تستهل (الكلمة) التي تصدر من لندن، ويرأس تحريرها الدكتور صبري حافظ، عامها العاشر، بالعدد 105، عدد يناير 2016، بوعدها، في افتتاحية العدد، بالاستمرار والتطور مع العام الجديد، تواكب فيه التطورات الجديدة في أجهزة التصفح والقراءة التي لم تعد قاصرة على الكومبيوتر كما كان الحال في الماضي حينما بدأت مغامرتها مع النشر الرقمي. وتستهله أيضا بعدد ممتاز حافل بالكثير من المواد الثرية والمثرية لوعي القارئ ولحساسيته الأدبية والفنية. ويحتفي ملف العدد الجديد بعلمين من أعلام ثقافتنا العربية من الذين أعطوا (الكلمة) والثقافة العربية الكثير، وهما الراحلان مصطفي المسناوي، وفاطمة المرنيسي، والواقع أن تنوع إضافة كل منهما إلى ضمير (الكلمة) العربية عبر مسيراتهما المتميزة، يكشف عن ثراء الثقافة العربية من ناحية، وعن أهمية إسهام المثقف المستقل في إثرائها بالكشوف والمغامرات. وتوجه الكلمة دعوة مفتوحة للمساهمة في ملف المجلة الشهر القادم وهو خاص بعلم آخر هو الروائي المرموق إدوار الخراط. تنشغل بعده بما يحاك لعالمنا العربي البائس من مؤامرات فتنشر دراسة عن «بطل الهزيمة» في نقد فقه الهزيمة والتردي، وأخرى عن «نقد مقولات العولمة الرأسمالية»، وثالثة عن «غسيل الأفكار الرأسمالية الصهيونية وتوزيع الأدوار»، ورابعة لإتيان باليبار عن كيف يحاصرنا الإرهاب الذي يتغذى على الجنون، ويحيلنا إلى رهائن. ثم تلتفت بعد هذا الإطلالة على المشهد الواسع إلى بوادر بزوغ النهضة الفكرية الحديثة، وإلى النظرة إلى الآخر في حضارة العرب في العصور الوسطى، كي نستهدي في مرحلة التردي الراهنة بدروسها. وإلى الواقع الأدبي الراهن فتتعرف على عدد من قضاياه النظرية والفكرية سواء ما يتعلق منها بالدرس الفلسفي أو الحجاج الثقافي، أو بنسقية الخطاب، أو بجدل البلاغة المنطقية والتراتبية المادية. لكنها لا يفوتها أبدا الاهتمام بالنصوص الأدبية المختلفة من شعر وقص ومسرح، فتقدم أكثر من دراسة عن روايات بعينها من «السمان والخريف» وحتى «أرواح كليمنجارو» و«رقة القتل»، ودراسة أخرى عن قصيدة النثر، وخامسة عن رحلة الروايات المحفوظية للغرب، وغيرها من المقالات والمتابعات لجديد الواقع الأدبي العربي العريض. وبالعدد أيضا دراسات ومقالات عن القصة والشعر، فضلا عن احتفائه كالعادة بالمواد النقدية والنصوص الإبداعية، حيث قدم رواية جديدة من مصر مع قصص من مختلف البلدان العربية. وباب شعر الذي بدأ بديوان جمعي مهدى إلى الشاعر الفلسطيني أشرف الفياض، الأسير في سجون التخلف الوهابية، لا سجون الاحتلال الصهيوني البغيض. كما ينطوي العدد على طرح العديد من القضايا ومتابعة منجزات الإبداع العربي؛ مع أبواب (الكلمة) المعهودة من دراسات وشعر وقص وعلامات ونقد وكتب وشهادات/ مواجهات ورسائل وتقارير وأنشطة ثقافية.