انطلقت فعاليات مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف بحفل افتتاحي يوم الجمعة الماضي بالمسرح الوطني محمد الخامس، حضر في هذا الحفل عدد من الشخصيات الرسمية ، كلحسن حداد وزير السياحة وعبد السلام الصديقي وزير التشغيل والشؤون الاجتماعية، وسجل غياب وزير الاتصال الناطق الرسمي الوصي على قطاع السينما من خلال المركز السينمائي المغري، معتذرا عن الحضور سبب التزامات أخرى، وكانت الوزارة ممثلة في شخص كاتبها العام. كما سجل غياب وزير الثقافة عن تظاهرة ثقافية سينمائية تشارك فيها 31 دولة من كل أنحاء العالم، وتعرض أكثر من61 فيلما بثلاثة فضاءات العرض للمهرجان، بكل من مسرح محمد الخامس وسينما النهضة وسينما الفن السابع بالرباط. كما استقطب هذا الافتتاح فعاليات سينمائية وطنية ودولية وم ممثلين ومخرجين ومنتجين، وفي مقدمة هؤلاء المخرج الجيلالي فرحاتي، المخرج المغربي المستقر بامريكا حكين بلعباس والمخرج المبدع ادريس الروخ، والمخرج والممثل الكوميدي عبد الله فركوس، والخرج المغربي حسن بنجلون، فضلا عن عدد من الممثلين والممثلات المغاربة. خلال هذا الحفل ألقى عبد الحق منطرش كلمة كرئيس للمهرجان، اكد فيها على ان بالرغم من العراقيل المادية وانطلاقا من المشروع الثقافي الذي تحمله جمعية الرباط للثقافة والفنون المنظمة للمهرجان، نرفع التحدي من أجل استمرار هذه التظاهرة الثقافية، بالنظر كذلك لما لعاصمة الرباط من رهان ثقافي في بعده الوطني والعربي والدولي. وشدد منطرش بنفس المناسبة على ان المهرجان يساهم إعادة الاعتبار للسينما الوطنية ومصالحة الجمهور المغربي مع الفن السابع، خاصة في ضل واقع غير مرضي متسم بإغلاق العديد من القاعات السينمائية في كثير من المدن المغربية. كما أعلن عبد الحق منطرش، أن هناك اتفاقية شراكة وتعاون ستُوقع بين مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف و المهرجان الدولي للسينما بنيودلهي، وذلك رغبة في تبادل التجارب والخبرات بين في الأعمال السينماية بين البلدين. .وشهد حفل الافتتاح للمهرجان الذي سيمتد الى غاية 5 فبراير المقبل، بكل من الفنانة فاطمة لوكيلي، التي سلمها عبد السلام الصديقي، وزير التشغيل والشؤون الاجتماعية ، درع التكريم، إلى جانب المخرج المصري داوود عبد السيد، الذي تعذر عليه الحضور لأسباب صحية. كما عرف الافتتاح مجموعة من المعزوفات الموسيقية الوطنية والعربية والدولية للثلاثي زخاريف بقيادة الموسيقار العازف على آلة البيانو نبيل بن عبد الجليل، خذه المعزوفات الموسيقية التي أمتعت الجمهور الحاضر وتفاعل معها بشكل تلقي ونالت اعجابه بشكل قوي. و تم تقديم لجنة التحكيم للمسابقة الرسمية التي تترأسها المخرجة والممثلة الرومانية كريستينا فلوتير، ثم لجنة النقاد التي تظم فاعلية وطنية وعربية ودولية. وافتتح المهرجان دورته بالفيلم المغربي "جوع كلبك" للمخرج الشاب المبدع هشام العسري الذي يتحدث في عن أقوى وزير داخلية عرفه المغرب كان في تلك الفترة على راس ام الوزارات كما كان تسمى اعلاميا، اذ ادى بنعيسى الجيراري دور إدريس البصري في هذا الفيلم. ويذكر على أن المهرجان سيقدم عدة أنشطة موازية بالإضافة لبرنامجه الفني كالندوات والموائد المستديرة بتعاون المعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما، الذي ساهم أساتذة وإدارة وطلبة في تنظيم هذه الدورة, وللإشارة يعرف المهرجان تغطية لوسائل الإعلام بشكل مكثف وطنية وعربية ودولية من قنوات وإذاعات وصحف وجرائد الكترونية. يجدر التذكير بأن الدورة العشرين عرفت تتويج الفيلم الإيراني "اليوم" للمخرج الإيراني سيد رضا ميركريمي، حيث منحته لجنة التحكيم الجائزة الكبرى كما توج هذا الفيلم بجائزة الجمهور، و جائزة أحسن دور رجالي التي نالها الممثل بيرفيز باستوي، ويحكي الفيلم قصة مريم ورضا المختلفين عن غيرهما من الناس، وليس الأمر مجرد اختلاف بسيط، بل اختلاف كبير جدا، عليهما أن يتبثا للآخرين أنه بإمكانهما حل مسألة التباين الكبير من خلال معجزة الحب. وفاز الفيلم الفنزويلي "شعر مجعد" للمخرجة ماريانا روندون بجائزة لجنة التحكيم للنقاد، ثم فاز نفس الفليم بأحسن دور نسائي، ثم منحت لجنة التحكيم الجائزة الخاصة لفيلم "كل موتاك" للمخرج الفرنسي جون شارلي هوي، كما نوهت نفس اللجنة بالفيلم التايواني "كلاب تائهة"، وعادت جائزة الفيلم العربي التي أُحدثت من طرف اتحاد جمعيات المهرجانات السينمائية العربية سنة 2013، للفيلم العراقي "الحاج نجم" لمخرجه "عامر"، والتي سلمت لأول مرة بمهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف، من طرف أمير أباظة رئيس مهرجان الاسكندرية السينمائي ورئيس هذا الاتحاد.