قال الاتحاد الدولي للتنس يوم الثلاثاء إنه أوقف حكمين، أحدهما مدى الحياة العام الماضي بداعي خرقهما ميثاق أخلاقيات الرياضة. وأضاف الاتحاد الذي يتخذ من لندن مقرا له أن أربعة حكام آخرين يخضعون لتحقيقات من قبل وحدة النزاهة. وفي يناير الماضي تعرضت رياضة التنس لهزة قوية، بعدما ذكر تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) وموقع بازفيد نيوز على الإنترنت أن وحدة النزاهة في اللعبة تلقت أكثر من تحذير بشأن مزاعم عن ضلوع 16 لاعبا كانوا من بين أفضل 50 مصنفا في التلاعب بنتائج مباريات خلال العقد الأخير. ونفت سلطات التنس المزاعم بأن أدلة التلاعب في نتائج المباريات قد طمست أو لم يتم التحقيق فيها بالشكل الملائم. وقال الاتحاد الدولي إن كيريل بارفينوف، القادم من كازاخستان، عوقب بالإيقاف مدى الحياة في فبراير الماضي بسبب اتصاله بحكم آخر عبر فيسبوك في محاولة للتلاعب بنتائج مباريات. وأوقف الكرواتي دينيس بيتنر في غشت الماضي لمدة 12 شهرا، بعدما أرسل معلومات خاصة بلاعب إلى مدرب خلال بطولة، إضافة لاعتياده الدخول على حساب خاص به على موقع للمراهنات الخاصة برياضة التنس. وفي رده على السبب في عدم الكشف عن هذا الأمر في وقت سابق، قال الاتحاد الدولي للتنس إن ميثاق الأخلاق لم يكن يتيح في السابق الكشف عن أسماء الحكام الذين يتم معاقبتهم. ولم يعلق الاتحاد الدولي على تقرير لصحيفة الغارديان ذكر أن حكاما من كازاخستان وتركيا وأوكرانيا من بين الأشخاص، الذين يجري التحقيق معهم، لكنه قال إن تفاصيل المخالفات المزعومة سيتم إعلانها فور إدانتهم. لكن الاتحاد أجاب على أسئلة بشأن اتفاق لخمس سنوات بقيمة تصل إلى 70 مليون دولار مع شركة البيانات والإحصاءات سبورت رادار، قال منتقدون إنه قد يكون تسبب بشكل أو بأخر في حدوث فساد في رياضة التنس. وتمرر شركة سبورت رادار بيانات حول نتائج اللقاءات من الحكام لمواقع مراهنات حول العالم. وقالت الغارديان إنه من خلال تعمد الحكام تأخير إرسال نتيجة نقطة معينة في المباراة قد يساعد ذلك المراهنين الموجودين في الملعب على وضع رهانات صحيحة لما قد يحدث لاحقا. وقال الاتحاد الدولي للتنس في بيان "عقد الاتحاد الدولي مع سبورت رادار بشان الاحصاءات الرسمية للمباريات، يتضمن بنودا وقواعد لم تكن موجودة سابقا." وتابع "اتفاقنا مع سبورت رادار مثل عقودنا مع اتحاد لاعبي التنس المحترفين، وكذلك اتحاد اللاعبات المحترفات يتضمن إرسال معلومات رسمية دقيقة وفورية للحيلولة دون حدوث عمليات مراهنة غير قانونية في الرياضة أو استخدام هذه المعلومات في أغراض غير شرعية." واستطرد "سبورت رادار شريك ممتاز وتعمل مع الاتحاد الدولي على ضمان النزاهة في الرياضة." وكانت وحدة نزاهة التنس، وهي هيئة عالمية لمواجهة الفساد في اللعبة، قد أعلنت مؤخر ا عن إجراء مراجعة مستقلة لإجراءات مكافحة الفساد، بعد مزاعم بحدوث تلاعب في منافسات البطولات الدولية، ومنها بينها بطولة ويمبلدون. ويأتي قرار الوحدة بعدما كشف تحقيق لبي بي سي وموقع "بزفييد نيوز" عن أدلة على اشتباه حدوث مراهنات غير قانونية في التنس. وقال فيليب بروك، رئيس وحدة نزاهة التنس: "من المهم أن نصلح الأضرار وأن يحدث ذلك بسرعة". وقال الكرواتي غوران إيفانيسيفيتش، بطل ويمبلدون السابق، إن اللاعبين يطاردون مثل "السفاحين". وتوصل التحقيق، الذي أجرته بي بي سي وموقع "بزفييد نيوز"، إلى أن وحدة نزاهة التنس تلقت على مدى العشر سنوات الماضية تحذيرات متكررة بشأن الاشتباه في تورط 16 لاعبا، كانوا من بين أفضل 50 لاعبا في العالم في التلاعب في نتائج المباريات. وسمح لجميع اللاعبين، ومن بينهم فائزون بالبطولات الأربع الكبرى (غراند سلام)، بمواصلة المنافسة والمشاركة في البطولات. وقال بروك إنه ما زال "واثقا تماما" في العمل الذي تقوم به وحدة نزاهة التنس، لكنه أشار إلى أنه من المهم أن يكون "كل شخص يعشق رياضتنا ويشاهدها" على ثقة بأننا "نبذل كل ما في وسعنا". وقال كريس كيرمود، رئيس رابطة محترفي التنس: "نحن في بيئة سامة للرياضة في الوقت الراهن". وأضاف: "نريد أن نتسم بالانفتاح والشفافية قدر الإمكان لنثبت أننا سننظر في ذلك الأمر على نحو تام. ولن يكون هناك أي تسامح مع ذلك." وأردف: "وجود مراهنات مشبوهة لا يعني أن هناك فسادا. هذا مجرد تحذير وليس دليلا".