كشف التقرير السنوي لمنظمة «ترانسبارنسي» عن بلوغ الفساد في المغرب مستويات مرتفعة قذفت به إلى المرتبة 88 عالميا من بين 167 بلدا شملتها الدراسة. وحصل المغرب على ما مجموعه 36 نقطة من أصل 100 نقطة ممكنة، مسجلا تراجعا في التنقيط والترتيب معا مقارنة بنتائج العام الماضي، حيث كان تقرير السنة الماضية قد وضع المغرب في المرتبة 80 عالميا بما مجموعه 39 نقطة. وأدرجت المنظمة، التي يوجد مقرها في برلين، النتيجة التي حصل عليها المغرب ضمن النقط السوداء البارزة في تقرير هذا العام، حيث ذكرت أن جل البلدان تمكنت من المحافظة على تنقيطها وترتيبها، باستثناء خمسة بلدان عربية على رأسها المغرب، وتضم أيضا كلا من: مصر، ليبيا، سوريا وتونس. وعزا التقرير هذا التراجع بالدرجة الأولى إلى استشراء الفساد السياسي، الذي يظل تحديا كبيرا أمام هذه البلدان، علاوة على تنامي خطر تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، حيث إن العديد من الحكومات تتخذ من محاربة الإرهاب ذريعة لقمع الحريات المدنية والمجتمع المدني، وهو ما يؤدي، حسب المنظمة، إلى نتائج عكسية، إذ أن «مقاربة من هذا القبيل تعني أن شبكات الفساد تستمر في نشاطها بلا محاسبة، بل وتستخدم كمصدر مالي يقتات منه الإرهاب». وعلى الصعيد العالمي، تصدرت الدانمارك قائمة البلدان الأقل فسادا بما مجموعه 91 نقطة، تليها فنلندا (90)، السويد (89)، نيوزيلندا (88)، هولندا والنرويج (87)، سويسرا (86)، سنغافورة (85)، كندا (83)، ثم ألمانيا، اللكسمبورغ والمملكة المتحدة (81). وفي المقابل، جاءت ست دول عربية ضمن العشر الأواخر التي تتذيل الترتيب، وهي سوريا واليمن وكلتاهما في المرتبة 154 ب 18 نقطة، العراق وليبيا تتقاسمان المرتبة 161 ب 16 نقطة، السودان في المرتبة 165 ب 12 نقطة ثم الصومال في المرتبة 167 والأخيرة بثماني نقط.