أكد الصحافي الفرنسي إريك لوران وجود صفقة مالية بينه وبين المحامي المغربي هشام الناصري مبعوث القصر الملكي الذي حل بباريس في 11 غشت المنصرم استجابة لطلبه "التحقق من معلومات" تهم العائلة الملكية ومرحلة ما بعد حكم الراحل الملك الحسن الثاني، يود تضمينها في كتاب حول المغرب كان من المقرر أن يصدر شهر يناير أو فبراير من السنة المقبلة. وكشف إريك لوران، في حوار نشرته الصحيفة الفرنسية "لوموند" عن بعض مواضيع الكتاب، الذي بدأ ورفيقته الصحافية كاثرين غراسيي العمل حوله في مارس الماضي. وأشار في هذا الصدد، إلى أنه يتحدث عن فترة ما بعد وفاة الراحل المرحوم الملك الحسن الثاني وما اعتبره صراعات داخل الأسرة الملكية وأيضا تكاليف الحياة اليومية للأسرة الملكية. وأوضح الصحافي الفرنسي، الذي أشار إلى أن الكتاب التحقيق، أخافه بالنظر لعواقبه غير المرتقبة، وأن معلومات من قبيل هاته حول الأسرة الملكية التي يمكن معها أن يكتشف المواطن المغربي حقائق حول الملك وأسرته والمحيط الملكي، لا يمكنها أن تطيح بالنظام الملكي في المغرب، بل خلق اهتزاز في العلاقة بين المواطنين والملكية وتقليص ما تبقى من هامش الثقة بينهما. واعترف إريك لوران ضمنيا في أجوبته في حوار ل"لومند" بمغامرة الابتزاز والمساومة التي اقترفها ضد المغرب مقابل عدم نشر كتاب قيد الإعداد، واستطرد مدافعا عن نفسه، أن هشام الناصري، محامي القصر الملكي، الذي كلف بمتابعة موضوع الاتصال الهاتفي للقصر في 13 من يوليوز الماضي، هو من اقترح الصفقة، وقال لي: " في حقيقة الأمر ليس كتابا ما نأمل أن ينشر" قبل أن يضيف "قد يكون بالإمكان أن نتصور أجرا، أو صفقة مقابل التراجع عن الكتاب". ونفى الصحافي الفرنسي إريك لوران، المتهم بمحاولة ابتزاز المغرب، والذي اختار أن يدافع عن نفسه و زميلته كاثرين غراسيي رفيقته في تأليف كتاب يتضمن معلومات يعتقد أنها مسيئة لجلالة الملك محمد السادس، أن تكون التسجيلات الصوتية تتضمن أي رغبة مني في ابتزاز الملك عبر أحد محاميه، موضحا أنه لو كان يرغب في دخول مرحلة الابتزاز لطلب إبعاد هاتف المحامي المغربي (في وضعية تسجيل) من على طاولة النقاش. وأشار إريك لوران إلى أن موافقته على اقتراح بينه وبين المحامي المغربي هشام الناصري لبلوغ اتفاق مالي كان بالأساس لدافع شخصي، وهو يستحضر وضع زوجته الصحي السيء للغاية والمرحلة الصعبة التي تجتازها، كما أن موافقته نبعت من رغبته في أن لا" يمس باستقرار المغرب". وقال إنه وافق لحساسية الموضوع، إذ بالرغم من كل التحفظات التي يمكن تسجيلها بخصوص الملكية في المغرب، "لا أود أن أرى قيام جمهورية إسلامية فوق ترابها". وقال إريك لوران إن المحامي المغربي، الذي كان يستعمل مصطلحات من قبيل "صفقة"، "التخلي" و"اتفاق مكتوب"، كان على طول اللقاءات الثلاثة يعبر عن إصراره على الوصول الى مصادر المعلومات التي يستند إليها الكتاب، الأمر الذي رفضه الصحافي الفرنسي وزميلته كاثرين غراسيي خوفا من أن سقوطهم في التشكيك