قد نختلف مع الزاكي في الكثير من قناعاته وتصوراته، وقد نكون غير راضين على المستوى الذي قدمه الفريق الوطني خلال مبارياته السابقة، لكن ذلك يبقى مجرد اختلاف في الرؤى قد يصيب وقد يخطيء بشكل مفاجيء ودون سابق انذار، تمت إقالة بادو الزاكي من تدريب الفريق الوطني في انتظار تعيين مدرب جديد. وقد ظلت الجامعة مصرة على الصمت مع الأخبار التي ظلت تروج حول إمكانية إقدام الجامعة على إبعاد بادو ، إلى أن خرج رئيسها بتصريح ينفي كل الأخبار معتبرا أنها مجرد كلام جرائد، وأنه يجدد الثقة في الزاكي. غير أن كل ذلك ذهب أدراج الرياح مباشرة بعد اجتماع المكتب الجامعي الذي خرج بمفاجأة أكدت ما نشرته جريدة ليكيب الفرنسية وكذبت ما قاله الآخرون. ما أقدم عليه المكتب الجامعي وإن كان يدخل في طبيعة عمل المدربين المعرضين للإقالة في أي لحظة، إلا أن ذلك يعتمد بالأساس على المحصلة العامة للفرق الوطنية، وعلى حد علمنا فإن الزاكي ضمن الشرط الأول من تعاقده وهو التأهل إلى دور المجموعات المؤهل لنهائيات كأس العالم لكرة القدم روسيا 2018، وبالتالي فإن المكتب الجامعي مطالب بتوضيح حقيقة الإقالة التي لا يجب أن يحجبها ما يتم تداوله من تدهور العلاقة بين الزاكي وأحد مساعديه، لأن المنطق في هذه الحالة يفرض إقالة المساعد وليس المدرب الرسمي، خاصة وأن الظرفية تتطلب الحرص على الاستقرار وعدم الدخول في مغامرة غير محسوبة العواقب. قد نختلف مع الزاكي في الكثير من قناعاته وتصوراته، وقد نكون غير راضين على المستوى الذي قدمه الفريق الوطني خلال مبارياته السابقة، لكن ذلك يبقى مجرد اختلاف في الرؤى قد يصيب وقد يخطيء، لكننا نتفق، أنه حقق المطلوب أولا بالتأهل لدوري المجموعات، وثانيا، أن الجامعة دخلت بدورها في مرحلة التجريب وهو ما كانت تعيب عليه الزاكي في كل مناسبة تسمح بذلك من خلال أعضاء لها أعلنوا الحرب عليه بتقارير وخرجات إعلامية مستترة لم تملك الجرأة للإعلان عن نفسها وقناعاتها. إقالة الزاكي وقبله فاخر، والطريقة التي تصرفت بها الجامعة في الحالتين، تطرح الكثير من علامات الاستفهام حول الطريقة التي تشتغل بها الجامعة، وحول من يسيّر بالفعل، خاصة وأن التخلي عن الزاكي جاء ساعات بعد إعلان فوزي لقجع تشبته به، وهنا لا نعلم كيف سيبرر رئيس الجامعة ذلك، لأن الاختباء وراء، أن القرار كان للمكتب الجامعي لن يقنع أحدا أمام العديد من القرارات التي تم اتخاذها دون إجماع هذا المكتب أو دون علم كل أعضائه، ويكفي أن نستدل على ذلك بما قاله الناطق الرسمي لإحدى الإذاعات بأنه لم يكن على علم بخبر التخلي عن الزاكي ومعه أعضاء جامعيون قرر أحدهم تقديم استقالته، وبغياب عضوين من المكتب الجامعي عن الاجتماع الذي اتخذ فيه قرار الإقالة ولاعتذار البعض الآخر عن الإدلاء بأي تصريح في الموضوع. نحن الآن أمام حالة كذب موثقة بالصوت والصورة، واستهتار بشعب كامل صدق ما صرح به رئيس الجامعة ليلا، ليجد نفسه في خانة المغفل بعد طلوع الشمس، لأن التفاوض مع المدرب الجديد تم منذ مدة، لكن الإعلان عنه ظل مقيّدا بالقانون الذي يمنع التعاقد مع مدرب جديد في تواجد مدرب آخر لم ينته عقده أو لم تتم إقالته، لكن نفس القانون يسمح بالتفاوض عبر وكيل وهو ما تم بالفعل. هي مرحلة جديدة تم التخطيط لها لإبعاد الأطر الوطنية، بدءا بجريندو وبنعبيشة ثم فاخر والزاكي، وهو ما يجعل الاتفاق السابق مع ودادية المدربين غير ذي قيمة، وفسح المجال أمام المدربين والمؤطرين الأجانب في انتظار وجهة نظر الودادية التي ابتلع مسؤولوها ألسنتهم في ما سبق، حتى ولو كان رأيهم يدخل في خانة الاستئناس ليس أكثر.