الأزمي: لشكر "بغا يدخل للحكومة على ظهرنا" بدعوته لملتمس رقابة في مجلس النواب    أخبار الساحة    الدار البيضاء.. توقيف المتورط في ارتكاب جريمة الإيذاء العمدي عن طريق الدهس بالسيارة    تقديم «أنطولوجيا الزجل المغربي المعاصر» بالرباط    أجماع يعرض جديد حروفياته بمدينة خنيفرة        تقديم العروض لصفقات بنك المغرب.. الصيغة الإلكترونية إلزامية ابتداء من فاتح يناير 2025    أطباء القطاع العام يخوضون إضرابا وطنيا لثلاثة أيام مع أسبوع غضب    في الحاجة إلى تفكيك المفاهيم المؤسسة لأطروحة انفصال الصحراء -الجزء الثاني-    بووانو: حضور وفد "اسرائيلي" ل"الأممية الاشتراكية" بالمغرب "قلة حياء" واستفزاز غير مقبول        بمناسبة رأس السنة الأمازيغية.. جمهور العاصمة على موعد مع ليلة إيقاعات الأطلس المتوسط    فيديو "مريضة على نعش" يثير الاستياء في مواقع التواصل الاجتماعي    الكرملين يكشف حقيقة طلب أسماء الأسد الطلاق ومغادرة روسيا    المغرب-الاتحاد الأوروبي.. مرحلة مفصلية لشراكة استراتيجية مرجعية    الجزائريون يبحثون عن متنفس في أنحاء الغرب التونسي    نيسان تراهن على توحيد الجهود مع هوندا وميتسوبيشي    محمد صلاح: لا يوجد أي جديد بشأن مُستقبلي    تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة    سوس ماسة… اختيار 35 مشروعًا صغيرًا ومتوسطًا لدعم مشاريع ذكية    النفط يرتفع مدعوما بآمال تيسير السياسة النقدية الأمريكية    أسعار اللحوم الحمراء تحلق في السماء!    توقعات أحوال الطقس اليوم الإثنين    غضب في الجارة الجنوبية بعد توغل الجيش الجزائري داخل الأراضي الموريتانية    نادي قضاة المغرب…تعزيز استقلال القضاء ودعم النجاعة القضائية        بنما تطالب دونالد ترامب بالاحترام    "سونيك ذي هيدجهوغ 3" يتصدر ترتيب شباك التذاكر    تواشجات المدرسة.. الكتابة.. الأسرة/ الأب    تولي إيلون ماسك لمنصب سياسي يُثير شُبهة تضارب المصالح بالولايات المتحدة الأمريكية    أبرز توصيات المشاركين في المناظرة الوطنية للجهوية المتقدمة بطنجة    تنظيم كأس العالم 2030 رافعة قوية نحو المجد المغربي.. بقلم / / عبده حقي    شكاية ضد منتحل صفة يفرض إتاوات على تجار سوق الجملة بالبيضاء    تصنيف التنافسية المستدامة يضع المغرب على رأس دول المغرب العربي    إعلامية فرنسية تتعرض لتنمر الجزائريين بسبب ارتدائها القفطان المغربي    إدريس الروخ يكتب: الممثل والوضع الاعتباري    السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان    شركة Apple تضيف المغرب إلى خدمة "Look Around" في تطبيق آبل مابس.. نحو تحسين السياحة والتنقل    حكيم زياش يثير الجدل قبل الميركاتو.. الوجهة بين الخليج وأوروبا        الموساد يعلق على "خداع حزب الله"    اختتام أشغال الدورة ال10 العادية للجنة الفنية المعنية بالعدالة والشؤون القانونية واعتماد تقريرها من قبل وزراء العدل في الاتحاد الإفريقي    شركات الطيران ليست مستعدة للاستغناء عن "الكيروسين"    أنشيلوتي يشيد بأداء مبابي ضد إشبيلية:"أحيانًا أكون على حق وفترة تكيف مبابي مع ريال قد انتهت"    معهد "بروميثيوس" يدعو مندوبية التخطيط إلى تحديث البيانات المتعلقة بتنفيذ أهداف التنمية المستدامة على على منصتها    كيوسك الإثنين | إسبانيا تثمن عاليا جهود الملك محمد السادس من أجل الاستقرار    مواجهة نوبات الهلع .. استراتيجية الإلهاء ترافق الاستشفاء    إنقاذ مواطن فرنسي علق بحافة مقلع مهجور نواحي أكادير    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القضاء الفرنسي يرفض إلغاء تسجيلات ابتزاز صحافيين لجلالة الملك محمد السادس

رفضت محكمة الاستئناف بباريس أول أمس الثلاثاء طلب دفاع الصحافيين الفرنسيين إريك لوران وكاترين غراسيي المتهمين بابتزاز جلالة الملك الملك محمد السادس، القاضي بإلغاء التسجيلات الصوتية التي تكشف مطالبتهما بمبلغ مالي مقابل العدول عن نشر كتاب عن الملك.
