اتهمت السيدة عليلو زبيدة طاقما تمريضيا بالمستشفى الجامعي محمد السادس بوجدة بالتسبب في وفاة ابنتها «لبنى الضبي»، وذلك على خلفية سقوطها من سرير متحرك كانت على متنه للخضوع لتصوير بالأشعة على مستوى الرأس بواسطة جهاز السكانير. وذكرت السيدة عليلو في شكاية استعجالية تتعلق بما أسمته «التهاون بأرواح الناس»، موجهة إلى وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بوجدة –تتوفر «الاتحاد الاشتراكي» على نسخة منها- بأنها عاينت سقوط ابنتها من «البياص» على الأرض عندما أخذها «طبيب وثلاثة من المساعدين له إلى جهاز السكانير»، وعندما حاولت الذهاب إليها لمعرفة ما حل بها منعت من ذلك إلى اليوم الموالي حيث وجدتها في غيبوبة مصابة بجرح غائر على مستوى الجبين ونزيف دموي من الأنف. وأكدت الأم المكلومة، التي قدمت رفقة ابنتها لبنى من مدينة فاس إلى وجدة لزيارة ابنتها الثانية، بأن الهالكة، قبل حادثة الوقوع بالمستشفى، كانت بصحة جيدة سوى بعض الآلام في الرأس التي تطلبت نقلها إلى المستشفى لإجراء تصوير بالأشعة قبل أن تتسلمها جثة هامدة. وتعود تفاصيل الحادثة -حسب محضر الدائرة العاشرة للأمن بوجدة - إلى الثانية صباحا من يوم 30 دجنبر 2015 حين أحست الهالكة المزدادة سنة 1987، بألم حاد على مستوى الرأس، ولكونها تعاني من مرض القصور الكلوي وتتابع علاجها بمستشفى الحسن الثاني بمدينة فاس، أخذتها والدتها على وجه السرعة إلى مستشفى الفارابي ومنه إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الجامعي محمد السادس من أجل فحصها وإعطائها الأدوية المناسبة لتخفيف آلام الرأس.المريضة تم الاحتفاظ بها في غرفة المراقبة بمستعجلات المستشفى الجامعي إلى غاية الحادية عشرة صباحا من نفس اليوم، ليتقرر نقلها إلى قسم الأشعة من أجل إجراء فحص لها على مستوى الرأس بواسطة جهاز السكانير، وبالفعل تم إخضاعها لذلك وتبين أن «صورة الأشعة غير واضحة ليتقرر إعادة إجراء فحص ثان حيث تم إدخالها من طرف الطاقم الطبي إلى قسم الإنعاش، وبقي باب الغرفة مفتوحا وكانت الأم تشاهد ابنتها فوق سرير طبي وفجأة شاهدتها تسقط من على متنه وشرع الممرض أو الطبيب الذي كان بالقرب منها في المناداة عليها وقام بعدها بإغلاق باب الغرفة». بعد 10 دقائق من ذلك – حسب المحضر دائما- شاهدتهم الأم يخرجونها على متن السرير الطبي وعاينت ضمادة طبية على مستوى الجبين، «فتعقبتهم وأدخلوها غرفة المراقبة، وبعد مرور 15 دقيقة توجهوا بها إلى قسم الإنعاش وبعد أن استفسرت الطاقم الطبي أفادوها أنه سيتم إجراء عملية جراحية بسيطة على مستوى الرأس»، وفي اليوم الموالي 31 دجنبر 2015، تم إخبارها بأن حالة ابنتها الصحية حرجة، وبقيت في قسم الإنعاش في حالة غيبوبة إلى غاية الإعلان عن وفاتها يوم 03 يناير 2016. وقد أصرت والدة الفتاة المتوفاة على متابعة الطاقم الطبي الذي كان يشرف على إجراء الفحص بالأشعة لابنتها لعدم استعماله القضبان الحديدية للسرير الطبي المتحرك اتقاء لمثل هذه الحوادث، وطالبت بفتح تحقيق وتحريك المسطرة القانونية في حادث سقوط ابنتها الذي عاينته بنفسها. هذا، وعلمت «الاتحاد الاشتراكي» بأن الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بوجدة، وبناء على المحضر المنجز من طرف الشرطة، أمر بإجراء تشريح على جثة الهالكة وتم انتداب الطبيب مدير مستشفى الفارابي بوجدة للقيام بذلك من أجل «بيان أسباب الوفاة، بيان طبيعة الجروح والإصابات وعلاقتها بأحداث الوفاة، وبيان الوسائل التي استعملت في ذلك»...