بمهنيتهم والتسبب في الإضرار بمصادرهم. وجدد اريك لوران الذي وجهت إليه التهمة السبت إثر شكوى رفعها المغرب، الأمر ذاته على إذاعة " ار تي ال" الأمر حين قال "لست من جاء بهذا الاتفاق المالي واقترحه"، موضحا أنها كانت "صفقة خاصة". وأكد "هذا كتابي ... هذا عملي ويحق لي أن أنشره أو لا أنشره"، مضيفا "لم ألزم الحذر، لكنني لم أكن أتصور إلى أي حد كانوا عازمين الإيقاع بنا". من جهتها قالت الصحافية كاترين غراسييه في مقابلة نشرتها صحيفة لو باريزيان الاثنين "لم أرغب يوما في ابتزاز أي كان" مؤكدة "وقعت في فخ". ووجهت التهمة رسميا ليلة الجمعة السبت في باريس إلى الصحافيين بمحاولة ابتزاز المملكة المغربية، بعد تخليهما عن تأليف كتاب يتضمن معلومات يعتقد أنها مسيئة للملك محمد السادس لقاء مليوني يورو. وبررت غراسييه قبولها بالمبلغ المالي ب"لحظة ضعف"، مؤكدة أنها "قطعت على نفسها عهدا بأن يصدر الكتاب". وحذرت بأنه "كارثي" للعائلة المالكة. ويشتبه بأن إريك لوران وكاترين غراسييه حاولا الحصول على أموال لقاء التخلي عن كتاب يعدانه حول الملك محمد السادس ويتضمن معلومات يعتقد أنها مسيئة له. وجرت عدة لقاءات حول المسألة بينهما وبين ممثل عن المغرب هو محامي مغربي، تحت مراقبة الشرطة التي أبلغتها الرباط بالمسألة. وكانت الأسبوعية الفرنسية (لوجورنال دو ديمانش) نشرت مقتطفات من التسجيلات التي تدين الصحافيين إريك لوران ، وكاثرين غراسيي، المتهمين بمحاولة ابتزاز المغرب. وحصلت الأسبوعية على تسجيلات للأحاديث التي دارت بين الصحافيين، ومحام يمثل المغرب، خلال اللقاءات الثلاثة التي قدم فيها إيريك لوران وكاثرين غراسيي (التي حضرت فقط خلال اللقاء الثالث)عرضا بالالتزام بالتخلي عن مشروع إنجاز كتاب حول المغرب، وبعدم كتابة أي شيء عن المغرب، مقابل مليوني يورو. وذكرت الأسبوعية بأن هذا السلوك أدى إلى توجيه تهمة " المساومة والابتزاز" لهذين الصحافيين، ووضعهما رهن المراقبة القضائية، واصفة ما أقدما عليه ب"التصرف الأحمق". وأوردت الأسبوعية، استنادا إلى هذه التسجيلات، تفاصيل اللقاء الأول الذي جرى يوم 11 غشت بين إيريك لوران ومحامي المغرب، الذي سجل الحديث قبل وضعه رهن إشارة الشرطة. وأضافت الأسبوعية أن إيريك لوران قدم خلال هذا اللقاء عرضا بثلاثة ملايين يورو مقابل صمته وزميلته كاثرين غراسيي، مشيرة إلى أنه تم تحديد موعد آخر في 21 غشت، تم خلاله التطرق إلى مواضيع مرتبطة بالمغرب. وتابعت الأسبوعية أنه تم عقد لقاء ثالث يوم 27 غشت، بحضور كاثرين غراسيي هذه المرة، مبرزة أن محامي المغرب طلب هذه المرة من الصحافيين المتهمين، قبل تسليمهما مبلغ 80 ألف يورو، تحرير اتفاق، ورسالة تعاقدية، يلتزمان من خلالها بعدم كتابة أي شيء عن المغرب. وخلصت الأسبوعية إلى أنه بعد مفاوضات اتفق الطرفان على مبلغ مليوني يورو (مليون لكل واحد من الصحافيين)، ليتم إلقاء القبض عليهما من قبل الشرطة لدى خروجهما من مكان اللقاء، وبحوزتهما المبلغ المسلم لهما.