صدر حديثا عن دار توبقال للنشر بالدارالبيضاء، كتاب جيل دولوز بعنوان «سبينوزا .. فلسفة عملية»، ترجمة الباحث المغربي عادل حدجامي. والكتاب الواقع في 158 صفحة من القطع المتوسط يندرج ضمن سلسلة المعرفة الفلسفية التي دأبت الدار على إصدارها في إطار التعريف بنصوص فلسفية مغربية وأجنبية، أصيلة ومترجمة. ويتضمن الكتاب جملة من الدراسات التي تستنطق سيرة حياة سبينوزا وتطور أفكاره ومفاهيمه المثيرة للجدل، كما تتناول بالتحليل جملة من أشهر تآليفه. ويتطرق الفصل الأول الى حياة سبينوزا، ويتمحور الفصل الثاني حول «الفرق بين الإيتيقا والأخلاق» بينما يحمل الفصل الثالث عنوان «رسائل حول مسألة الشر: (مراسلات مع بلينبيرغ)». وفي الفصل الرابع يقارب الكتاب «معجم المفاهيم الاساسية للإيتيقا»، ليعرج في الفصل الخامس على «تطور سبينوزا» (حول عدم اكتمال «رسالة في إصلاح العقل»)، مختتما بفصل سادس بعنوان «نحن وسبينوزا». ومما ورد في ظهر غلاف الكتاب تقديما لأهمية الانكباب على تراث الفيلسوف اسبينوزا: «هناك بالأحرى شيء خاص غريب مميز لسبينوزا، هناك شيء يبدو وكأنه لم يحققه أحد غيره، فهو فيلسوف يمتلك آلة مفاهيمية استثنائية ودقيقة للغاية، آلة منهجية علمية، لكنه في نفس الوقت الفيلسوف الذي يتيح، الى أقصى حد، أن نلتقي به مباشرة دون سابق إعداد، الى درجة أن بامكان غير الفيلسوف أو الشخص الذي لم يحصل أي ثقافة أن يتلقى ضوءا مباشرا منه ك «البرق». الأمر وكأننا نكتشف بأننا سبينوزيون فنحس ونحن نبلغ الى قلب فلسفة سبينوزا، انه يشدنا ويسحبنا ببطء الى هذا النسق والتركيب». ويذكر أن الكتاب الأصلي لجيل دولوز صدر عام 1981 عن دار نشر «مينوي». وقد شرع عادل حدجامي في هذه الترجمة «سبينوزا فلسفة عملية» (دار توبقال للنشر 2016)، منذ ثلاث سنوات تقريبا وعمل خلال السنتين الاخيرتين على تنقيح الترجمة لمنح القارئ العربي فرصة اللقاء المباشر مع فكر وفلسفة سبينوزا دون وسيط. كما سبق لحدجامي أن تطرق في كتابه «جيل دولوز، عن الوجود والاختلاف»، والصادر عن نفس الدار والحائز على جائزة الشيخ زايد سنة 2013 في صنف الاطروحة الجامعية، للمفاهيم المركزية في فلسفة دولوز عموما وسبينوزا في جزء منه مثل: الهوية والاختلاف، التاريخ والعقل والوعي.