القارئ في أعمال محمد البندوري الخطية يلمس بجلاء سيادة الخط المغربي بكل أصنافه في أعماله الخطية، إنها الطريقة الحروفية التي اعتاد محمد البندوري على بعثها بشكل جميل في أعماله. لقد سعى إلى تطوير أسلوبه الحروفي من خلال التوظيف المحكم للخط المغربي بطريقة فنية جديدة وأسلوب فني شكل لعقود من الزمن ثقافة خطية مغربية صرفة متميزة في المشهد الحروفي المغربي وشكل أيضا مجال سبق في جعل الخط المغربي أحد المكونات الأساسية للوحة الفنية. وقد اتخذ في كل عمليات التوظيف تقنيات مغايرة وأسلوب فني جديد ورائد. ولذلك فإن الخط المغربي يتصدر أعمال محمد البندوري نظرا للأبحاث التي يقوم بها محمد البندوري في مجال الخط المغربي والتي جعلته يراكم خزانا من المعارف والمعلومات حول الخط المغربي بل وساعدته في أن يحقق منجزات كبرى في فن الخط المغربي ويؤسس ثقافة خطية مغربية جديرة بالاهتمام نظرا لخصوصياتها الدقيقة ودلالاتها العميقة وهو ما قاده في أحايين كثيرة لأن يبسط أسلوبا خطيا مميزا وأن يحقق مسعى خالدا في مجال الحروفية المغربية سواء ما تعلق منها بالأبحاث أو ما تعلق منها بالفن الحروفي. والجدير بالذكر أن محمد البندوري ليس فنانا تشكيليا وحروفيا وخطاطا مغربيا متخصص في الخط المغربي فحسب وإنما هو باحث متخصص في الخط المغربي حاصل على الدكتوراه في الخط المغربي بعنوان جماليات الخط المغربي في التراث المغربي دراسة سيميائية بجامعة القاضي عياض وهي أول دكتوراه من هذا النوع تدخل الجامعة المغربية. وقد أخضع محمد البندوري الخط المغربي لدراسة دقيقة شاملة في هذه الدكتوراه من خلال تعامله مع نصوص مغربية قيمة قام بتحليلها وإرساء دلالاتها مما كشف حقيقة عن ثقافة هذا الهرم المغربي وعن تصوراته الخطية والحروفية والفنية وعن دراساته العميقة لمختلف جوانب الخط المغربي بأنواعه المختلفة، وعلى راسها الخط المغربي الصحراوي الذي نال حظا وافرا في هذه الدراسة وتم التقعيد له في سابقة في تاريخ الخط المغربي مع دراسة مختلف جمالياته.