وكان الصحافيان الفرنسيان قد اعتقلا في 27 غشت الماضي بتهمة ابتزاز العاهل المغربي واشتراط الحصول على 3 ملايين دولار مقابل عدم نشر كتاب عنه بدعوى أنه يتضمن أسرارا عنه وعن الأسرة الملكية.
وسبق وأن عبر إريك دوبورون مورتي، محامي المغرب في القضية عن تفاؤله بإدانة الصحافيين.
وذكر مورتي أن القضاء الفرنسي لن يقبل إلغاء التسجيلات، وقال "أنا واثق مما أقوله. الأمور واضحة والتسجيلات قانونية، وتمت بتنسيق مع السلطات الفرنسية، كما أن الوثيقة الموقع عليها من طرف الصحافيين هي وثيقة موثقة، وتمت بتنسيق مع النيابة العامة في مقاطعة باريس بفرنسا".
وقرر إريك موتيت محامي كاثرين غارسييه، اللجوء إلى محكمة النقض من أجل الطعن في رفض إلغاء التسجيلات الصوتية، باعتبار أن الصحافيين كانا يطالبان بإلغاء التسجيلات بذريعة أنها ليست دليلا على الابتزاز.
وكان دفاع الصحافيين الفرنسيين قد طعن في تسجيلات المحادثات التي دارت بينهما وبين محامي المغرب، هشام الناصري، والتي تم اعتمادها من أجل إثبات الابتزاز، مشيرا إلى أن "التسجيلات لم تكن واضحة، وجودة صوتها لم تكن جيدة".
واعتبر مورتي محامي المغرب أن "كل شيء موثق، بما في ذلك المكالمات الهاتفية التي تمت بين المسؤول بالديوان الملكي والصحافي، والتي من المؤكد أنها ستدين إريك لوران بالسجن حتى يعلم أن القانون فوق الجميع، حتى بالنسبة إلى الصحافيين مثله الذين حاوروا رؤساء الدول".
وأشار إلى أن "المغرب يريد حقه، ورد الاعتبار إلى ملكه الذي تعرض للابتزاز من طرف الصحافيين المذكورين. المغرب ليس خائفا من هؤلاء، ثم إن المعلومات التي كان ينوي نشرها كل من إريك لوران وكاترين غراسييه في كتابهما هي معلومات عادية ومعروفة لدى الشعب المغربي، وكلها تتمحور حول شركات في ملكية الملك وارتباطها بالاقتصاد المغربي".
وكانت الشرطة الفرنسية قد أوقفت في أغسطس الماضي الصحافي لوران بعد التحقيق معه حول شبهة ابتزاز المغرب. وتمت مواجهته حول تفاوضه مع محامي المغرب على مبلغ 3 ملايين دولار نظير عدم نشر الكتاب.
وأوقفت كذلك كاثرين غراسييه والتي يشتبه في تورطها في عملية الابتزاز نظرا لكونها شريكة لإريك لوران في تأليف الكتاب.
واتصل لوران بالديوان الملكي ليعلن أنه بصدد التحضير لنشر كتاب حول المغرب بمعية كاترين غراسييه، لكنه أعرب عن استعداده للتخلي عن ذلك مقابل تسليمه مبلغ ثلاثة ملايين دولار.
وقال المحامي المغربي والخبير في القانون الدولي، صبري الحو، في تصريح سابق ل?لعرب?، إن اعتقال لوران وإيداعه السجن على ذمة شكاية ملك المغرب، متوقف على عبارات الإشهاد والاتفاق بينه وبين المغرب.
