتاج 10000 طن من الماء في السنة، وبالنسبة لتقنية الزرع تبين أنها تقوم على أساس 283 شجرة في الهكتار وعلى أساس فصل كل خطين عن بعضهما البعض ب 7 أمتار وكل شجرتين ب 5 أمتار وعلى ضوء ذلك يرتقب جني 15 طن في الهكتار أي ما يعادل حوالي 53 كيلوغرام في الشجرة عند بلوغها السن الخامسة. المشروعان اللذان زرناهما هما عينتان من مشاريع مماثلة تشمل »سوديوم« و»أوليف الرحامنة« وشركات أخرى بحيث يصل حجم الاستثمار الإجمالي إلى 894 مليون درهم ويصل عدد المتجمعين إلى 1300 وكل ذلك يندرج في إطار مخطط يرمي في أفق سنة 2020 إلى انجاز 76 مشروعا تهم توسيع المساحات والتكثيف وتثمين المنتوج بحجم استثمار يقدر ب 6,1 مليار درهم. التركيز في المنطقة على زراعة وتثمين الزيتون يجد مبرره في الدور الاقتصادي والاجتماعي الذي يشغله القطاع حيث يساهم في خلق حوالي 10 ملايين يوم عمل في السنة وفي تزويد الوحدات الصناعية بالمواد الأولية، ومن خلال الأرقام الرسمية المتوفرة يتبين أن المساحة الإجمالية المزروعة بالزيتون في الجهة تصل إلى 136 ألف هكتار منها 119 ألف مسقية بينما المساحات البورية والنصف مسقية تمثل 17 ألف هكتار، كما يتبين أن 98% من المغروسات هي من الأصناف المغربية الشاملة لكل من بيشولين - ماروكين - حوزية ومنار. ويصل معدل الإنتاج إلى 200 ألف طن في السنة وبذلك تغطي الجهة %63 من الإنتاج الوطني من زيت المائدة إذ يصل إنتاحها إلى 70 ألف طن في السنة كما تغطي 44% من إنتاج زيت الزيتون بمعدل 40 ألف طن في السنة. وبينما يقدر معدل الإنتاج في الجهة بحوالي 2 طن في الهكتار فإن الجهة تساهم بحصة 62 % من مجموع صادرات المغرب من زيتون المائدة إذ تبلغ صادراتها 45 ألف طن في السنة.