توصل تحقيق لبي بي سي وموقع "بزفييد نيوز" إلى أدلة على اشتباه حدوث تلاعب في نتائج مباريات التنس بأكبر البطولات العالمية، بما في ذلك بطولة انجلترا المفتوحة للتنس "ويمبلدون". وعلى مدى العقد الماضي، تلقت وحدة نزاهة التنس تحذيرات متكررة بشأن الاشتباه في تورط 16 لاعبا كانوا من بين أفضل 50 لاعبا في العالم في التلاعب في نتائج المباريات. وسمح لجميع اللاعبين، ومن بينهم فائزون بالبطولات الأربع الكبرى، بمواصلة المنافسة والمشاركة في البطولات. وقالت وحدة نزاهة التنس، التي أنشئت خصيصا لمراقبة هذه الرياضة، إنها لن تتسامح مطلقا مع الفساد المتعلق بالمراهنات. وتشمل الوثائق التي حصلت عليها بي بي سي وموقع "بزفييد نيوز" نتائج التحقيقات التي بدأت عام 2007 من قبل رابطة محترفي التنس. وكانت هذه التحقيقات تنظر في مراهنات مشبوهة بعد إحدى المباريات بين الروسي نيكولاي دافيدنكو والأرجنتيني مارتن فاسالو ارجويو. وتم تبرئة اللاعبين من انتهاك أي قواعد، لكن التحقيق امتد ليشمل شبكة من المقامرين على علاقة بلاعبين على مستوى عال. وتشير الوثائق التي حصلنا عليها إلى أن التحقيق قد اكتشف أن هناك نقابات للمراهنات في روسيا وشمال إيطاليا وصقلية تحقق عائدات بمئات الآلاف من الجنيهات من المراهنات على مباريات يعتقد المحققون أن هناك تلاعب بنتائجها، وكان من بينها ثلاث مباريات في بطولة ويمبلدون. وفي تقرير سري للجهات المنظمة للعبة التنس عام 2008، قال فريق التحقيق إنه ينبغي التحقيق مع 28 لاعبا مشاركا في هذه المباريات، لكن لم يكن هناك متابعة لهذه التحقيقات على الإطلاق. وسن القائمون على اللعبة قانونا جديدا لمكافحة الفساد عام 2009، لكن بعد الاعتماد على مشورة قانونية بأنه لا يمكن متابعة جرائم الفساد السابقة. وقال المتحدث باسم وحدة نزاهة التنس: "ونتيجة لذلك، لم تفتح أية تحقيقات جديدة مع أي من اللاعبين الذين ورد ذكرهم في تقرير عام 2008." وفي السنوات اللاحقة أرسلت تحذيرات متكررة إلى وحدة نزاهة التنس بحق ثلث هؤلاء اللاعبين، لكن لم تعاقب الوحدة أيا منهم. وقام عدد من المبلغين عن المخالفات داخل لعبة التنس، والذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، بإرسال الوثائق في الآونة الأخيرة إلى بي بي سي وموقع "بزفييد نيوز". اتصلنا بمارك فيليبس، أحد المشاركين في تحقيق 2007 بشأن المراهنات، والذي قال لبي بي سي إن المحققين اكتشفوا وقوع أنشطة مشبوهة لمراهنات متكررة حول مجموعة واضحة من اللاعبين. وأضاف: "كانت هناك مجموعة أساسية من نحو عشرة لاعبين اعتقدنا أنهم كانوا الجناة الأبرز في جذور تلك المشكلة". ولم يتحدث فيليبس علانية من قبل بشأن المعلومات التي قام بجمعها، والتي قال إنها قوية بشكل لم يسبق له مثيل على مدى أكثر من 20 عاما فيما يتعلق بالتحقيق في المراهنات. وأضاف: "الأدلة كانت قوية حقا. ويبدو أن هناك فرصة جيدة لوأد هذه المشكلة في مهدها وأن يكون هناك رادع قوي لاجتثاث العناصر الفاسدة الرئيسية".