مع انطلاق أولى مباريات الإياب، كان فريق اتحاد آيت ملول، والذي يمر بأحد أسوأ مواسمه، يتطلع إلى تحقيق الانتصار أمام أولمبيك الدشيرة، وعلى أرضية ملعب أحمد فانا، وذلك للإفلات من ذيل الترتيب الذي يقبع فيه الفريق، برصيد 14 نقطة، مقابل فريق الأولمبيك الذي يوجد في وضعية مريحة نسبيا، قبل استقبال جاره الملولي، بتحقيقه لثلاث انتصارات، وثمانية تعادلات، وهو رقم قياسي، ثم تلقيه لأربع هزائم. المباراة التي أدارها الحكم عادل زوراق من عصبة تادلة، عرفت شوطين متباينين. الأول شهد اندفاعا لعناصر الفريق الملولي، التي استغلت ضعف خط وسط فريق الأولمبيك لتقوم بمحاولات على مرمى الحارس محمد إيدار، الذي وقع على لقاء أكثر من جيد، لكن هذه المحاولات، والتي كان من ورائها كل من حسن توفيق وجواد الماتوني، ثم أوشن، لم تعط أية نتيجة. وقد شهد هذا الشوط اندفاعا وقوة زائدة من لاعبي الفريقين، مما نتج عنه طرد لاعب من كل فريق: هشام تدارت من الأولمبيك، وكوليبالي ساليف من اتحاد آيت ملول. هذا الأخير طرد إثر خطأ منه سيعلن إثره الحكم عن ضربة جزاء للأولمبيك، والتي سيهدرها المهاجم خوخوش. كما كان الفريق الملولي، خلال آخر دقيقة من هذا الشوط، قريبا من تسجيل هدف السبق من قذفة لمهاجمه محمد أوشن، لكن الحارس إيدار تمكن من صدها ببراعة. وخلال الشوط الثاني تمكن مدرب الأولمبيك، لحسن بويلاص، من أن يصحح الخطأ الذي يعاني منه خط الوسط، مما جعل لاعبيه يستعيدون المبادرة، ويمارسون ضغطا متواصلا على مرمى الحارس الملولي يونس ليركي. وسيمكن هذا الضغط من تحقيق هدف السبق بواسطة نبيل كوعلاص، وذلك في حدود الدقيقة الستون. وبعد تسجيل هذا الهدف زادت حدة اللقاء، وكذا قوة وعنف بعض التدخلات، التي جعلت حكم المباراة يشهر الأوراق الصفراء في وجه أكثر من لاعب. وقد دفعت حدة اللعب أحد الزملاء الإعلاميين لأن ينعت أداء عناصر الفريقين ب "الحرب الأهلية". وعموما فهذه المباراة، والتي لم تكن سهلة بالنسبة لأي من الفريقين الجارين، جعلت مدرب الأولمبيك لحسن بويلاص يزيد من متاعب مدرب اتحاد آيت ملول، التونسي فريد شوشان، الذي تلقى فريقه هزيمته الثامنة، مقابل 5 تعادلات، و3 انتصارات فقط، وذلك خلال 16 مباراة، مما يعقد وضعية الفريق، ويطرح أكثر من علامة استفهام على مدى قدرته الحفاظ على موقعه ضمن القسم الثاني للنخبة، خاصة وأن خط هجومه أصبح منذ مدة يعاني من العقم، رغم الاستعانة ببعض قطع الغيار كالإيفواري "ياكوبو"، الذي تم استقدامه من الرجاء البيضاوي، على سبيل الإعارة، لكنه لم يقدم في هذه المباراة شيئا يذكر.