تحدت عزيزة الدريوش، عاشقة الكرة الحديدية، كل الصعاب والمعيقات من أجل أن تؤكد علو كعبها في هذه الرياضة، وترتقي الدرجات في رياضة ظلت ولعقود طويلة حكرا على الذكور. وتمكنت البطلة عزيزة الدريوش، وهي من مواليد مدينة تازة، من دخول غمار المنافسة في هذه الرياضة من بابها الواسع، بعد أن تمكنت من إحراز العديد من الألقاب والبطولات، سواء على الصعيد الوطني أو الدولي، وذلك بفضل مثابرتها وكذا من خلال دعم النادي الذي تنتمي إليه، وهو النادي الرياضي الفاسي. وعلى الرغم من ظروفها الاجتماعية المتواضعة، فقد تمكنت هذه البطلة (36 سنة) من أن تفرض مكانتها في رياضة الكرة الحديدية التي يسيطر عليها الرجل، وتصبح رقما صعبا في سماء الكرة الحديدية، خاصة وأنها مهووسة بهذه الرياضة ولا تتواني في مضاعفة التدريبات والمشاركة بانتظام في مختلف التظاهرات والمنافسات الرياضية ممثلة للنادي الرياضي الفاسي. ولا تخفي عزيزة الدريوش أن نجاحها والانتصارات المتوالية، التي حققتها إنما يعود الفضل فيها لناديها (النادي الرياضي الفاسي فرع الكرة الحديدية)، الذي يواصل المسؤولون عن تسيير شؤونه مجهوداتهم الكبيرة من أجل تطوير هذا النوع الرياضي وصقل مواهب ومهارات المنخرطين وإبراز مؤهلاتهم. وذكرت، في هذا السياق، بأن النادي الرياضي الفاسي احتضن قبل سنتين الدوري الدولي الأول في رياضة الكرة الحديدية الخاص بالسيدات، الذي حقق نجاحا كبيرا من خلال مشاركة وازنة للاعبات المتخصصات في هذه الرياضة، واللواتي يمارسن بمختلف الأندية الوطنية. وتحدثت عزيزة الدريوش، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن مسارها الرياضي وتجربتها من خلال مشاركاتها في العديد من المنافسات والملتقيات الدولية، ومنها مشاركتها في كأس الأمم، الذي احتضنته فرنسا سنة 2013 كمدربة ولاعبة، إلى جانب اللاعبات كريمة غاريز وهاجر الزاي ولطيفة أوعبا واللواتي ينتمين على التوالي لنوادي الصويرة (عصبة تانسيفت) وبني ملال (عصبة أم الربيع) ونادي سطاد المغربي (عصبة الوسط). وخلال بداية سنة 2015 شاركت البطلة عزيزة الدريوش في الملتقى الدولي للكرة الحديدية (سيدات) ببانكوك (التايلاند)، حيث تميزت بالفردي في مسابقة (الماستر)، قبل أن تشارك مؤخرا ضمن الثنائي رفقة زميلتها نجاة الداودي من طنجة (عصبة الشمال) في الملتقى الدولي للكرة الحديدية بمدينة ويلبا (إسبانيا). وقد تمكنت عزيزة الدريوش، رفقة مواطنتها نجاة، من الوصول إلى نصف النهاية وتمثيل المغرب أحسن تمثيل، بعد أن تألقتا وأكدتا مكانتهما ضمن لاعبات مرموقات من مختلف دول العالم. وكانت عزيزة شاركت سنة 2014 بإسبانيا في البطولة المحلية لرياضة الكرة الحديدية، التي احتضنتها مدينة ألميرية (جنوب إسبانيا) وتمكنت من الفوز بهذه البطولة. وعلى الصعيد الوطني تظل عزيزة الدريوش تحتل مراتب متقدمة ضمن الممارسات في رياضة الكرة الحديدية، بعد النجاحات التي حققتها في العديد من المنافسات والملتقيات الوطنية، ومن ضمنها الفوز بكأس الحسن الثاني (سيدات)، الذي احتضنته مدينة إفران سنة 2010، وكذا فوزها بالبطولة الوطنية ضمن الثلاثي سنتي 2012 و2014، بالإضافة إلى احتلالها للرتبة الثانية في المنافسات الخاصة بكأس العرش سنة 2014. وتلح عزيزة الدريوش، التي تناهض كل أشكال التمييز والإقصاء، على دعوة مختلف العصب الرياضية وكذا الجامعة الملكية المغربية للكرة الحديدية إلى مضاعفة الجهود من أجل النهوض بهذه الرياضة التي يمارسها الرجال أكثر من السيدات. وتقول، في هذا الصدد، «على المسؤولين عن هذه الرياضة أن يساهموا كل من موقع مسؤوليته في تنمية وتطوير هذا النوع الرياضي، وإعطائه دفعة قوية من خلال وضع أجندة مخصصة للمسابقات الخاصة بالسيدات، وذلك على صعيد مختلف العصب». ويظل الهاجس الأكبر الذي يؤرق البطلة عزيزة الدريوش، التي حصدت مجموعة من الألقاب والميداليات في مختلف البطولات التي شاركت فيها، سواء على الصعيد الوطني أو الدولي، هو مواصلة التألق وحصد الانتصارات، وبالتالي العمل على تطوير هذه الرياضة التي تعشقها حد الجنون.