أسدل الستار على فعاليات المهرجان الدولي لسينما المؤلف بالرباط في دورته العشرين بتتويج ثلاثي للفيلم الإيراني «اليوم»، الذي نال جائزة الحسن الثاني الكبرى، كما شهد المهرجان أول تقديم لجائزة الفيلم العربي التي أحدثت في شتنبر الماضي، وعادت للمخرج العراقي عامر علوان عن فيلمه «الحاج نجم». توج الفيلم الإيراني «اليوم»، لمخرجه سيد رضا ميركريمي، بالجائزة الكبرى للدورة العشرين من المهرجان الدولي لسينما المؤلف بالرباط، جائزة الحسن الثاني، إلى جانب حصده جائزتين أخريين هما: جائزة الجمهور، وجائزة أفضل دور رجالي التي كانت من نصيب الممثل بيرفيز باستوي، وتسلمها نيابة عنه مخرج الفيلم ميركريمي الذي صعد ثلاث مرات إلى خشبة التتويج، ليلة آخر أيام الأسبوع المنصرم، قُبيْل إسدال الستار على المهرجان الذي تواصلت فعالياته على مدى تسعة أيام. وعادت جائزة لجنة التحكيم الرسمية لفيلم «كُلْ موتاك» للمخرج الفرنسي جون شارلي هوي، فيما آلت جائزة تحكيم النقاد للفيلم الفنزويلي «شعر مجعد» لمخرجته ماريانا روندون، التي غابت عن فعاليات المهرجان، كما فاز الفيلم نفسه بجائزة أحسن دور نسائي، حصلت عليها الممثلة سامانتا كاستيو، وتسلم الجائزتين ممثلون عن السفارة الفنزويلية بالمغرب. ونوهت اللجنة الرسمية للمسابقة بالفيلم التايواني «الكلاب الضالة»، للمخرج تساي مينك ليانك، والذي اعتبره رئيس لجنة التحكيم، حكيم بلعباس، فيلما مميزا يستحق التتويج في المهرجان. جائزة أخرى قدمها مهرجان سينما المؤلف الدولي بالرباط لأول مرة هي جائزة الفيلم العربي التي أحدثها اتحاد جمعيات المهرجانات السينمائية العربية سنة 2013، والتي سلمت لأول مرة بمهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف، من طرف أمير أباظة، رئيس مهرجان الاسكندرية السينمائي ورئيس هذا الاتحاد، وخالد السجاري، مدير مهرجان مسقط بعمان، وكانت من نصيب الفيلم العراقي «الحاج نجم»، للمخرج عامر علوان المقيم في العاصمة الفرنسية باريس. وتجدر الإشارة إلى أن الفيلم الإيراني «اليوم» الفائز بالجائزة الكبرى للمهرجان، وهي الجائزة الأولى له خارج إيران، قد تأهل هذه السنة لتمثيل بلده في المسابقة الدولية لجوائز الأوسكار عن جائزة أحسن فيلم أجنبي. وتدور حكايته حول سائق سيارة أجرة، يقوم، في نهاية يوم من العمل الشاق، بمساعدة امرأة شابة ونقلها إلى المستشفى، لكن تحصل معه أمور كثيرة لم تكن في حسبانه. وشخصيتا الفيلم، المندرج في خانة الدراما الاجتماعية، هما مريم ورضا المختلفان عن غيرهما من الناس، وليس الأمر مجرد اختلاف بسيط، بل اختلاف كبير جدا، إذ عليهما أن يثبتا للآخرين أنه بإمكانهما حل مسألة التباين الكبير من خلال معجزة الحب. على صعيد آخر، شهد الحفل الختامي تكريم المخرج الفلسطيني ايليا سليمان، حيث تتبع الجمهور شريطا قصيرا من إعداد عبد الإله الجوهري، حول حياة ومسار هذا المخرج الذي اتسمت مواقفه ورؤاه بالسخرية والدعابة والاستهزاء من السلطات الإسرائيلية، التي اتُّهم إيليا بالتطبيع معها من قِبل بعض النقاد والصحافيين بمهرجان قرطاج، حين قدم في أحد أفلامه مشهد نوم أسرة فلسطينية بعد انتهاء بث التلفزيون وصعود العلم الإسرائيلي، وهو ما كان شاهدا عليه المدير الفني لمهرجان الرباط الناقد السينمائي حمادي كيروم، حسب ما أورده في كلمة في حق المحتفى به، قال فيها إن إيليا سليمان رد على منتقديه بأنه تحمل هذا العلم منذ سنة 1948، لكنهم لم يتحملوه أقل من خمس دقائق. وقال ايليا سليمان، الذي خصص له المهرجان لقاءين ضمن فعالياته بمناسبة تكريمه، بعد تسلمه درع المهرجان من يد عمدة مدينة الرباط، فتح الله ولعلو، «إن تكريمكم لي هذا هو تكريم للسينما الفلسطينية، وتعبير جميل منكم عن قلقكم على القضية الفلسطينية، ونحن لدينا كذلك قلق إبداعي سينمائي تجاه قضيتنا». وحضرت حفل الاختتام، الذي عرف تقديم كلمة لرئيسه ومديره عبد الحق منطرش شكر خلالها كل من شارك فيه من قريب أو بعيد، وجوه فنية سينمائية عربية ومغربية ودولية، بينها الفنان المصري هشام عبد الحميد، والمخرجون المغاربة: حسن بنجلون، والجيلالي فرحاتي، وعهد بنسودة، ونور الدين لخماري، ومحمد إسماعيل، والممثلون: ياسين أحجام وبشرى أهريس وإلهام واعزيز وماجيدة بنكيران، وآخرون.