تواصل الولاياتالمتحدة تنفيذ برنامج تحديث ترسانتها النووية وتطوير قنابل نووية عالية الدقة من شأنها أن تؤثر جذريا على التوازن الاستراتيجي في العالم. وسبق لمقاتلة أمريكية أن أسقطت قنبلة من الطراز «بي 61» بدون رأس نووي خلال اختبار جرى في صحراء نيفادا. ولفتت صحيفة «نيويورك تايمز» إلى أن هذه الاختبارات التي تأتي في سياق برنامج تبلغ قيمته 10 مليارات دولار، نفذت بالتزامن مع بناء كوريا الشمالية تحصينات جديدة في مواقعها النووي الخريف الماضي. وذكرت الصحيفة أن قنبلة «بي 61» خضعت لعمليات تحديث عميقة، وأصبحت «ذكية» بالإضافية إلى الحصول على ذيل متحرك يمكن التحكم به من أجل زيادة دقة الضربة النووية. كما يسمح التصميم الجديد بتزويد القنبلة برأس نووي كبير أو صغير، نظرا لطابع الهدف الذي من المخطط إصابته، وذلك من أجل تقليص «العواقب الجانبية». لكن البرنامج الجديد الذي يرمي إلى تحديث 5 قنابل نووية («بي 61» تعد الأولى من تلك القنابل)، أثار جدلا في الولاياتالمتحدة، بسبب ثمنه الباهظ وبسبب مدى تناسبه مع المواقف العلنية للرئيس الأمريكي بشأن نزع الأسلحة النووية. ومن المتوقع أن تبلغ قيمة البرنامج خلال السنوات الثلاثين المقبلة قرابة تريليون دولار. وأعاد «نيويورك تايمز» إلى الأذهان أن أوباما منذ توليه مقاليد السلطة في الولاياتالمتحدة كان يدعو دائما إلى «بناء عالم خال من الأسلحة النووية». وفي هذا السياق يصر المسؤولون العسكريون الأمريكيون على أن تحديث الترسانة النووية وتحويلها إلى ترسانة من قنابل أقل حجما وأكثر دقة، من شأنه أن يقلص خطر نشوب نزاع نووي، باعتبار الأسلحة الجديدة والتي تعد أخطر بكثير بالمقارنة مع الأطرزة القديمة، عامل ردع. لكن معارضي البرنامج يرون الوضع في ضوء مختلف جذريا، ويعتبرون أن تحديث القنابل وتقليص حجم رؤوسها النووية، سيجعل استخدام السلاح النووي أكثر إغراء، وذلك لتوجيه ضربة جوابية أو حتى استباقية. كما حذرت الصحيفة من أن تحديث القنابل النووية الأمريكية يزيد من خطر اندلاع سباق تسلح جديد، علما بأن موسكو قد وصفت اختبارات قنبلة «بي 61» بأنها «غير مسؤولة» و»مستفزة»، فيما أعربت الصين عن قلقها البالغ من نية واشنطن تطوير صاروخ مجنح جديد يحمل رأسا نوويا. ونقلت «نيويورك تايمز» من أندريه فيبير المساعد السابق لوزير الدفاع الأمريكي والرئيس السابق مجلس الأسلحة النووية الأمريكية والذي يشرف على الترسانة النووية للبلاد، تعليقا على الخطط الأمريكية المتعلقة بالصاروخ المجنح : «إنه أمر باهظ الثمن وغير ضروري»، متوقعا أن تبلغ قيمة تطوير الصاروخ قرابة 30 مليار دولار مقابل 1000 صاروخ.