غاب الأداء الفاعل والفرجة والإثارة والتشويق خلال تسعين دقيقة من مباراة القمة التي جمعت بين المنتخب المغربي ونظيره الغابوني برسم الجولة الأولى من منافسات المجموعة الأولى ضمن النسخة الرابعة لبطولة إفريقيا للاعبين المحليين لكرة القدم (رواندا 2016)، التي جرت يوم السبت على أرضية ملعب أماهورو بكيغالي وانتهت بلا غالب ولا مغلوب (0-0). وكانت بداية المباراة خجولة واتسمت بالحيطة والحذر من كلا الجانبين اللذين تعاملا معها بما يلزم من الجدية والحزم مع فرض حراسة صارمة على مفاتيح اللعب في الفريقين . ولم يظهر الفريق المغربي بنفس الصورةالتي ظهر بها في إقصائيات شمال إفريقيا حيث اكتسح جميع منافسيه وتصدر ترتيب مجموعته بعد تحقيقه العلامة الكاملة في جولة الإياب بتونس بتسجيله فوزين الأول على ليبيا (4-0) والثاني على نسور قرطاج (3-2) ، وذلك نظرا لتفوق المنتخب الغابوني بدنيا ونجاحه في سد جميع المنافذ وفرض رقابة لصيقة على حاملي الكرة وبالخصوص الهداف عبد العظيم خضروف وعبد السلام بنجلون. ودخلت عناصر المنتخب المغربي في الشوط الثاني وهي أكثر عزما وإصرارا على تقديم الأفضل وخلقت من أجل ذلك مجموعة من المحاولات كانت تضيع بطريقة ساذجة إما بسبب التسرع أو تدخلات المدافعين الذين كانوا سدا منيعا إلى جانب حارس المنتخب الغابوني الذي يعود له الفضل في هذه النتيجة. وكان حضور المنتخب المغربي قويا في هذا الشوط وبدا أن طموحه لم يكن يتوقف عند التعادل بل كان يسعى بشكل حثيث لكسب المباراة، لكنه وجد أمامه منتخبا عنيدا ومتراصا دخل المباراة من أجل انتزاع النقاط الثلاث. وعرفت الدقائق الأخيرة من المباراة سيطرة مطلقة للمنتخب الوطني الذي ضغط بكل قوة على المعترك الغابوني في محاولة لتسجيل هدف الفوز غير أنه وجد استماتة كبيرة في الدفاع . ومن أجل محو الصورة الباهتة التي ظهر بها في هذه المباراة وإعادة الأمل في التأهل إلى الدور الثاني، سيكون لزاما على المنتخب الوطني الفوز في المباراتين المتبقيتين الأولى على منتخب كوت ديفوار يوم 20 يناير، و الثانية على منتخب البلد المضيف رواندا يوم 24 من نفس الشهر لتصدر المجموعة والبقاء في كيغالي حيث يوجد أفضل ملعب في رواندا والذي يتوفر على عشب طبيعي عكس باقي الملاعب المكسوة بعشب اصطناعي ويصعب اللعب على أرضيتها.