ذكرت مصادر حسنة الاطلاع، أن داء»الليشمانيا» الجلدي مازال «ينتشر» بجماعة أولاد سيدي عبد الحاكم دائرة عين بني مطهر إقليمجرادة، بوتيرة مقلقة، بحيث أن تعداد المصابين تجاوز سقف 100 الحالة بين مدنيين وعسكريين من عناصر الحرس الحدودي المغربي المرابطين بالمنطقة جراء هذا الوباء، بينها 10 إصابات سجلت في صفوف عناصر المخزن المتنقل. ويذكر أن مناطق بعينها ك»المنكوب» و»حبارة» والدوغمانية باتت بؤرة لاستفحال هذه الظاهرة المرضية التي تصيب مستويات مختلفة من جسم الإنسان على شكل ندبة أو طفح جلدي تحدث تشوهات خطيرة خاصة بالوجه والأطراف. مهتمون عزوا انتشار داء «الليشمانيا» إلى تناسل ما يسمى ب»فأر الرمل» المتواجد بكثرة بالمنطقة يحمل فيروسا ينقل إلى الإنسان عبر حشرات طائرة تسمى «الفلبوطوم» التي تتخذ من مستنقعات واد «أوزين» بتراب جماعة أولاد سيدي عبد الحاكم، مرتعا خصبا لها على الرغم من اعتماد وسائل الإبادة والتطهير التي لم تؤت أكلها على النحو المأمول. ويذكر أن دورية تابعة للمركز الصحي بعين بني مطهر تقوم بحملة طبية مضادة من خلال دوريات متحركة بعين المكان، وأخرى ثابتة بالمركز الاستشفائي باستقبال المصابين الوافدين من جماعة أولاد سيدي عبد الحاكم وتطعيمهم بلقاحات خاصة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. مصادر مقربة من المركز الصحي أكدت أنها استطاعت التقليص من اتساع دائرة الإصابات بعد تماثل الكثيرين للشفاء. وفي سياق متصل، أكد متتبعون أن مدينة عين بني مطهر، تشهد وضعا بيئيا كارثيا، خاصة وسط المدينة وضواحيها، حيث تتجمع مطارح الأزبال والقاذورات في بعض الأزقة والشوارع وأمام المحلات التجارية وبمحاذاة المنازل السكنية، التي أضحت قواعد لفلول الكلاب الضالة، إلى جانب ما يشهده الفضاء الفلاحي لرأس العين جماعة بني مطهر من حالة إيكولوجية فظيعة، بحيث تحولت الضيعات الفلاحية إلى مصب للمياه العادمة التي تلقي بها قنوات الصرف الصحي للمدينة فضلا عن المياه الآسنة لواد»اوزين» بجماعة أولاد سيدي عبد الحاكم، الذي يتغذى من روافد مائية بالجزائر.. مستنقعات تطوق ساكنة الجماعتين على مرأى من منتخبين ومسؤولين يتجولون بسيارات الجماعات الترابية والدولة ليل نهار ويمرون مرور الكرام على عدة بؤر سوداء ومستنقعات. إن الوضع البيئي المتردي بعين بني مطهر، حسب جمعويين، من المنتظر أن يستقطب جحافل من حشرات «الفلبوطوم» اللاسعة على نطاق واسع، خاصة بعد انقضاء فصل القر، وقد ينتقل داء»الليشمانيا» إلى باقي الجماعات وربما يمتد إلى باقي مناطق إقليمجرادة ليستشري بين المواطنين في حال راوحت الأوضاع مكانها وبقيت»دار لقمان» على حالها؟