وكان الصحافي الفرنسي إريك لوران قد أكد وجود صفقة مالية بينه وبين المحامي المغربي هشام الناصري مبعوث القصر الملكي الذي حل بباريس في 11 غشت المنصرم استجابة لطلبه "التحقق من معلومات" تهم العائلة الملكية ومرحلة ما بعد حكم الراحل الملك الحسن الثاني، يود تضمينها في كتاب حول المغرب كان من المقرر أن يصدر شهر يناير أو فبراير من السنة المقبلة.
وكشف إريك لوران، في حوار نشرته الصحيفة الفرنسية "لوموند" عن بعض مواضيع الكتاب، الذي بدأ ورفيقته الصحافية كاثرين غراسيي العمل حوله في مارس الماضي. وأشار في هذا الصدد، إلى أنه يتحدث عن فترة ما بعد وفاة الراحل المرحوم الملك الحسن الثاني وما اعتبره صراعات داخل الأسرة الملكية وأيضا تكاليف الحياة اليومية للأسرة الملكية.
وأوضح الصحافي الفرنسي، الذي أشار إلى أن الكتاب التحقيق، أخافه بالنظر لعواقبه غير المرتقبة، وأن معلومات من قبيل هاته حول الأسرة الملكية التي يمكن معها أن يكتشف المواطن المغربي حقائق حول الملك وأسرته والمحيط الملكي، لا يمكنها أن تطيح بالنظام الملكي في المغرب، بل خلق اهتزاز في العلاقة بين المواطنين والملكية وتقليص ما تبقى من هامش الثقة بينهما.
واعترف إريك لوران ضمنيا في أجوبته في حوار ل"لومند" بمغامرة الابتزاز والمساومة التي اقترفها ضد المغرب مقابل عدم نشر كتاب قيد الإعداد، واستطرد مدافعا عن نفسه، أن هشام الناصري، محامي القصر الملكي، الذي كلف بمتابعة موضوع الاتصال الهاتفي للقصر في 13 من يوليوز الماضي، هو من اقترح الصفقة، وقال لي: " في حقيقة الأمر ليس كتابا ما نأمل أن ينشر" قبل أن يضيف "قد يكون بالإمكان أن نتصور أجرا، أو صفقة مقابل التراجع عن الكتاب".
ونفى الصحافي الفرنسي إريك لوران، المتهم بمحاولة ابتزاز المغرب، والذي اختار أن يدافع عن نفسه و زميلته كاثرين غراسيي رفيقته في تأليف كتاب يتضمن معلومات يعتقد أنها مسيئة لجلالة الملك محمد السادس، أن تكون التسجيلات الصوتية تتضمن أي رغبة مني في ابتزاز الملك عبر أحد محاميه، موضحا أنه لو كان يرغب في دخول مرحلة الابتزاز لطلب إبعاد هاتف المحامي المغربي (في وضعية تسجيل) من على طاولة النقاش.
وأشار إريك لوران إلى أن موافقته على اقتراح بينه وبين المحامي المغربي هشام الناصري لبلوغ اتفاق مالي كان بالأساس لدافع شخصي، وهو يستحضر وضع زوجته الصحي السيء للغاية والمرحلة الصعبة التي تجتازها، كما أن موافقته نبعت من رغبته في أن لا" يمس باستقرار المغرب". وقال إنه وافق لحساسية الموضوع، إذ بالرغم من كل التحفظات التي يمكن تسجيلها بخصوص الملكية في المغرب، "لا أود أن أرى قيام جمهورية إسلامية فوق ترابها".
وقال إريك لوران إن المحامي المغربي، الذي كان يستعمل مصطلحات من قبيل "صفقة"، "التخلي" و"اتفاق مكتوب"، كان على طول اللقاءات الثلاثة يعبر عن إصراره على الوصول الى مصادر المعلومات التي يستند إليها الكتاب، الأمر الذي رفضه الصحافي الفرنسي وزميلته كاثرين غراسيي خوفا من أن سقوطهم في التشكيك بمهنيتهم والتسبب في الإضرار بمصادرهم.
وجدد اريك لوران الذي وجهت إليه التهمة السبت إثر شكوى رفعها المغرب، الأمر ذاته على إذاعة " ار تي ال" الأمر حين قال "لست من جاء بهذا الاتفاق المالي واقترحه"، موضحا أنها كانت "صفقة خاصة".
