كشف المقامر السنغافوري الشهير ويلسون راج بيرومال انه “غير نادم” على التلاعب بنحو 100 مباراة دولية خلال عقدين من الزمن. وقال بيرومال في مقابلة مع شبكة “سي ان ان” الاميركية انه جنى “بين 5 و6 ملايين دولار اميركي” من خلال التأثير على عدد يتراوح بين “80 و100″ مباراة. لكن الرجل البالغ 49 عاما واحد اكبر رؤوس التلاعب في العالم سابقا كشف انه خسر امواله غير المشروعة بالمقامرة. وقال بيرومال بتأمل: “لست نادما. كانت مرحلة من حياتي استمتعت بها وسافرت حول العالم. كانت مرحلة جميلة”. وادعى بيرومال انه لم يشعر بالذنب للتلاعب بمباريات على مستويات مرتفعة على غرار العاب بكين الاولمبية 2008 واتلانتا 1994، تصفيات كأس العالم، كأس العالم للسيدات، كأس الكونكاكف الذهبية وكأس امم افريقيا: “لم تعد (كرة القدم) رياضة. هي بمثابة التجارة. نسعى لكسب الاموال من خلال هذه التجارة”. ورأى ان 80% من محاولات التلاعب كانت “ناجحة”. واضاف: “جلست احيانا على مقاعد البدلاء، طلبت من اللاعبين ما يجب القيام به ووجهت الاوامر للمدربين. كان الامر سهلا. لم تكن الشرطة متواجدة على الاطلاق”. وكشف ان حكام المباريات كانوا فريسة سهلة و”من دون حدود” لدى بعضهم، فيما كانت بعض الاتحادات الوطنية “ترحب بك باياد مفتوحة”. لكن الامور قد تصبح منحرفة اذا وعد لاعبون بتنفيذ امر ما وعجزوا عن ذلك، على غرار مباراة بين زيمبابوي والبوسنة في 2007 حيث تمت رشوة 6 لاعبين من زيمبابوي بمئة الف دولار كي يخسر منتخب بلادهم صفر-4 لكنها انتهت بالتعادل 2-2: “اعطيناهم نتيجة يصعب تحقيقها، وما حصل خلال المباراة ان احد اللاعبين سجل عن طريق الخطأ في مرماه”. وكان بيرومال قائد فضيحة “اسيا غايت” برشوة لاعبين وحكام واداريين في جولات منتخب زيمبابوي الاسيوية بين عامي 2007 و2009. ونشر بيرومال في نيسان/ابريل الماضي سيرة ذاتية تحت عنوان “كيلونغ كينغز” يفصل فيها كيف تعلم تعليب المباريات في سنغافورة وجارتها ماليزيا مطلع تسعينيات القرن الماضي. وعن بداياته، قال بيرومال: “كانت لدي احلام الطفولة. اردت ان اكون جنديا لكن في ايام المدرسة حصلت على سجل اجرامي ولم انجح بالوصول الى رغباتي. ثم انجذبت الى المراهنات عندما كنت بعمر التاسعة عشرة او العشرين. لم ارغب بالخسارة لذا بدأت بتعليب المباريات”. ويدعي بيرومال انه اوقف في فنلندا بعد خيانة من دان تان المشتبه الاول بالتلاعب بنتائج المباريات العالمية والموقوف راهنا في سنغافورة الى جانب ثلاثة شركاء اخرين، علما بان بيرومال مطلوب راهنا في الدولة الاسيوية الصغيرة بسبب ضرب موظف رسمي وذلك بعد ان سجن هناك ثلاث مرات بسبب التلاعب. ويتخذ بيرومال راهنا من المجر مقرا له تحت حماية الشرطة حيث يساعد محققين لمكافحة التلاعب. اوقف في فنلندا عام 2011 وبقي مسجونا سنة من اصل اثنتين حيث قام بتعليب مباريات في الدولة الاسكندينافية قبل تسليمه الى المجر. ويمتلك بيرومال لائحة اتصالات لحكام ولاعبين من 38 دولة على هاتفه الجوال و50 دولة من اصل 209 منضوية تحت لواء الاتحاد الدولي على حاسوبه الالكتروني. وكان بيرومال قد نفى خلال مونديال البرازيل 2014 ان يكون قد توقع نتيجة مباراة الكاميرون وكرواتيا التي خضعت لتحقيق من قبل اتحاد الدولة الافريقية التي ودعت من الدور الاول. وقال بيرومال انذاك انه “مصدوم ومذهول” لتقارير اشارت الى ضلوعه، وذلك بحسب بيان نشره موقع “انفيزيبل دوغ” الايطالي الاستقصائي. وكانت مجلة “در شبيغل” الالمانية اكدت حصول تلاعب في مباراة الكاميرون وكرواتيا والتي انتهت لمصلحة المنتخب الاوروبي 4-صفر، ما دفع الاتحاد الكاميروني الى فتح تحقيق بالحادثة. تعتبر سنغافورة منذ فترة طويلة مركزا للتلاعب بنتائج المباريات. تعلم المتلاعبون مهنتهم في البطولات المحلية ولدى الجارة ماليزيا، قبل ان يصدروا معرفتهم مستفيدين من ازدهار المراهنات على شبكة الانترنت. تعتبر سنغافورة احدى العواصم المالية في العالم والاقل فسادا، لكنها تتهم احيانا بالتراخي. وكالة مكافحة الفساد “مكتب التحقيقات للممارسات الفاسدة” تؤكد ان “التلاعب بالنتائج لا يمكن التسامح به” في المدينة.