تقدم (الكلمة)، والتي يرأس تحريرها الدكتور صبري حافظ، إلى قرائها هذا الشهر عددا ممتازا؛ لأنه العدد مئة في مسيرتها التي حافظت فيها على موعدها الشهري مع القارئ واستقلالها.. وهو عدد ثري بدراساته التي تتنوع بين التحليل النقدي للنصوص الأدبية الجديدة، والدراسة القرآنية التي تتعامل مع النص القرآني بمنهج مغاير، أو تروم سبر أغوار العلاقة المعقدة بين الإسلام والحداثة، وبين الانشغال بالهم السياسي العربي أو قضايا الفكر أو الفلسفة أو أحدث نظريات العلوم. يفتتحه محررها بدراسة ضافية عن الرواية التونسية الفائزة بجائزة بوكر العربية، تعقبها شهادة لمبدع مرموق من أسرة تحريرها. ويضم عددا من الدراسات والمتابعات لنصوص أدبية وفكرية عربية جديدة، منها أحدث دواوين محرر (الكلمة) في المغرب، دون أن يغفل الاهتمام بالأدب الإنساني عامة فيقدم أحد أبرز أعلامه في اليابان اليوم. و. ويهتم العدد أيضا بالكشف عن البنية التحتية لما يدور في عالمنا الذي يعصف بحقوق الضعفاء، بدءا من الأطفال في الجزء الثاني من دراسة طويلة عن الموضوع، وحتى من يقفون في وجه تسلط الرأسمالية المتوحشة في اليونان التي تخلصت من الديكتاتورية العسكرية لتقع في براثن دكتاتورية البنوك والرأسمالية المالية. ويعود للأطفال ليتعرف على طبيعة تصويرهم في أدب المهجر الفرنسي، أو يسعى في دراسة أخرى للتنظير لقصيدة النثر العربية في المغرب خاصة. ويهتم العدد المائة من (الكلمة) بالأدب العربي، فهو شاغلها الأول الذي تتابع ما يدور فيه شعرا ونثرا على مد الساحة العربية من العراق وحتى المغرب. هذا،وقد جاء العدد حافلا كالعادة بالمواد النقدية والنصوص الإبداعية، وقدم رواية جديدة من الجزائر، وديوانين شعريين: أولهما لشاعر عراقي مهاجر، والثاني لشاعر مغربي احتفت الكلمة بنصوصه على مر أعدادها. كما ينطوي العدد على طرح العديد من القضايا ومتابعة منجزات الإبداع العربي من شعر وقص؛ مع أبواب (الكلمة) المعهودة من دراسات وشعر وقص وعلامات ونقد وكتب وشهادات/ مواجهات ورسائل وتقارير وأنشطة ثقافية. بالإضافة إلى ذلك تقدم المجلة رسائل وتقارير و"أنشطة ثقافية"، تغطي راهن الوضع الثقافي في الوطن العربي.