وأكد "هذا كتابي ... هذا عملي ويحق لي أن أنشره أو لا أنشره"، مضيفا "لم ألزم الحذر، لكنني لم أكن أتصور إلى أي حد كانوا عازمين الإيقاع بنا".
من جهتها قالت الصحافية كاترين غراسييه في مقابلة نشرتها صحيفة لو باريزيان "لم أرغب يوما في ابتزاز أي كان" مؤكدة "وقعت في فخ".
ووجهت التهمة رسميا إلى الصحافيين بمحاولة ابتزاز المملكة المغربية، بعد تخليهما عن تأليف كتاب يتضمن معلومات يعتقد أنها مسيئة للملك محمد السادس لقاء مليوني يورو.
وبررت غراسييه قبولها بالمبلغ المالي ب"لحظة ضعف"، مؤكدة أنها "قطعت على نفسها عهدا بأن يصدر الكتاب". وحذرت بأنه "كارثي" للعائلة المالكة.
ويشتبه بأن إريك لوران وكاترين غراسييه حاولا الحصول على أموال لقاء التخلي عن كتاب يعدانه حول الملك محمد السادس ويتضمن معلومات يعتقد أنها مسيئة له. وجرت عدة لقاءات حول المسألة بينهما وبين ممثل عن المغرب هو محامي مغربي، تحت مراقبة الشرطة التي أبلغتها الرباط بالمسألة.
وكانت الأسبوعية الفرنسية (لوجورنال دو ديمانش) نشرت مقتطفات من التسجيلات التي تدين الصحافيين إريك لوران ، وكاثرين غراسيي، المتهمين بمحاولة ابتزاز المغرب.
في ما يلي التسجيلات التي بحوزة المحكمة، والتي تمكنت مجلة »لوبس« من الاطلاع عليها مصحوبة في بعض المقاطع بملاحظة "غير مسموع"، لكنها تسمح بوضوح برسم الموضوع المحوري للابتزاز:
هل هناك خيط ناظم لهذا الكتاب؟ يسأل محامي المملكة المغربية هشام الناصري، الصحفيين الجالسين أمامه يوم 28 غشت الماضي بمقصف فندق رافاييل بباريس، كان ذلك ثالث لقاء. أخذوا قهوة، وبعد عشرين دقيقة طلبوا كأسي ماء. إذا «كتابكم يتضمن مجموع العناصر التي ذكرتم للتو؟» يسأل المحامي بإصرار. كاترين غراسيي تدعو زميلها إريك لوران للكلام قائلة: »أعتقد أن إريك يمكن أن يطلعك على العنوان«"سيكون"» قضية عائلات، يقول لوران.
وتضيف غراسيي«"صراعات على الإرث".. كل شيء بدأ مع وفاة الحسن الثاني.. التوترات المتزايدة داخل العائلة، أسباب هذه التوترات ..، مشاكل شخصية وسياسية واقتصادية... وتؤكد أنها تعطي انطباعاً... كارثياً بالنسبة للمملكة المغربية.
يسأل المحامي الناصري بنبرة "سذاجة خادعة"، أنتم المتمكنون من هذه المعلومة، ما هو أثر مثل هذا الكتاب؟ يرد إريك لوران بلغة الواثق "مدمر... مدمر".
عندما كان الصحافيان يتحدثان عن محامي المغرب، لم يكن الكتاب قد أنجز بعد. لكن الأبحاث والتحقيقات المتعلقة به، كانت قد انتهت حسب أقوالهما. والمحادثات الطويلة، والودية إلى حد كبير، كانت تشير إلى لائحة فصول الكتاب المفترضة.
هشام الناصري، محامي المملكة المغربية قام بتسجيل هذه المحادثات مع الصحفيين إريك لوران وكاترين غراسيي. هذه القضية بدأت باتصال هاتفي لإريك لوران بالقصر الملكي بالرباط يوم 23 يوليوز في حدود الساعة الثانية بعد الزوال. بالهاتف أكد المتحدث أنه يتوفر على «معلومات غاية في الأهمية وحساسة جداً يريد أن يخبر بها السكرتير الخاص لجلالة الملك».
والصحفي ليس شخصية غير معروفة في المغرب. فبعد أن ألَّف كتابين عبارة عن حوارات أجراها مع الحسن الثاني، أنجز رفقة كاترين غراسيي "الملك المفترس" (Le roi Predateur) وهو عبارة عن تحقيق بلهجة هجومية واضحة ضد ملك المغرب محمد السادس.
