تحظى مسألة المحافظة على البيئة أهمية قصوى في الوقت الراهن بالنظر إلى كثير منالتحديات التي أصبحت تطرحها على الصعيد الإقليمي ، كون المجال البيئي يعتبر مورداأساسيا و ثروة وطنية تترتب عن سوء استغلالها أمراض تلحق بساكنة منطقة جرادة التينحن بصدد الحديث عنها سواء بوسط مدن المنطقة أول الأمر كما تخلق من الجانبالإيكولوجي اختلالات تنعكس سلبا على قطاعات و أنشطة متنوعة و خاصة على صحةالإنسان. فالمحافظة على البيئة اضحت أولوية في مخططات و آلياتتدبير التنمية البشرية ، و السؤال الملح الذي يمكن طرحه بشدة: إلى أي مرتبة إستطاعالقائمون بالأمور بمنطقة جرادة الاهتمام بالشأن البيئي ؟ و هل يتم إدماجه ضمنالاهتمامات اليومية للحد من التلوث البيئي و كل ما من شأنه المساس بمكونات المحافظةعلى النسق الإيكولوجي ؟ و المشكل البيئي على امتداد تراب عمالة إقليمجرادة أصبح عويصا على ما يبدو بفعل تراكم النقط السوداء بمدينة جرادة بحيث ان مداخن معمل الكهرباء و ما تنفثه من سموم الأدخنة و مطارح النفايات المنتشرة في كل مكان ، عين بني مطهر الأزبال على الأرصفة في جل الأحياء خاصة حي المحطة غير المهيكل و الذي تنتشر به مجاري الصرف الصحي المكشوفة، كما أن هذه الأخيرة التي تعبر ضيعات جماعة بني مطهر المنطلقة من أحياء المدينة تشكل بؤرة ملوثة تغير من قواعدها الحشرات الطائرة اللاسعة على الساكنة التي سجلت بشأنها حالات لداء اللشمانيا بشكل غير مسبوق أما بوسط المدينة و السوق المغطاة فحدث و لا حرج ، إذ أن ما تخلفه فضلات الدجاج غير الخاضع لأية مقاييس و مراقبة طبية و بيطرية التي تلقى بالجانب الخلفي للمقبرة و الجردة و غابة الكارة كان له الأثر السلبي على حياة المواطنين الذين غالبا ما عبروا عن سخطهم حيال مزابل الدواجن و مطارح النفايات التي توجد على مرمى حجر من حي الزياني ناهيك عن إسطبلات الماشية و الدواب التي لا تزال متواجدة داخل الوسط الحضري الأمر ذاته ينسحب على مدنتي جرادة و تويسيت و كذا قرى سيدي بوبكر و دكافايت على وجه الدقة مخلفات الدجاج التي تنبعث منها روائح نتنة و بها ميكروبات ألقت بظلالها على الوضع الصحي لساكنة الإقليم تحولت إلى مراتع مفضلة للكلاب الضالة التي تحتشد حول قمامات الدجاج و تشكل خطرا على المارة و قد أصيب جراء هذه المزابل العديد من المواطنين الذين يعانون الحساسية و الربو ، خاصة في فصل الصيف ..