في إطار التنشيط الثقافي «لحاضرة المحيط» نظم نادي القلم المغربي - فرع آسفي- يوم الخميس 21 يناير 2016 بالخزانة الجهوية لقاء أدبيا رفيعا لتدارس أهم القضايا والإشكالات التي طرحها الناقد المغربي الأستاذ إدريس الخضراوي في كتابه الموسوم ب: «الرواية العربية وأسئلة ما بعد الاستعمار» الصادر عن دار رؤية للنشر بالقاهرة سنة 2012، وقد انطلق أشغال هذا اللقاء ابتداء من السابعة والنصف مساء، حيث افتتح هذه الأمسية الأستاذ والناقد شكيب عبدالرحمان، رئيس الجلسة، مرحبا بالحضور الغفير الذي غصت به جنبات القاعة، ووضّح السياق الثقافي والأدبي الذي يندرج فيه هذا المولود النقدي الجديد لإدريس الخضراوي، ثم عرّف بهذا الأخير مبرزا أهم المحطات التكوينية والإنتاجات الأدبية لضيف الأمسية. وتم بعد ذلك تقديم مداخلتين، فكانت المداخلة الأولى للأستاذ نعيم حيداوي الذي قدّم قراءة وصفية أجمل فيها مختلف مكونات الكتاب النقدي المدروس وتدرج عبر فصوله الثلاثة للوقوف عند أهم القضايا التي تناولها الناقد، مبرزا الخلفية النقدية الثقافية للدراسة، وموضحا عناصر الجدة في التناول السردي للمؤلف باعتباره يتوقع في النقد المضاد للطرح الاستعماري، فكانت التيمة الأكثر تناولا وحضورا في هذه الدراسة الصراع بين الأنا والآخر بغية تفكيك المركزية الغربية والصورة النمطية عن الإنسان الشرقي. وفي المداخلة الثانية التي قدمها الأستاذ والناقد عبدالرزاق المصباحي والتي كانت موسومة بعنوان «النسقية في المشروع العلمي للخضراوي» بين من خلالها مدى انسجام وتكامل مختلف الدراسات النقدية للسرد العربي عند هذا الناقد المغربي باعتباره ينطلق من رؤية نقدية حداثية تتأسس على مداخل النقد الثقافي ذي المرجعيات الأنجلوسكسونية رغبة منه في تجاوز الانغلاق الذي سقط فيه النقاد الفرنسيين في العصر الحديث. ومَوقّع المصباحي كتاب « الرواية العربية وأسئلة ما بعد الاستعمار» في النسق العام الذي يشيده الخضراوي بالتدريج انطلاق من مختلف الدراسات المنشورة والمرتقب نشرها قريبا، منطلقا من المقارنة بين المشروع الثقافي لكل من الخضراوي والناقد السعودي عبدالله غدامي. وبعد ذلك ألقى الناقد إدريس الخضراوي كلمة عبر فيها عن سعادته بهذا اللقاء وبين فيها أهم الانشغالات الثقافية والنقدية التي ترهن النقد العالمي من جهة والعربي من جهة ثانية داعيا إلى الانفتاح على مقاربات نقدية مختلفة من شأنها أن تسهم بشكل أو بآخر في الارتقاء بالممارسة النقدية العربية وانضاجها خاصة منها الدراسات الثقافية والنقد الثقافي. وزادت مداخلات الحضور من أساتذة وطلبة ومهتمين بالشأن الثقافي من حرارة النقاش وفتحت الباب للتواصل الثقافي المفتوح مع مختلف المتدخلين لاستكناه بعض المفاهيم النقدية وتوضيح أخرى.