في عز الصيف، أخذت هذه المكالمة على محمل الجد. هشام الناصري أكد لرجال الشرطة أنه باستمرار، يتصل الصحافيون بمصالح القصر من أجل أخذ موعد أو معلومات أو ردود فعل حول أحداث. لكن على الفور، كانت مبادرة السيد لوران مختلفة. كان متحفظاً جداً للحديث عن هدف مبادرته... كل هذا بدا لي مشبوهاً.
وحسب روايته، فقد كان السيد لوران ملحاحاً فيما يتعلق بالطابع "الاستعجالي" للقاء.
سيتم عقد ثلاثة لقاءات: اللقاءان الأولان عقدا بين هشام الناصري وإريك لوران فقط. والتحقت بهما كاترين غراسيي في اللقاء الثالث يوم 28 غشت، وهو اللقاء الذي سجلت وقائعه من طرف هشام الناصري مثل اللقاءين الأولين. اللقاء كان مفترضاً أن يتم في فندق بينانسولا بشارع كليبير. لكن في آخر لحظة، أصرت الصحافية كاترين غراسيي على أن يعقد اللقاء في فندق رافاييل القريب مبررة ذلك، كما قالت، برغبتها في عدم رؤية أو مصادفة أشخاص لا تريد لقاءهم... كما بررت ذلك هاتفياً لهشام الناصري الذي سجل المكالمة، وهو ما يعني بالواضح أن الصحافية كانت تعتبر أن فندق بينانسولا مليء برجال المخابرات. لكنها كانت تجهل أنه في مقصف الفندق، كان يجلس رجال شرطة يراقبون الثلاثي. لقد كانوا قد انتقلوا بدورهم من فندق بينانسولا إلى فندق رافاييل.
كان قد سبق للصحافية كاترين غراسيي وهشام الناصري ان التقيا في ظروف مغايرة تماماً. كان ذلك في أبريل الماضي. بالغرفة 17 بمحكمة باريس حيث كان يتابع الصحافي المغربي أحمد بنشمسي من طرف الكاتب الخاص لمحمد السادس، بتهمة القذف في قضية مالية غامضة. وكانت الصحافية الفرنسية مدعوة للشهادة لفائدة زميلها بنشمسي. وفي فندق رافاييل، انطلق الحديث بين الأطراف بإثارة هذا اللقاء الأول بالمحكمة: «أنا سعيدة للقائك في أجواء أخرى»، قالت غراسيي، لتلطيف الأجواء.
وبعد تبادل أحاديث عادية حول الطقس في باريس، تطرق المجتمعون لصلب الموضوع. كان هشام الناصري هو من فتح الحديث. كان يريد معرفة المزيد حول محتوى الكتاب «"الشخص الذي كلفني بلقائكما قال لي، «إما أن نصل إلى اتفاق اليوم، أو نوقف كل شيء. إما أن لديكم أشياء جدية، نتحدث عنها اليوم، ونصل إلى اتفاق .. وإما أعود إلى الدار البيضاء، وبعد ذلك، نتحمل العواقب»". تكلفت كاترين غراسيي بالرد "«تعرفون، بالنسبة للصحفيين مثل هذه القضايا معقدة، لأن مصادر الخبر مقدسة لدينا»".
وإذا كانت ترفض الكشف عن الوثائق التي بحوزتها، فإنها وافقت مع ذلك، على الكشف عن جزء من محتواها. زعمت أنها حصلت على وثائق مؤكدة من «مصالح المخابرات الفرنسية، وبالضبط من المديرية العامة للأمن الخارجي (DGSE)... (هذه الأخيرة نفت أي تسريب)، ويتعلق الأمر، حسب زعمها بالخصوص، بوثيقة حول تصريحات لأحد المستشارين المقربين من الملك خلال عشاء بدولة الإمارات العربية المتحدة، وقد تم تسجيل هذا الحوار، «كان هناك جاسوس على مائدة العشاء»، تقول غراسيي ويتساءل المحامي.
كيف لمثل هذا الحديث أن يكون موضوع رسالة من المخابرات الفرنسية!؟
وتزيد كاترين غراسيي انكم محاصرون واقولها لكم بصراحة.. انكم محاصرون انكم محاصرون؟ ".
على مائدة مقصف رافاييل، كان ممثل المغرب ينصت باهتمام. وكان الصحفيان يزيدان الضغط. ليس هذا كل شيء! حول الجزء المتعلق بالعائلة هناك. يقول اريك لوران الخلافات تضيف كاترين. ولكن بالخصوص" مشكل الكوكايين" حيث زعمت انه تم ضبط حقيبة دبلوماسية تحتوي على 50 كلغ من المخدرات بمطار أورلي سنة 2010 وتم طمس القضية. لكن الصحفيين يزعمان انهما حصلا على تقرير الشرطة.
واخيرا، وهذا أحد الاجزاء الاساسية من المحادثات يتعلق الامر بالمكتب الشريف للفوسفاط. الذي يشتغل حسب الصحفيين، كصندوق اسود للعائلة الملكية، وايضا حسابات بنكية في الخارج باسم ملك المغرب. وكانت صحيفة «لوموند» قد كشفت ان محمد السادس من بين زعماء بنك hsbc بحساب يصل الى حدود 7,9 مليون اورو. ويضيف لوران «العائلة انحرافات العائلة.. تجاوزات العائلة.. نوع من الافلات من العقاب. ما يخص النزوات.. مستوى العيش، يضيف لوران.
هل هذه السلسلة من "الاسرار" تستحق 2 مليون اورو؟ يوم 27 غشت، تم اعتقال الصحفيين في بهو فندق رافاييل وكل واحد منهما يحمل في جيبه مبلغ 40 الف اورو. كان ذلك تسبيقا من 2مليون اورو مبلغ الصفقة الاجمالي المتفق عليه.. وهما اليوم متابعان قضائيا بتهمة الابتزاز.. لكن المعركة القضائية لم تنته بعد. من يقف فعلا وراء هذه الصفقة المثيرة. هل اراد الصحفيان فعلا مقايضة صمتهما بالمال؟ ام هما ضحية مؤامرة مدبرة من طرف المغرب اشرطة المحادثات التي تمت ترجمتها. والتي تبقى غير مسموعة بشكل جيد في مقاطع حاسمة لا تسمح بالجواب بدقة عن هذه الاسئلة.
محامي اريك لوران الاستاذ وليام بوردون ندد بما أسماه مؤامرة دبرها طرف خاص لفائدة دولة أجنبية بمساعدة الشرطة والادعاء بباريس. فخ نصب "حوار بين اريك لوران وهشام الناصري استحوذ على النقاش، ثم خلال لقائهما الاول يوم 11 غشت بفندق روايال مونسو. بعد نصف ساعة، اتسمت فكرة الاتفاق.. من خلال نقاش متقطع "اذا بالنسبة لكم، انتم في التصورا ذا معاملة(...) مقابلها تلتزمون رفقة السيدة غراسيي بنسيان، نسيان مطلق الحديث عن كل ما يمكن ان يمس من قريب او بعيد.."،بعد ذلك يظهر الحديث الحاسم المضمن في التقرير.
"ما الذي يهمهم؟ (يبدو ان الصحفي كان يكتب شيئا ما)
- 3000 اورو بالدرهم او(..)".
هذا النسخ اكثر غموضا من الصيغة الاصلية التي قدمها محامي المغرب، الفرنسي اريك ديبون موريتي ففي حديث على قناة RTL وفي صحيفة "لوجورنال دوديمانش" أشار المحامي إلى حوار أكثر وضوحا،
ماذا تريدون؟ يسأل الصحفي.
أريد ثلاثة
ثلاثة ماذا؟ ثلاثة آلاف، يسأل المحامي
- لا. ثلاثة ملايين
- ثلاثة ملايين درهم؟
لا. ثلاثة ملايين اورو
وتبقى معرفة ما اذا كانت هذه »"الاسرار"« اذا كانت موجودة فعلا، ستنشر ذات يوم. ومنذ اتهامهما تعهد الصحفيان بذلك. لكن دار النشر لوسوي اعلنت انها لن تنشر الكتاب معتبرة ان الثقة اصبحت معدومة، وبإمكان الصحفيين ان يقترحا نشره من طرف دار نشر اخرى شريطة دفع تعويض لدار النشر لوسوي التي ترفض الكشف عن المبلغ المتفق عليه في البداية بخصوص هذا "الكتاب المدمر"إلى هذه الدرجة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.